2014/08/15

مفتي جديد لجمهورية من دون رئيس الأب جورج صغبيني



مفتي جديد لجمهورية من دون رئيس


فاز الشيخ عبد اللطيف دريان بمنصب مفتي الجمهورية بنتيجة 74 صوتا على ان يستلم مهامه في 15 أيلول المقبل. وبلغ عدد المقترعين 93 شخصا من أصل 103.


 


انتهت ازمة دار الفتوى بانتخاب مفت جديد. المحظور لم يقع ولم يصبح للجمهورية مفتيان. التسوية الاقليمية اتت بالشيخ عبد اللطيف دريان مفتياً.


تسوية شارك في طبختها الجميع، بما فيهم دمشق التي زارها دريان سراً.


مفتٍ جديد يواكب عودة الرئيس سعد الحريري لقيادة «الاعتدال».


مفتٍ يعيد دار الفتوى إلى الحضن السياسي السعودي


 


جرى التوافق على تعيينه على رأس دار الفتوى محلياً واقليمياً. وانهى انتخاب دريان صراعاً عمره 4 سنوات بين تيار المستقبل ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني.


نزاع استخدمت فيه كل انواع الاسلحة لتطويع قباني من القضاء (تهمة اختلاس الاموال بحق نجله الشيخ راغب قباني)، والاعلام، والهجوم على أنصاره، بالاضافة الى الاستهداف الشخصي للمفتي ومحاصرته في مسجد الخاشقجي (خلال تشييع الشهداء الذين سقطوا في التفجير الذي استهدف الوزير محمد شطح). وهذا الصراع كان سببه «انشقاق دار الفتوى عن السياسة السعودية في لبنان، للمرة الاولى منذ قيام الجمهورية اللبنانية».


يوم امس،


عادت دار الفتوى جزءاً من السياسة السعودية في لبنان.


وعاد الرئيس سعد الحريري من «غربته» الاختيارية التي دامت اكثر من 3 سنوات، مخافة أن يُصار إلى انتخاب مفتي قريب من سزريا أكثر منه من السعودية.


 


ويرى البعض أن عودة الدار إلى الحضن السعودي لا تعني ان دريان معاد للفريق الثاني في لبنان من خلال خطابه: الاعتدال والانفتاح والشراكة.


المهمّ اليوم أن المفتي الجديد نال 74 صوتا من أصل  93 منتخبا ونال الشيخ الكردي 8 اصوات، فيما اعتبرت ورقتان لاغيتين، بالاضافة الى 8 أوراق بيضاء. ووصل الى رئاسة دار الفتوى بحسب ما كان مخططاً له مسبقاً.


 


القى المفتي الجديد كلمة رسمت معالم السياسة الجديدة لدار الفتوى. اذ أكد ان «لا مجال بعد اليوم للانقسام بين المفتي والمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى، وقد تلقينا درسا بل دروسا في هول ما يحصل عندما يحدث الخلاف والانقسام.


ولذا فأنا مصرّ اليوم وغدا على العودة الى مسار ومسيرة الألفة والوحدة والعمل بقدر الوسع والطاقة مع المجلس الشرعي لاستدراك ما فات، والاستعداد لما هو ضروري وآت».


وقال انه في الفترة المقبلة «سيكون علينا إعادة بناء المؤسسات من طريق الانتخاب، بدءا بالمجلس الشرعي والمفتين المحليين والمجالس الإدارية للأوقاف، وسائر الجهات التي تناولها المرسوم الاشتراعي رقم 18 للعام 1955، أو تناولتها قرارات المجلس الشرعي ومقترحات لجانه المتخصصة».


وأضاف دريان ان «هذه الدار كانت وما تزال دار مصالحة، والمصارحة بقصد المصالحة تقتضينا القول إن العلاقات بين الشيعة والسنة ليست على ما يرام، وأنا على يقين أن أحدا منا سواء أكان رجل دين أو سياسيا ما قصد الإساءة إلى وحدة المسلمين أو اللبنانيين، لكن وقعت الواقعة، وتفاقمت النزعة المذهبية والطائفية، وظهر عندنا وعندهم غلو كثير.


إن ما يجري بالعراق وسورية ولبنان واليمن وليبيا هول هائل، وما نصنعه بأنفسنا يكاد يعجز عن صنعه الإسرائيليون في غزة وفلسطين، ولا علة لذلك غير الطغيان والتطرف: فهل نقعد عن أداء واجب المبادرة».


وأضاف: «لا بد من المبادرة. أعلم أن عديدين منكم حاولوا ويحاولون، وسأتشاور معهم ومع القيادات الدينية اللبنانية والعربية في ما يمكن عمله لمواجهة هذا الشر المستطير».


وعن مكافحة الخطر التكفيري، أكد دريان أن «التعليم الديني في مدارسنا الدينية ومعاهدنا وكلياتنا يعاني من علل كثيرة. نعم، لدينا تفلت كثير وكبير، ولدينا من جهة ثانية تشدد وانكماش وغربة وغرابة... ويضج مجتمعنا الإسلامي واللبناني بالشكوى، وبخاصة في مجال التشدد والتطرف.


ديننا دين الاعتدال، وديننا دين التسامح والعيش المشترك.


ولست أزعم أن التربية الإسلامية لو استقامت ستعالج كل مشكلات التطرف، لكن لنقم بمهماتنا الإصلاحية، ثم لنطالب الآخرين بالقيام بواجباتهم».


وتساءل: «كيف يرغم المسيحي بالموصل وغير الموصل على ترك الدين والدار، وتتهدد حريته وكرامته وحياته من هذه الجهة أو تلك وباسم قهر فاجر ما أنزل الله به من سلطان؟


إن الدفاع عن الدين والوطن والعيش المشترك يقتضينا نحن اللبنانيين جميعا، ونحن العرب جميعا، أن نقوم معا بالواجب الديني والأخلاقي والوطني والعربي في مكافحة هذه الفئة الباغية على المسيحيين كما كافحنا ونكافح هذا التطرف دفاعا عن ديننا وإنساننا».


وأخيراً شكر المفتي الجديد الملك السعودي عبدالله بقوله: «نحيي مبادرة خادم الحرمين الشريفين ونقدرها، نطمئنه ونطمئن اللبنانيين إلى أنه لن يغير من طبيعتنا الطغيان ولا العدوان ولا التطرف ولا الإرهاب، وسنبقى اللحمة والبلسم في لبنان ومن أجل لبنان، ولن يخرجنا عن طورنا أحد أو حدث أو جور أو استئثار أو عنف».


 


فمبروك للمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان بمنصبه الجديد

ليست هناك تعليقات: