2014/07/10

قداس وجناز الأربعين عن راحة نفس المرحوم جان شبل صغبيني الأب جورج صغبيني

قداس وجناز الأربعين عن راحة نفس المرحوم جان شبل صغبيني

بداية أشكر صاحب السيادة المطران سمعان عطالله على مشاركته لنا الصلاة يوم الدفن وعدم تمكّنه من الحضور اليوم لارتباطات سابقة

كما وأشكر البرديوط بسّام عدوان رئيس كهنة سيدة النجاة- الزلقا وجميع معاونيه من الكهنة. والأب دانيال خوري معلّم المبتدئين في إكليريكية غزيرالمشارك معنا اليوم

والعائلة تشكر جميع الذين آسوها بوفاة كبير العائلة في 22 أيار 2014 المرحوم جان شبل صغبيني عن عمر 85 سنة.

ونشكر جميع الذين يشاركونا اليوم في ذكرى الأربعين لوفاته.

أيها الإخوة الأحباء

جاء في سفر المزامير: مِنْ طُولِ الأَيَّامِ أُشْبِعُهُ، وَأُرِيهِ خَلاَصِي. مز91/16

الساكن في ستر العلي، في ظل القدير يبيت.

يقول إن الرب ملجإي وحصني. فعليه أتوكّل.

بالغيم يظللني من نور الشمس، وتحت أجنحته أحتمي.

لا أخشى من خوف الليل، ولا من هلاك يقترب إليّ في النهار.

أنت يارب ملجأي. من طول الأيام أشبعتني، فأرني خلاصك.

هذا هو إيمان المرحوم جان، المؤمن بأنّ الدين معاملة والدين رحمة والدين هو أن تريد للآخرين ما تريده لنفسك.

توفي والده عام 1944 في عمر مبكر فتحمّل المرحوم جان الذي كان بعمر الخامسة عشر من عمره مسؤولية إخيه وشقيقاته واهتمّ واعتنى بهم وبأولادهم حتى لا يشعروا بفقدان الأب والجدّ.

عمل الخير مع الغرباء فكيف مع أهل بيته الذين اعتبرهم عائلته وأبناءه وأحفاده.

علاقته مع الناس كانت نتيجة تربية والديه له، إذ كان وجيها بين أبناء عائلته وبلدته وعاش معظم أيام شبابه وشيخوخته في علاقة طيّبة مع أبناء بلدته وأبناء الجوار لا ينظر إلى دين أحدهم أو طائفته أو حزبه، عمله مصالحة من هم على خلاف.

وكان همّه الكبير كرامة العائلة التي اعتبرها من المقدّسات التي لا يجوز لأحد المسّ بها.

كما وكان همّه كرامة أبناء بلدته الذين اعتبرهم عائلته لا فرق كانوا موارنة أو كاثوليكا أو شيعة. وقد لقّبه الجميع بـ "أبو علي جان" لكرمه وضيافته وحُسن استقباله الجميع. إذ لم يكن له عدوّ ولا مبغض.

كان المرحوم جان كبير العائلة بعد الذين سبقوه وحمل عنهم مشعل كرامة العائلة وما من راعٍ يترك خرافه فريسةً للذئاب مهما كانت حاله، ولو في مرضه وعجزه، بقي محور العائلة. كما وكانت العائلة من حوله تستشيره في أمورها وكان جُلَّ اهتمامه وحدة العائلة على رأي واحد ولم تُخيّب أمله في ذلك.

اليوم نتذكّر المرحوم جان وهذا واجب يُلزمنا به الوفاء لكبارنا الذين سبقونا هم تاريخنا.

نعم، كان المرحوم جان تاريخا للعائلة ولأبناء البلدة تاريخا في ذاكرته التي لم يفقدها حتى يوم وفاته إذ يُخبرك عن الكبار والصغار ويذكرهم بأسمائهم... وبعد هجره الضيعة إلى مدينة زحلة مسقط رأس والدته مريم الحايك ثم إلى بيروت وقد أحبّ جميع جيرانه كما هم أحبّوه واحترموه.

رحل المرحوم جان يوم عيد القديسة ريتا دون أن يثقّل على أحد لا في حياته ولا في مرضه ولا حتى في موته. ودُفن في يوم ذكرى طوبيا البار فكان على مثاله رجلاً يستحق التكريم لأنه شرب من ماء الحكمة وفيها ترسّخ وأكل من معجن الخير فلم يتزعزع. لأن أعمال الرب كلها حسنة وجميع أوامره تجري في أوقاتها وكلها تأتي في أوانها. وكان يعلم كم مضى من الزمن حتى يترك الوديعة لغيره ويموت مطمئن البال.

رحل وهو يردّد ووصيّته لأبناء أخيه المرحوم جمال ولجميع أبناء عائلة الصغبيني، وصيّته التي كان يردّدها غالبا على مسامعهم:

بيت العزّ افتحوه بعد موتي لا تسكّروه

استقبلوا الناس بالترحاب واترحّموا علّلي بنوه

بهذه الكلمة نعزّي العائلة وجميع الذين أحبّوا المرحوم جان

ورحم الله جميع موتانا ولكم من بعده طول الأيام.

آمين.

الأب جورج صغبيني

كنيسة سيدة النجاة- الزلقا الأحد 6 حزيران 2014.

 
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏.
صورة ‏‎Jorj Saghbini‎‏.

ليست هناك تعليقات: