2014/07/03

خميس القربان أو خميس الجسد وجمعيّة راهبات القربان الأقدس المرسلات الأب جورج صغبيني


خميس القربان أو خميس الجسد

يعود تاريخ وضع هذا العيد في الكنيسة إلى سنة 1263 في أيام البابا أوربانوس الرابع، حين حدثت أعجوبة القربان المقدّس في قرية بولسينا في منطقة فتيربو. وهي أن الكاهن كان يحتفل بخدمة القداس أمام الشعب في كنيسة القديسة خريستينا، شك بعد التقديس الجوهري في صحة وجود جسد المسيح في القربان. ولما قسم القربان المقدس إلى جزئين جرى منه دمٌ حيٌّ وصبغ الصمدة وشرشف المذبح. ولأجل هذه العجيبة رسم البابا المذكور بأن يعيّد في كل سنة عيدٌ لإكرام القربان المقدس، ودُعي بعيد جسد الرب وذلك في يوم الخميس الثاني بعد العنصرة. وأمر بأن يطوف جميع المسيحيين بالقربان المقدس في كل المدن والقرى بكل ما يقدرون عليه من الإجلال والتكريم. وكتب بذلك إلى جميع رؤساء الكنيسة فأوجبوا رسمهُ. ومن ذلك الزمان إلى يومنا هذا صار هذا العيد من أفضل وأبهج الأعياد السنوية.

يحتفل المؤمنون الكاثوليك بسر القربان المقدس على مدار السنة من دون انقطاع لانه سر الاسرار، كما ان يسوع اسسه يوم خميس الفصح واوصى تلاميذه قائلا “اصنعوا هذا لذكري”.

وتحتفل الكنيسة بتأسيس سر القربان في يوم خميس الأسرار المقدس، لا بل في كُلّ يوم كل يوم من أيام السنة في القداس الإلهي.

ويُحتفل بعيد القربان المقدس ويعمل الزياح مرة بالشهر لبعض الاخويات كاخوية قلب يسوع الاقدس. وهناك رهبانيات تكرس اهتمامها ووقتها في التامل والصلاة وعبادة القربان المقدس…

ولد هذا العيد في بلجيكا في بِداية القرن الثالث عشر، وكانت أديرة الرهبان والراهبات البندكتان أول من تبناه إثر رؤيا لراهبة تُدعى جوليانا من مدينة لييج، فطلب المسيح منها إنشاء هذا العيد ونشره لتكريمه في سر القربان. أما البابا أوربانس الرابع فقد جعله عيداً كنسياً رسمياً وأمر بنشره في الكنيسة جمعاء سنة 1264، وذلك بعد التأثير الكبير للمعجزة القربانية الشهيرة التي حدثت في مدينة Bolsena الإيطالية حيث تحوّل الخبز بين يدي كاهن أثناء كلمات التقديس إلى لحم وراح ينزف دماً على المذبح.

القديسة جوليانا البلجيكية (1193)

كانت هذه الراهبة القديسة سببا في ابراز هذا العيد الى الوجود.

تيتمت جوليانا وهي بعمر مبكر. فتربت وتثقفت في دير الراهبات الاوغسطينيات في مدينتها. ودخلت الرهبنة وصارت رئيسة للرهبنة فيما بعد،

توفيت سنة 1258 بعمر 65 سنة.

كانت جوليانا متعبدة لسر القربان، وكانت تتوق لقيام عيد خاص بالقربان. فاعلمت رغبتها هذه لكهنة مدينتها الذين صاروا فيما بعد مسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية، ومنهم كان البابا اوربان الرابع، والاسقف روبرت الذي صار كاردينالا للاراضي المنخفضة (شمال بلجيكا وهولندا). هذا الاخير وبتأثير من القديسة جوليانا عقد اجتماعا اسقفيا خاصا لابرشيته سنة 1246 وامر بأن يجرى الاحتفال بهذا العيد في السنة التالية.

لم يعش الاسقف روبرت كثيرا ليرى تطبيق قراره الابرشي اذ مات بعد اشهر. الا ان إيڤ الراهبة الحبيسة (التي قضت جوليانا معها بعض الوقت) ألحّت على الاسقف المحلي ان يطلب من البابا اوربان الرابع (الذي كان اسقف مدينتهم السابق) ان ينشر الاحتفال بهذا العيد في العالم اجمع. والبابا بدوره كان معجبا ايضا بهذا العيد، فكتب مرسوما بابويا في 8 ايلول/ سبتمبر 1264، أمر فيه باجراء احتفال سنوي بعيد جسد الرب.

يُحتفل بعيد الجسد في شتى انحاء العالم إذ في نهاية القداس يعمل زياح للقربان داخل الكنيسة ثم يخرج المؤمنون ويطوفون في شوارع البلدة وإلى تخومها حيث يبارك الكاهن المواسم والكروم والزروع والبساتين وقطعان المواشي في الحقول ثم يعودون ويضعون شعاع القربان المقدس على المذبح وتبدأ رتبة بركة القربان الاقدس.

 
البطريرك أرميا العمشيتي (1199-1230) وعجيبة القربان الأقدس

هو البطريرك الثاني والثلاثين في سلسلة البطاركة الموارنة

ورد إسمه في المجمع اللبناني تحت رقم 25- أرميا (1209)

هو من مواليد بلدة عمشيت في منطقة جبيل و يقال إنه من عائلة عبيد.

انتُخب بطريركا في دير ميفوق سنة 1199، ثم انتقل إلى دير سيدة يانوح سنة 1200. وقبل التثبيت من البابا زخيا (إينوشنسيوس) الثالث.

أرسل البابا إينوشنسيوس الثالث في 13 نيسان 1213، رسالة يدعو فيها البطريرك إرميا إلى روما لحضور المجمع اللاتراني وعنوان الرسالة "كرم الرب الصباؤوت" وفيها ذكر أن الغاية من عقد هذا المجمع هي إعداد حملة صليبية لاسترجاع الأراضي المقدسة وإجراء إصلاحات عامة في الكنيسة.

هو أول من سافر من بطاركة الموارنة إلى روما، سنة 1215، واشترك في المجمع اللاتراني في 11 تشرين الثاني سنة 1215، ومن مقررات المجمع اللاتراني: تحوّل جوهر الخبز والخمر إلى جسد المسيح بقوّة كلام التقديس مع بقاء الأعراض على حالها.

صنع الله على يديّ البطريرك الماروني معجزة في روما حين كان يحتفل بالذبيحة الإلهية بحضور البابا، فرفع القربان المقدس ثم أنزل يده فظلت "الشيلة" (أي القربان) في الجو فطبقت شهرة هذه الأعجوبة الآفاق في بلاد الغرب. وأمر البابا برسم صورة لهذه الحادثة". الدويهي، سلسلة البطاركة، ص: 24.

ورد في المخطوط: "... القديس إرميا الأول من قرية عمشيت من عمل جبيل سنة 1209، وقبل التثبيت من البابا زخيا الثالث وحضر المجمع اللاتراني وشاعت في روما أخبار قداسته... ثم توفي قديسا ودفن في ميفوق. مخطوط العينطوريني، ص: 120.

أمّا سبب ذهابه إلى روما فيذكره المخطوط: "أنه على أثر الأحداث التي صارت في كسروان من جنود ظاهر برقوق وحرق كسروان. راسل أمير جبيل البطريرك وحضر لديه... وكان يسمّى إرميا وكلـّمه وأقنعه بأن يذهب إلى روما بنفسه... ولأن السفن بدأت تقلع، ما أمكن البطريرك أن يذهب إلى عمشيت قريته... بل سافر حالا بمنزلة راهب فقير يصحبه شماسه فقط ووضع وكيلا عوضه المطران تدروس من كفرفو... فوصل إلى روما سنة 1209... فابقاه البابا عنده في روما خمس سنوات ونصف وحضر المجمع العام الملتئم بروما، ثم رجع إلى الشرق ومعه الكردينال "غوليلمو"... وكان خروجهم من روما سنة 1215 في 3 كانون الثاني (والأصح كانون الأول) فبلغوا ميناء طرابلس... وتنيح البطريرك في دير ميفوق ودفن فيه سنة 1230...". مخطوط العينطوريني، ص: 98-99.


كتاب بطاركة الموارنة ودورهم في قيام لبنان كوطن 685- 2011، الأب جورج صغبيني، مطبعة القارح زغرتا- لبنان 2011.

 
والقربان في قاموس الميثولوجيا هو ما يقدّمه الإنسان للآلهة من ذبائح وبواكير المواسم... كي ينال منها ما يريده.

ففى العهد القديم رأت الكنيسة في تقدمة الكاهن ملكيصادق الخبز والخمر الى ابراهيم عند عودته منتصرا على ملك سدوم وعموره واسترجاعه ابن اخيه لوط رأت في هذه التقدمة رمزا الى سر القربان الاقدس الذي يقدم ايضا تحت شكلي الخبز والخمر.

كذلك رات الكنيسة في المنّ الذي أكله الشعب اليهودي في صحراء سيناء مدة أربعين سنة رمزا للقربان الاقدس ...

وفي العهد الجديد أطعم المسيح اكثر من خمسة آلاف شخص من خمسة أرغفة وسمكتين

ففي يوم خميس الاسرار:" اخذ يسوع خبزا واعطى تلاميذه قائلا: خذوا كلوا هذا هو جسدي... ثم اخذ كأسا واعطاهم قائلا : اشربوا منه كلكم فان هذا هو دمي. دم العهد الجديد الذي يراق عن كثيرين لمغفرة الخطايا."

والقديس بولس يذكرنا باهمية هذا الاستعداد بقوله:" اي إنسان أكل خبز الرب او شرب كأسه وهو على خلاف الاستحقاق فهو مجرم الى جسد الرب ودمه. فليختبر الانسان نفسه وهكذا فيأكل من هذا الخبز ويشرب من هذه الكاس. لان من يأكل ويشرب وهو على خلاف الاستحقاق انما يأكل ويشرب دينونة لنفسه اذ لم يميز جسد الرب..." 1كو 11/ 27

يقول القديس يوحنا الدمشقي:" من كان له عدو لا يتقربن من المائدة المقدسة فيتناول جسد الرب. الك عدو؟ لا تدنُ واذا اردت الدنو فامضِ اولا للمصالحه ثم تناول السر." وهذا كلام الرب يسوع القائل:" اذا قدمت قربانك للمذبح وذكرت ان هناك لاخيك عليك شيئا فاذهب اولا وصالح اخاك ثم تعال وقدم قربانك."

 
 
جمعيّة راهبات القربان الأقدس المرسلات

تأسّست في عين ورقة – غوسطا في ١٤ أيلول ١٩٦٦

مؤسّسها :

- هو الخوري إميل سليم جعاره من هابيل – جبيل.

- سيم كاهناً في مدرسة عين ورقة سنة ١٩٥٢.

- أنشأ مؤسّسة فتاة لبنان الإجتماعيّة في عين ورقة سنة ١٩٥٦، وذلك بهدف تربية وصون الفتيات، وتأهيلهنّ ليكنَّ مواطنات صالحات ومربّيات فاضلات في عالم الغد.

- بفضل حبّه الشديد وعبادته الحارّة لسرّ القربان الأقدس، إكتشف دعوته لتأسيس جمعيّة رهبانيّة على اسم القربان. فحصل على موافقة البطريركيّة المارونيّة، وإذن الكرسيّ الرسوليّ بالتأسيس في ٢١ تموز سنة ١٩٦٦.

- في ١٧ أيلول ١٩٦٥ حَظيَ المؤسّس بمقابلة قداسة البابا بولس السادس وقَبِلَ منه البركة، له وللجمعيّة.

- في ١٤ أيلول ١٩٦٦، تمّت رتبة إرتداء الثوب الرهباني للمبتدئات الثماني الأوّليات في الجمعيّة.

في سر القربان ربي معي مدى الأزمان .

 
أعجبني

ليست هناك تعليقات: