2014/07/03

أحد الثالوث الأقدس هو الأحد الثاني في زمن العنصرة الأب جورج صغبيني


أحد الثالوث الأقدس هو الأحد الثاني في زمن العنصرة


الرسالة إلى أهل روما 11/ 25- 36

25 لا أُرِيدُ، أَيُّهَا الإِخْوَة، أَنْ تَجْهَلُوا هـذَا السِّرّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا حُكَمَاءَ في عُيُونِ أَنْفُسِكُم، وهوَ أَنَّ التَّصَلُّبَ أَصَابَ قِسْمًا مِنْ بَني إِسْرَائِيل، إِلَى أَنْ يُؤْمِنَ الأُمَمُ بِأَكْمَلِهِم.

26 وهـكَذَا يَخْلُصُ جَميعُ بَنِي إِسْرَائِيل، كَمَا هُوَ مَكْتُوب: "مِنْ صِهْيُونَ يَأْتي الـمُنْقِذ، ويَرُدُّ الكُفْرَ عَنْ يَعْقُوب؛

27 وهـذَا هُوَ عَهْدِي مَعَهُم، حِينَ أُزِيلُ خَطَايَاهُم".

28 فَهُم مِنْ جِهَةِ الإِنْجِيلِ أَعْدَاءٌ مِنْ أَجْلِكُم، أَمَّا مِنْ جِهَةِ اخْتِيَارِ الله، فَهُم أَحِبَّاءُ مِنْ أَجْلِ الآبَاء؛

29 لأَنَّ اللهَ لا يَتَرَاجَعُ أَبَدًا عَنْ مَوَاهِبِهِ ودَعْوَتِهِ.

30 فكَمَا عَصَيْتُمُ اللهَ أَنْتُم في مَا مَضَى، وَرُحِمْتُمُ الآنَ مِنْ جَرَّاءِ عُصْيَانِهِم،

31 كَذلِكَ هُمُ الآنَ عَصَوا اللهَ مِنْ أَجْلِ رَحْمَتِكُم، لِكَي يُرْحَمُوا الآنَ هُم أَيْضًا؛

32 لأَنَّ اللهَ قَدْ حَبَسَ جَمِيعَ النَّاسِ في العُصْيَان، لِكَي يَرْحَمَ الـجَميع.

33 فَيَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ ومَعْرِفَتِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الإِدْرَاك، وطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقصَاء!

34 فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبّ؟ أَو مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟

35 أَو مَنْ أَقْرَضَهُ شَيْئًا فَيَرُدَّهُ اللهُ إِلَيْه؟

36 لأَنَّ كُلَّ شَيءٍ مِنْهُ وَبِهِ وَإِلَيْه. لَهُ الـمَجْدُ إِلى الدُّهُور. آمين.

نجد أنّ مار بولس، الّذي اختبر حكمة الرومانيين وفكرهم، يوبّخهم على حكمتهم البشريّة. أمّا حكمة الله فهي غير حكمة البشر.

ونحن لا نقلّ حكمةً عن الرومان، ومار بولس يوجّه الينا اليوم في عصر الكمبيوتر والأنترنت، والعلوم والإختراعات بأن حكمتنا تتسبب بقتل الإنسان في كل مكان من العالم وتصنع الحروب والدمار...

فالله يعرف خيرنا أكثر مما نعرفه نحن

ونصلّي له لتكن مشيئتك، لا مشيئتنا.

إنجيل القديس متى 28/ 16- 20

16 أَمَّا التَّلامِيذُ الأَحَدَ عَشَرَ فذَهَبُوا إِلى الـجَلِيل، إِلى الـجَبَلِ حَيثُ أَمَرَهُم يَسُوع.

17 ولَمَّا رَأَوهُ سَجَدُوا لَهُ، بِرَغْمِ أَنَّهُم شَكُّوا.

18 فدَنَا يَسُوعُ وكَلَّمَهُم قَائِلاً: "لَقَدْ أُعْطِيتُ كُلَّ سُلْطَانٍ في السَّمَاءِ وعَلى الأَرْض.

19 إِذْهَبُوا إِذًا فَتَلْمِذُوا كُلَّ الأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحِ القُدُس،

20 وعَلِّمُوهُم أَنْ يَحْفَظُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُكُم بِهِ. وهَا أَنَا مَعَكُم كُلَّ الأَيَّامِ إِلى نِهَايَةِ العَالَم".

في إنجيل متّى نقرأ إرسال المسيح لرسله إلى كلّ الأمم للبشارة وصيد البشر من بحر العالم لحضن الكنيسة.

في هذا الأحد وبعد حلول الرّوح القدس– البارقليط في احد العنصرة، يرسلنا الربّ: إِذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا كُلَّ الأُمَم، وعَمِّدُوهُم بِاسْمِ الآبِ والابْنِ والرُّوحِ القُدُس.

فالمسيح يرسلنا كنعاجٍ بين ذئاب

وسلاحنا ليس قذائف وطائرات... بل هو:

أن نضع خوذة الخلاص ونلبس درع الايمان

وأن نثق بكلام الرب، بأن أبواب الجحيم لن تقوى على الكنيسة

فالمعركة شرسة ولكن المسيح باق معنا بروحه القدوس إلى نهاية الدهور.

عقيدة الثالوث الأقدس

كل مسيحي يعرف أن الإله الذي يؤمن به هو اله في ثلاثة أقانيم، ويبدأ وينهي معظم صلواته وأعماله، "باسم الآب والابن والروح القدس الاله الواحد آمين".

وعقيدة الثالوث لا تعني مطلقاً أننا نؤمن بوجود ثلاثة آلهة بل الله واحد.

والمسلمون يبدأون كل صلواتهم بالفاتحة: باسم الله الرحمن الرحيم

وإن الأديان في العالم تعترف وتؤمن بالله الواحد...

يقول القديس غريغوريوس النيسي: إن الأقانيم الثلاثة الإلهية: الآب والابن والروح القدس، لا يمكن فصلها عن بعضها البعض، كما لا يمكن فهمها عن بعضها البعض، كذلك لا يمكن استيعابها كحقائق بشرية، بل هي الطريقة التي عبّر فيها الله عن طبيعته التي لا يمكن تسميتها ولا التحدث عنها، ويتكيف مفهومنا عنها وفقًا لمحدودية عقولنا البشرية.

ويُروى أنّ القدّيس أغسطينوس كان يسيرُ يومًا على شاطئ البحر وهو مشغول جدًا بفكرة الله وعظمتهوكيف أنه إله واحد في ثلاثة أقانيم. فرأى طفلاً يحفر في الرمل حفرةً ويملأها بالماء من البحر بواسطة دلوٍ صغير، والحفرة لا تمتلئ.

أثار المشهد انتباه أغسطينوس فسأل الطفل: "ماذا تريد أن تفعل؟".

فأجابه الطفل: "أريدُ أن أنقل البحر كلّه إلى هذه الحفرة".

فقال له أغسطينوس باستغراب: "ولكن هذا مستحيل! كيف يمكنك نقل هذا البحر الكبير إلى هذه الحفرة الصغيرة؟!"

فنظر إليه الطفل وقال: "وكيف تريدُ أنت أن تضع الله اللامحدود في حفرة عقلك المحدود!"

أيّها الثّالوث الأقدس، الآب والإبن والروح القدس، الله الرحمن الرحيم، المتساوي في الجوهر، قوّنا نحن الخطأة وتعطّف على عقولنا الصدفيّة التي لا تتسع لبحر معرفتك.

 

ليست هناك تعليقات: