2014/07/03

الأحد الرابع من زمن العنصرة وعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس الأب جورج صغبيني


الأحد الرابع من زمن العنصرة وعيد القديسين الرسولين بطرس وبولس
 

يُشَدِّد الرَّسول بولُس في رِسالَتِهِ إلى أهلِ كورنثس على التَّمييزِ بَينَ الإنسانِ الرُّوحاني وَالإنسان الأرضِيّ، داعِياً المؤمِنينَ إلى السَّيْرِ بِهَدْيِ ٱلرُّوح القدس.

وَنَرَى الرَّب يَسوع في إنجيل لوقا، يَبتَهِجُ بالرُّوح، وَنَسمَعهُ يَشْكُرُ ٱللهَ الآب لأنَّهُ آزَرَ التَّلاميذ الضُّعَفاء في رِسالَتِهِم فَنَجَحوا فيها وَعادوا فَرِحينَ يُخْبِرونَ المُعَلِّمَ أنَّ ٱلشَّياطين كانَت تَخضَعُ لَهُمْ باسمِهِ! وَ يَشْكُرُ ٱلآبَ أيْضاً، لأنَّهُ كَشَفَ سِرَّهُ للتَّلاميذِ "الأطفال"، لا للعلماء "الحُكَماءَ وَٱلفُهَماء".

رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثوس 2/ 11- 16 في الأحد الرابع للعنصرة

11 فَمَنْ مِنَ النَّاسِ يَعْرِفُ مَا في الإِنْسَانِ إِلاَّ رُوحُ الإِنْسَانِ الَّذي فِيه؟ كَذلِكَ لا أَحَدَ يَعْرِفُ مَا في اللهِ إِلاَّ رُوحُ الله.

12 وَنَحْنُ لَمْ نَأْخُذْ رُوحَ العَالَم، بَلِ الرُّوحَ الَّذي مِنَ الله، حَتَّى نَعْرِفَ مَا أَنْعَمَ بِهِ اللهُ عَلَيْنَا مِنْ مَوَاهِب.

13 ونَحْنُ لا نَتَكَلَّمُ عَنْ تِلْكَ الـمَوَاهِبِ بِكَلِمَاتٍ تُعَلِّمُهَا الـحِكْمَةُ البَشَرِيَّة، بَلْ بِكَلِمَاتٍ يُعَلِّمُهَا الرُّوح، فَنُعَبِّرُ عَنِ الأُمُورِ الرُّوحِيَّةِ بِكَلِمَاتٍ رُوحِيَّة.

14 فَالإِنْسَانُ الأَرْضِيُّ لا يتَقَبَّلُ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ ذلِكَ عِنْدَهُ حَمَاقَة، ولا يَسْتَطيعُ أَنْ يَعْرِفَ مَا هُوَ مِنْ رُوحِ الله، لأَنَّ الـحُكْمَ في ذلِكَ لا يَكُونُ إِلاَّ بِالرُّوح.

15 أَمَّا الإِنْسَانُ الرُّوحَانِيُّ فَيَحْكُمُ عَلى كُلِّ شَيء، ولا أَحَدَ يَحْكُمُ عَلَيْه.

16 فَمَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ لِيُعَلِّمَهُ؟ أَمَّا نَحْنُ فَلَنَا فِكْرُ الـمَسِيح!

كَتَبَ بولس الرَّسول هذه الرِّسالة بِسَببِ خِلافات سَرَت بين أهل كورنتوس. وقد وَصَفَهُم الرّسول بـ"الأطفال"، لأنَّهُم لَم يَحمِلوا نُضوج الرُّوح، فانْقَسَموا وَتَحَزَّبوا على قاعِدَة خِلافات لا تَمُتُّ إلى المَحَبَّة المَسيحيَّة بِصِلَة.

وَيُوضِحُ بولُس الرَّسول عَظَمة المَوهِبَة التي أعطانا إيّاها الله: الرُّوح القُدُس. والذي يَنالُ عَطِيَّة الرُّوح، لا يَتَّكِل على حِكمة البَشَر التي تَقود إلى الهلاك.

إنجيل لوقا 10/ 21- 24

21 وفي تِلْكَ السَّاعَةِ ابْتَهَجَ يَسُوعُ بِالرُّوحِ القُدُس، فَقَال: "أَعْتَرِفُ لَكَ، يَا أَبَتِ، رَبَّ السَّمَاءِ وَالأَرْض، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هـذِهِ الأُمُورَ عَنِ الـحُكَمَاءِ وَالفُهَمَاء، وَأَظْهَرْتَها لِلأَطْفَال. نَعَم، أَيُّهَا الآب، لأَنَّكَ هـكذَا ارْتَضَيْت.

22 لَقَدْ سَلَّمَنِي أَبي كُلَّ شَيء، فَمَا مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُ مَنْ هُوَ الابْنُ إِلاَّ الآب، وَلا مَنْ هُوَ الآبُ إِلاَّ الابْن، وَمَنْ يُريدُ الابْنُ أَنْ يُظْهِرَهُ لَهُ".

23 ثُمَّ التَفَتَ إِلى تَلامِيذِهِ، وقَالَ لَهُم عَلى انْفِرَاد: "طُوبَى لِلْعُيونِ الَّتِي تَنْظُرُ مَا أَنْتُم تَنْظُرُون!

24 فَإِنِّي أَقُولُ لَكُم: إِنَّ أَنْبِياءَ وَمُلُوكًا كَثِيرِينَ أَرادُوا أَنْ يَرَوا مَا أَنْتُم تَنْظُرُون، فَلَمْ يَرَوا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا تَسْمَعُون، فَلَمْ يَسْمَعُوا".

تذكار الرسولين بطرس وبولس 29 حزيران

في عيد الرّسولَيْن بطرس وبولس نقرأ عنهما ما ورد في السنكسار الماروني

سمعان بن يونا بطرس الصخرة

ولد في بيت صيدا في الجليل. وكانت مهنته صيد السمك. ولما جاء به اخوه اندراوس إلى يسوع ابتدره الرب قائلاً:" انت تدعى، من الآن، كِيفَا اي الصخرة".

ثم دعاه يسوع ثانية واخاه قائلاً: اتبعاني فأجعلكما صيادَي الناس. وللوقت تركا الشباك وتبعاه. وبعد هذه الدعوة الثانية لازم بطرس يسوع ولم يفارقه إلى النهاية.

ولما أعلن السيد المسيح جسده مأكلاً حقيقياً، ودمه مشرباً حقيقياً، مشيراً بذلك إلى سر القربان الاقدس، استصعب الرسل كلامه ورجعوا إلى الوراء، فقال لهم: ألعلكم انتم ايضاً تريدون ان تمضوا؟ فأجاب سمعان بطرس: إلى من نذهب يا رب وكلام الحياة الابدية عندك؟

سأل بطرس معلمه: كم مرة اغفر لأخي، يومياً، اذا خطئ اليّ، أإلى سبع مرات؟ أجابه يسوع: لا أقول لك سبع مرات، بل سبعين مرة سبع مرات.

وكم كان متحمساً للدفاع عن معلمه عندما اعلن يسوع عن كيفية ميتته، فقال له سمعان بطرس: اني مستعد ان أمضي معك إلى السجن وحتى إلى الموت. فقال له يسوع: إنك ستنكرني ليلة آلامي ثلاث مرات قبل صياح الديك.

بطرس في العهد الجديد

إن بطرس هو اول من تبع المسيح واعترف به.

وكان اميناً لاسراره وقد رافق المسيح في جميع مراحل حياته.

وقد جعله الرب زعيماً للرسل ورئيساً على كنيسته.

وكان يترأس اجتماعات الرسل ويقودهم من دون منازع له.

وقد خطب في اليهود بعد حلول الروح القدس.

وصنع عجائب كثيرة.

وبدأ التبشير في السامرة، وطاف مدن سواحل فلسطين ولبنان، وعمّد كرنيليوس القائد الروماني.

وبعد صعود الرب، بشر بطرس في فلسطين وفينيقية وآسية خمس سنوات، ثم اقام كرسيه في انطاكية سبع سنين، وخلفه فيها اوديوس.

وذهب إلى روما حيث اقام كرسيه سنة 44 للميلاد.

ثم عاد إلى اورشليم في السنة نفسها، فألقاه هيرودس اغريبا في السجن وخلصه ملاك الرب. فاستأنف التبشير، وعقد المجمع الاول مع الرسل وكتب رسالته الاولى.

ثم رجع إلى روما حيث كتب رسالته الثانية اسقط سيمون الساحر من الجو واخزاه هو وخداعه، وكان سيمون عزيزاً على نيرون الملك. غضب الملك على بطرس، فأخذ يترقبه وبوحي الهي عرف بدنو أجله.

وما لبث ان قبض نيرون عليه وسجنه، ثم امر بصلبه، ولعمق تواضعه، ابى ان يُصلَب إِلا منكَّساً.

وقد اثبت القديسون: ديونيسيوس وايريناوس واوسابيوس وايرونيموس، كما تبين ايضاً من الآثار التاريخية المكتشفة حديثاً في رومة. ان بطرس ذهب إلى روما بالاتفاق مع بولس. وبعد ان اسس كنيستها استشهد في عهد نيرون عام 67. 
 

شاوول الطرسوسي بولس الأممي

أما الرسول العظيم بولس الذي جُنَّ بمحبة المسيح، فبعد ان كان اشد مضطهد للكنيسة، قد حمل لواء الانجيل عالياً وطاف به العالم مقتحماً الاخطار، براً وبحراً، لا يهاب الموت في سبيل مَن بذل نفسه لاجله. فكان آية عصره وسيبقى على الاجيال، بأعماله الجبارة ورسائله الرائعة أسطع دليل على مفعول النعمة الالهية في ارض الارادة الجيدة.

ولد شاول في مدينة طرطوس، نحو السنة العاشرة للميلاد، من ابوين يهوديين اصلهما من الجليل. درس الفلسفة والفقه على العالم الشهير جملائيل في اورشليم. ودعي فيما بعد بولس.

كان يمقت ويضطهد كل من يخالف شريعة آبائه. لذلك ساهم في رجم اسطفانوس اول الشهداء. وكان يلاحق المسيحيين ويسوقهم إلى السجون.

وفيما هو ماضٍ إلى دمشق في مهمة القبض على المسيحيين، اذا نور من السماء قد سطع حوله فسقط على الارض وسمع صوتاً يقول له:" شاول، شاول، لِمَ تضطهدني؟".

فقال: "من انت، يا سيدي؟".

قال:" انا يسوع الذي انت تضطهده. فقم وادخل المدينة، فيقال لك ما يجب عليك ان تفعل". فنهض شاول عن الارض ولم يكن يبصر شيئاً، وعيناه مفتوحتان. فاقتادوه بيده وادخلوه دمشق. فلبث ثلاثة ايام، مكفوفَ البصر، لا يأكل ولا يشرب (اعمال 9: 1-10).

وارسل الرب اليه تلميذاً اسمه حننيا فوضع عليه يديه فأبصر واعتمد. وكان اهتداؤه سنة 35 للميلاد.

وما لبث ان اخذ يكرز في مجامع دمشق بأن يسوع هو ابن الله. فتآمَر اليهود على قتله. ولكنه نجا بسعي المؤمنين. وعاد إلى اورشليم واتصل بالرسل. وراح يبشر في الهيكل بجرأة. فصمم اليهود على قتله. ولكنه سافر إلى طرطوس وطنه مارّاً بسوريا وكيليكيا بصحبة برنابا ويوحنا مرقس. وفي قبرص آمن على يده الوالي سرجيوس بولس واعتمد هو وأهل بيته.

واستأنف البشارة حيث أبرأ مقعداً منذ مولده في لسترة. وعندها رفع الجمع الحاضر ايديهم هاتفين: ان الآلهة تشبهوا بالناس ونزلوا الينا! وارادوا ان يقدّموا لهما الذبائح، منعهم بولس قائلاً:" نحن بشر مثلكم". غير ان اليهود تمكنوا من اثارة الجموع عليه، فرجموه خارج المدينة. وفي الغد، شفاه الله وأقامه فانطلق مع برنابا من جديد يثبتان المؤمنين في المدن ويرسمان لهم كهنة لخدمتهم.

وعاد إلى انطاكية حيث مكث أياماً وانطلق منها يصحبه سيلا ولوقا إلى آسيا الصغرى وكيليكيا وليكاونية وغلاطية وتراوس وسائر بلاد اليونان. واستصحب تيموتاوس الذي اقامه فيما بعد أسقفاً على أفسس. وفي آثينا قام خطيباً امام فلاسفتها في الاريوباغوس، فرد كثيرين إلى الايمان ومنهم ديونيسيوس الاريوباغي.

ثم عاد إلى اورشليم حيث مكث سنتين، ثم جال في مدن آسيا الصغرى وجاء إلى كورنتس حيث تراءى له الرب وشجعه واجرى على يده آيات باهرة. وطاف في غلاطية وفريجية، يثبت التلاميذ في الايمان، حتى وصل إلى افسس، حيث اقام ثلاث سنوات يبشر ويعمد باسم يسوع المسيح، عاملاً بيده لكسب معاشه.

وسار يبشر في جزر بحر الروم، حتى بلغ صور وعكا وقيصرية. وحاول الاخوة ان يمنعوه من الصعود إلى اورشليم، ملحين عليه بالدموع، فقال لهم: ما بالكم تبكون وتكسرون قلبي: اني مستعد، لا للوثاق فقط بل للموت ايضاً في اورشليم لاجل اسم الرب يسوع (اعمال 21: 7-13).

في أورشليم حاول اليهود قتله فمنعهم قائد الجند. وخاطب الشعب باللغة العبرانية مبيناً عن اهتدائه. فصرخوا قائلين: ارفعه، اصلبه. فإِرضاءً لهم اراد الوالي ان يجلده، فاعترض بولس بأنه ذو جنسية رومانية. وارسله قائد الالف إلى الوالي في قيصرية، مركز الولاية الرومانية حيث مكث اسيراً سنتين. ولكان الملك اغريبا اطلق سراحه لو لم يكن رفع دعواه إلى قيصر.

أقلع بولس مع اسرى آخرين إلى روما يصحبه لوقا رفيقه الامين واسترخوس المكدوني. وبعد النظر إلى دعواه، لم يجد القضاة ما يوجب الحكم عليه، فأخلي سبيله. فأقام في روما سنتين يبشر بالانجيل. ثم عاد يبشر ايضاً في جزيرة كريت ويزور كنائس آسيا وتروادا وكورنتس. ويقال انه مضى إلى اسبانيا مجتازاً فرنسا، ثم رجع إلى روما فقبض عليه نيرون وألقاه في السجن، وحكم بقطع رأسه كما حكم على بطرس الرسول بالصلب. وكان ذلك سنة 67 للميلاد.

له اربع عشرة رسالة، آية في البلاغة وتحفة الآثار الكتابية في الكنيسة. 
صلاتهما معنا. آمين.

 
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏. 
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏. 

 
 
·

ليست هناك تعليقات: