2014/07/03

الصوم في الإسلام الأب جورج صغبيني


الصوم في الإسلام


الصَّوْمُ هو الإمساك عن أيَّ فعلٍ أو قَوْل.

والصَّوْمُ شَرْعًا هو الإمساكٌ عن المُفْطِرَاتِ من طلوع الفَجْرِ إلى غروب الشمس.

والصوم هو الركن الرابع من أركان الإسلام لقول النبي(ص): "بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً".

وقد فُرض صوم رمضان في شهر شعبان من السنة الثانية من هجرة الرسول إلى المدينة.

كان العرب قبل الإسلام يتعاملون بالتقويم القمري، وقد اعتمدوا الشهر الهلالي في مواقيتهم، وحين بُعث رسول الله (ص) أقرّ هذا التقويم، لأنّ رمضان شهر أداء فريضة الصيام، ولذلك أمر رسول الله (ص) المسلمين بإعتمادها فقال: "صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، فإن غمّ عليكم فاكملوا عدّة شعبان ثلاثين"، وقال: "لا تصوموا حتّى تروا الهلال، ولا تفطروا حتّى تروه...".

الصَّوْم في القرآن الكريم

قوله تعالى في سورة البقرة: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ 183 . أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ 184. شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون. 185.

"قال رسول الله"(ص): من صام رمضان غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر، غفر له ما تقدم من ذنبه. (رواه أبو هريرة).

وعن أبى هريرة قال: قال رسول الله (ص)" ثلاثة حقّ على الله ألا يردّ لهم دعوة: الصائم حتى يفطر، والمظلوم حتى ينتصر، والمسافر حتى يرجع".

والصَّوْمُ كما في سورة مريم 26: فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا.

فالصوم الصحيح هو:

1 - غض البصر عما حرّم الله.

2 - حفظ اللسان عن الغيبة والنميمة والكذب.

3 - كفّ السمع عن المحرم حتى لا يدخل فيمن قال الله فيهم "سمّاعون للكذب".

عن أبي هريرة أن رسول الله (ص)قال: "من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه".

صوم رمضان

في رواية للنسائي أن رسول الله (ص) قال: "إن الله فرض صيام رمضان، وسننت لكم قيامه، فمن صامه وقامه ايمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه".

عن أبى أيوب الأنصاري: أن النبي (ص) قال: "من صام رمضان ثم أتبعه ستًا من شوال فكأنما صام الدهر"،

وعن أبى قتادة قال: قال رسول الله(ص): "صوم يوم عرفة يكفر سنتين ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية".

وعن ابن عباس قال: قدم النبي (ص) المدينة، فرأى اليهود تصوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: يوم صالح، نجَّى الله فيه موسى وبني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى، فقال: "أنا أحق بموسى منكم"، فصامه، وأمر بصيامه.

وإن معظم الكنائس في لبنان لبّت عام 2001 دعوة البابا يوحنا بولس الثاني المسيحيين للصيام مع المسلمين وإن البابا طلب من المسيحيين مشاركة المسلمين في صوم يوم الجمعة الأخير من شهر رمضان من أجل السلام في العالم.

كما وحصل في صيام المسيحيين في شهر رمضان عام 2002 تضامنا مع فلسطين المحتلة.

فالقديس البابا يوحنا بولس الثاني كان ظاهرة فريدة في العالم إذ أنه صفح عن محمد علي أقجا منفذ محاولة الاغتيال له في أيار 1981 وأول بابا يخاطب المسلمين بالأخوة، ردّدها مراراً في الفلبين وفي المغرب عام 1986، وأول بابا يوقّع رسالة المعايدة للمسلمين بمناسبة عيد الفطر وعيد الأضحى، وأول بابا يدعو قادة دينيين مسلمين الى مؤتمر عام للأديان برعايته في أسيزي 1986. وأول بابا يوافق على بناء مسجد ومركز إسلامي في روما، وأول بابا طلب الغفران عام 2000 من جميع من أساءت إليهم الكنيسة سواء كانوا من أبنائها الذي حكموا بعض الأحيان ظلماً، أو من المسيحيين غير الكاثوليك الذين تعرّضوا للاضطهاد، أو من المسلمين بسبب الحروب الصليبية، أو من اليهود نظراً إلى شعور اللاسامية الذي كنّه لهم بعض المسيحيين.وأول بابا يصلي في المسجد الأموي في دمشق أمام ضريح يوحنا المعمدان- النبي يحيى عام 2001، وأول بابا يقرر عدم تقديم مشروب النبيذ على مائدته احتراماً لمشاعر المسلمين مقدماً الماء وعصير البرتقال، وأول بابا يدعو المسيحيين الشرقيين إلى مشاركة المسلمين في صوم يوم من أيام رمضان". وأول بابا يوجه رسالة الى جميع المسلمين عام ١٩٨٩ يحثهم فيها على بذل جهودهم لأنقاذ لبنان من محنته وهي ثاني رسالة من بابا الى المسلمين بعد تلك التي وجهها البابا لاوون الثالث الى الخليفة هارون الرشيد قبل حوالي ١٢٠٠ سنة. وأول بابا يدعو المسلمين عام ١٩٩٧ للصلاة من أجل نجاح السينودس من أجل لبنان وليودع اللبنانيين مسلمين ومسيحيين إرشاده الرسولي، “رجاء جديد للبنان”.

وبات الصيام المسيحي الإسلامي في شهر رمضان تقليداً سنويّا في لبنان ومصر وسائر الدول العربية والغربية حيث يتواجد فيها المسيحيون والمسلمون.

صوم مقبول وذنب مغفور وكلّ صيام وأنتم بخير

 
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏.
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏.
 
 



ليست هناك تعليقات: