2014/07/03

الطوباوي الأخ إسطفان نعمه اللحفدي الراهب اللبناني الماروني الأب جورج صغبيني


الطوباوي الأخ إسطفان نعمه اللحفدي الراهب اللبناني الماروني


هو يوسف ابن اسطفان نعمة وكريستينا البدوي من لحفد في قضاء جبيل.

ولد في شهر آذار 1889 وهو صغير العائلة المؤلفة من اربعة صبيان وابنتين.

عاش في بلدة لحفد في بيئة جبلية زراعية، تعلّم مبادئ قراءة وكتابة السريانية والعربية ومبادىء التعليم المسيحي في مدرسة تابعة للرهبانية اللبنانية المارونية في بلدة سقي رشميا المجاورة للحفد.

تميز منذ طفولته بالهدوء ومحبة السكينة فكان يعتزل الناس طلبا للصلاة.

في عمر السادسة عشرة ترك لحفد سنة 1905، قاصدا دير كفيفان، وبعد اسبوع على دخوله الدير لَبِسَ ثوب الابتداء وبدّل إسمه يوسف بإسم إسطفان تيمّنا باسم ابيه وشفيع بلدته.

كان معلمه في الابتداء رجل الله الأباتي اغناطيوس داغر التنوري المتوفى برائحة القداسة والذي أصبح رئيسا عاما للرهبانية، ومن رفاقه في الابتداء رجل الله الأب يوسف ابي غصن المتوفي برائحة القداسة والمدفون في قرطبا.

بعد سنتي الابتداء في دير كفيفان، نذر نذوره الرهبانية في 23 آب سنة 1907.

فنقلته السلطة الرهبانية الى دير سيدة ميفوق

ومن ثم إلى دير مار انطونيوس حوب في تنورين

فإلى دير مار شلــيطا القطارة

ودير سيدة المعــونات في جبــيل

وكانت توكل إليه في هذه الأديار وظيفة الإهتمام بالحقلة. وقد اشتهر بمهنتي البناء والنجارة.

في 30 آب 1938 وعلى أثر وعكة صحية توفي الأخ اسطفان عن عمر 49 عاما. ودفن في دير كفيفان.

وبعد حوالى 12 سنة على وفاته تم اكتشاف جثمانه السليم من الفساد. فبدأ الزوار يؤمون دير كفيفان طالبين شفاعة الأخ اسطفان. فأجرى الله على يده شفاءات عدة وعجائب كثيرة...

شفاء ابنة شقيق الأخ إسطفان

الأخت مارينا نعمة الله نعمه ابنة شقيق الأخ إسطفان هي من راهبات ديــر مار يوســف جربتا كانت تقول:"كان له الفضل في حبي للحياة الرهبانية وهو الذي شجعني على دخول دير مار يوسف جربتا". وهي التي أجرى الله معها بشفاعة الأخ إسطفان عجيبة شفائها من السرطان واعتُمدت هذه العجيبة في تطويب المكرّم الأخ إسطفان في 27 حزيران 2010.

بوشر التحقيق في قداسته في 27 تشرين الثاني 2001

صدّق البابا بندكتوس السادس عشر على فضائله البطوليّة في 17 كانون الأوّل 2007

أُعلن طوباويا في كفيفان في 27 حزيران 2010.

الأخ إسطفان

راهب مصلٍّ

وجهته الكنيسة في الصباح

وإيابه منها قبل استراحته في المساء.

السبحة رفيقته الدائمة لا تغادر يديه

الطاعة سبيله

والعفّة زينته

والفقر رصيده.

الأخ إسطفان

راهب عامل في الحقل

قدّس التراب

وبارك ثمار الجنائن

وأفاض معاجن الأديار خيراً

وخوابي الزيت والخمر بركةً

من عرق جبينه.

الأخ إسطفان

راهب زرع الأديار التي مرّ فيها

حنطة في الحقول

ودوالي كرمة وأشجار زيتون في الجلول.

واهتمّ بالمواشي فكانت سمانا

تعمل وتسير بإشارة منه

تفرح بلقائها به

وتخور له عند حاجتها إليه

فيهتمّ بها دون توانٍ.

الأخ إسطفان

راهب عرف كيف يعيش ببساطة الزهّاد

وعرف كيف يتقدّس بجهاد الأبطال

وعرف كيف يموت بسيرة القديسين.

الأخ إسطفان

صورة بهيّة لكل راهبٍ أخٍ عاملٍ في الرهبانية.

تماهى في الإتضاع حتى نسي ذاته في خدمة الرهبانية وإخوته الرهبان وأبناء شعبه من الفقراء.

جلس في آخر المتكآت

وأكل فضلات موائد إخوته الرهبان.

الأخ إسطفان

يأوي إلى فراشه الوضيع بعد أن يناموا

ويستيقظ قبل صياح الديكة.

إلى الصلاة

إلى الفلاح

إلى خير العمل

فحفظ الله جسده من الفساد والبلى

وجعله شفيعا للناس الذين لا شفيع لهم في الوطن.

وكرّمته الكنيسة بين مصاف قديسي الرهبانية شربل، رفقا والحرديني.

لتجعله شفيع الذين لا شفيع لهم في الرهبانية.

ذكرى تطويب الأخ إسطفان في 27 حزيران

وعيد الطوباوي الأخ إسطفان في 30 آب

إهداء إلى الراهب الأخ

المنسيّ في أقبية الأديار

وفي الجنائن والكروم

وفي سكرستيا الكنيسة

لا يلبس البرفير في الإحتفالات

ولا يعظ في المواسم والأعياد

مسبحته ترافقه مع المعول والمنجل

ينام بعد أن يطمئن لرقاد جميع الرهبان

ويستيقظ قبلهم ليهئ لهم إضاءة الشموع وتحضير المبخرة وأواني القداس.

ويخدم مداورة الذبيحة الإلهية لجميع الكهنة، بعد أن يكون قد سبق وحضّر لهم الفطور

وبعدها يمضي إلى الكروم والجنائن بحسب المواسم ينقيها ويفلحها ويقطف مواسم ثمارها فيحوّل بعضها نبيذا ودبسا وزبيبا وعرقا. ويجفّف بعضها لموسم الشتاء بعد أن يكون قد حضّر الحطب للمواقد.

يسهر على قطعان المواشي يطعمها في مواسم القحط والجفاف ويرعاها في حقول الدير بعد مواسم الحصاد والقطاف ويصنع من حليبها أنواع الألبان والأجبان.

يصلح ما عطل من حاجات الدير والجنائن والجلول

كلاره مليء من الخير يعطي الطعام في حينه

ويده ممدودة للعطاء

يعمل في كلّ أنواع الخدمات دون تردّد ولا سؤال

بنّاء هو لا بل رئيس البنّائين ومعلمهم وعلى يده قامت الأديار وبيوت الشركاء

ونجّار يصنع الأبواب والشبابيك والخزائن وبنوك الكنيسة وكرسي الإتراف ولا يهمل صناعة الصمد والنير والمسّاس وعصي المعاول والرفوش

ومزارع يعرف أنواع الشتول والخضار والبذور ومواسمها وأجودها ويحضّر الشتول ليبدّلها باليابس من النصوب.

وخياط يجيد الحياكة وإصلاح ورتي الممزق منها

ويعرم الكتب ويصلح ما تشلـّع منها

ويسهر على تنظيف ينابيع الدير ومجاريها

وبعد كلّ هذا هو متفرّغ للصلاة في أوقاتها فيجلس في آخر المتكأ يسدل إسكيمه على عينيه ولا ينظر إلا المسبحة المنسابة بين أصابعه وقد ذابت حبّاتها

الراهب الأخ

هو راهب قديس منسيّ

نسيته اليوم أديار الرهبانية

لأنها استبدلته في الجنائن والبساتين بالعمّال وغالبا الغرباء منهم، أو بضمان الأرض والأديار لمؤسسات...

و لأنها استبدلته بالخدّام والخادمات في الدير وأحيانا بالسرلنكيات

ولأنها استغنت عن خدماته بالثياب الخالصة على القياس

ولأنها استغنت عن خدماته بالطعام المعلـّب والأجبان والألبان الجاهزة وبالحليب المجفف وخبز الرجيم

الراهب الأخ من يعيده إلى الأديار فيعود إليها الخير وتعود إلى معاجنها البركة

الراهب الأخ كان حاضرا دائما عندما يُقرع الباب، ليفتحه لضيوفه بوجه باشٍّ ويقدّم لهم، من تعب يديه، ضيافته.

الأخ الراهب يستحق منّا التكريم في ذكرى سنوية تجتمع فيها الرهبانية لشكر الأحياء منهم وتكرّم ذكرى الذين ماتوا.

إنه لأمر جدير بالإهتمام وجدّي أن يصير للإخوة العملة في الرهبانية شفيعا لهم، يذكّرنا بهم بعد أن ضرب النسيان ذاكرة الرؤساء العامين والمدبرين ورؤساء الأديار الذين باتوا وحيدين في أديارهم المهجورة.

أيها الأخ إسطفان

أعد إلى الرهبانية ما كان من حضارة رهبانية

رغم وجود حضارة التلفزيون والدش والإنترنت

ورغم حضارة ضمان الأرض للمشاريع الزراعية وتجارة البناء

ورغم حضارة السيارات الفخمة والهاتف الخليوي

ورغم حضارة أنواع الوصفات الطبية الرياضية وحضارة الريجيم بدل الصيام التي لا تشفي من مرض...

ورغم حضارة العمّال المياومين بدل كلّ أخ رحل...

ويكثر الكلام...

صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏.
 
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏.


ليست هناك تعليقات: