2014/07/03

هل تسمحون لي؟ نزار قباني الأب جورج صغبيني


هل تسمحون لي؟ نزار قباني

 

ولد في 21 آذار 1923 في دمشق- سوريا

توفي في 30 نيسان 1998 في لندن

ولد نزار قباني في مدينة دمشق ، عمل أبوه في صناعة الحلويات وكان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا.

اشتهر شعره بابداع فريد فكتب عن المرأة الكثير.

وأثّرت هزيمة العرب عام 1967 على شعره. فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.

أبدع في كتابة الشعر الوطني والغزلي. وغنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم أم كلثوم عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفيروز وماجدة الرومي وكاظم الساهر ومحمد عبد الوهاب، واكتسب شهرة ومحبة واسعة بين المثقفين والقراء في العالم العربي.

عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952 - 1955.

بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 بدمشق وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة.

وله عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، وله أيضا عدد كبير من الكتب النثرية. وتُعتبر "قصتي مع الشعر" السيرة الذاتية لنزار قباني... حيث كان رافضا ان تكتب سيرته على يد أحد سواه.

طُبعت جميع دواوين نزار قباني في مجلدات تحمل اسم المجموعة الكاملة لنزار قباني.

توفي في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما.
 

"هل تسمحون لي؟

في بلاد يُغتال فيها المفكرون،

ويكفّر الكاتب وتُحرق الكتب،

في مجتمعات تَرفض الآخر،

وتَفرض الصمت على الأفواه والحَجْرِ على الأفكار، 
 
وتُكفّر أي سؤال،

كان لابدّ أن أستأذنكم أن تسمحوا لي..
 

فهل تسمحون لي

أن أربّي أطفالي كما أريد،

وألا تملوا عليّ أهواءكم وأوامركم؟
 

هل تسمحون لي

أن أعلم أطفالي أن الدين لله أولا،

وليس للمشايخ والفقهاء والناس؟
 

هل تسمحون لي

أن أعلم صغيرتي

أن الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وأمانة وصدق،

قبل أن أعلمها

بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل؟
 

هل تسمحون لي

أن أعلم إبنتي أن الله محبة،

وانها تستطيع أن تحاوره وتسأله ما تشاء،

بعيدا عن تعاليم أي أحد؟
 

هل تسمحون لي 
 
ألا أذكر عذاب القبر

لأولادي

الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟
 

هل تسمحون لي

أن أعلم ابنتي أصول الدين وأدبه وأخلاقه،

قبل أن أفرض عليها الحجاب؟
 

هل تسمحون لي

أن أقول لابني الشاب أن ايذاء الناس

وتحقيرهم لجنسيتهم ولونهم ودينهم،

هو ذنب كبير عند الله؟

هل تسمحون لي

أن أقول لابنتي أن مراجعة دروسها والاهتمام بتعليمها

أنفع وأهم عند الله

من حفظ آيات القرآن عن ظهر قلب دون تدبر معانيها؟
 

هل تسمحون لي

أن أعلم ابني أن الاقتداء بالرسول الكريم

يبدأ بنزاهته وأمانته وصدقه،

قبل لحيته وقصر ثوبه؟
 

هل تسمحون لي

أن أقول لابنتي أن صديقتها المسيحية ليست كافرة،

وألا تبكي خوفا عليها من دخول النار؟
 

هل تسمحون لي

أن أجاهر،

أن الله لم يوكل أحدا في الأرض بعد الرسول

لأن يتحدث باسمه

ولم يخوّل أحدا بمنح للناس "صكوك الغفران" ؟
 

هل تسمحون لي

أن أقول، أن الله حرّم قتل النفس البشرية،

وأن من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا،

وأنه لا يحق لمسلم أن يروع مسلما؟

هل تسمحون لي

أن أعلم أولادي أن الله أكبر وأعدل وأرحم

من كل فقهاء الأرض مجتمعين؟

وأن مقاييسه تختلف عن مقاييس المتاجرين بالدين،

وأن حساباته أحنّ وأرحم".

 
 
صورة: ‏هل تسمحون لي؟ نزار قباني

ولد في 21 آذار 1923 في دمشق- سوريا 
توفي في 30 نيسان 1998 في لندن
ولد نزار قباني في مدينة دمشق ، عمل أبوه في صناعة الحلويات وكان يساعد المقاومين في نضالهم ضد الفرنسيين – في عهد الانتداب الفرنسي لسوريا.
اشتهر شعره بابداع فريد فكتب عن المرأة الكثير.
وأثّرت هزيمة العرب عام 1967 على شعره. فكانت قصيدته " هوامش على دفتر النكسة " 1967 التي كانت نقدا ذاتيا جارحا للتقصير العربي، مما آثار عليه غضب اليمين واليسار معا.
أبدع في كتابة الشعر الوطني والغزلي. وغنى العديد من الفنانين أشعاره، أبرزهم أم كلثوم عبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وفيروز وماجدة الرومي وكاظم الساهر ومحمد عبد الوهاب، واكتسب شهرة ومحبة واسعة بين المثقفين والقراء في العالم العربي. 
عمل سفيراً لسوريا في لندن بين عامي 1952 - 1955.
بدأ نزار يكتب الشعر وعمره 16 سنة وأصدر أول دواوينه " قالت لي السمراء " عام 1944 بدمشق وكان طالبا بكلية الحقوق، وطبعه على نفقته الخاصة. 
وله عدد كبير من دواوين الشعر، تصل إلى 35 ديواناً، وله أيضا عدد كبير من الكتب النثرية. وتُعتبر "قصتي مع الشعر" السيرة الذاتية لنزار قباني... حيث كان رافضا ان تكتب سيرته على يد أحد سواه.
طُبعت جميع دواوين نزار قباني في مجلدات تحمل اسم المجموعة الكاملة لنزار قباني. 
توفي في لندن يوم 30/4/1998 عن عمر يناهز 75 عاما.

"هل تسمحون لي؟
في بلاد يغتال فيها المفكرون، 
ويكفّر الكاتب وتحرق الكتب، 
في مجتمعات ترفض الآخر، 
وتفرض الصمت على الأفواه والحَجْرِ على الأفكار،
وتكفّر أي سؤال، 
كان لابدّ أن أستأذنكم أن تسمحوا لي..

فهل تسمحون لي
أن أربّي أطفالي كما أريد، 
وألا تملوا عليّ أهواءكم وأوامركم؟

هل تسمحون لي
أن أعلم أطفالي أن الدين لله أولا، 
وليس للمشايخ والفقهاء والناس؟

هل تسمحون لي
أن أعلم صغيرتي 
أن الدين هو أخلاق وأدب وتهذيب وأمانة وصدق، 
قبل أن أعلمها 
بأي قدم تدخل الحمام وبأي يد تأكل؟

هل تسمحون لي
أن أعلم إبنتي أن الله محبة، 
وانها تستطيع أن تحاوره وتسأله ما تشاء، 
بعيدا عن تعاليم أي أحد؟

هل تسمحون لي ألا أذكر عذاب القبر 
لأولادي
الذين لم يعرفوا ما هو الموت بعد؟

هل تسمحون لي
أن أعلم ابنتي أصول الدين وأدبه وأخلاقه، 
قبل أن أفرض عليها الحجاب؟

هل تسمحون لي
أن أقول لابني الشاب أن ايذاء الناس 
وتحقيرهم لجنسيتهم ولونهم ودينهم، 
هو ذنب كبير عند الله؟

هل تسمحون لي
أن أقول لابنتي أن مراجعة دروسها والاهتمام بتعليمها
أنفع وأهم عند الله 
من حفظ آيات القرآن عن ظهر قلب دون تدبر معانيها؟

هل تسمحون لي
أن أعلم ابني أن الاقتداء بالرسول الكريم 
يبدأ بنزاهته وأمانته وصدقه، 
قبل لحيته وقصر ثوبه؟

هل تسمحون لي
أن أقول لابنتي أن صديقتها المسيحية ليست كافرة، 
وألا تبكي خوفا عليها من دخول النار؟

هل تسمحون لي
أن أجاهر، 
أن الله لم يوكل أحدا في الأرض بعد الرسول 
لأن يتحدث باسمه
ولم يخوّل أحدا بمنح للناس "صكوك الغفران" ؟

هل تسمحون لي
أن أقول، أن الله حرّم قتل النفس البشرية، 
وأن من قتل نفسا بغير حق كأنما قتل الناس جميعا، 
وأنه لا يحق لمسلم أن يروع مسلما؟

هل تسمحون لي
أن أعلم أولادي أن الله أكبر وأعدل وأرحم 
من كل فقهاء الأرض مجتمعين؟ 
وأن مقاييسه تختلف عن مقاييس المتاجرين بالدين،
وأن حساباته أحنّ وأرحم".‏ 
 
 

ليست هناك تعليقات: