2014/08/14

علقت في عنقها صورة إبنها وسارت في الشوارع الأب جورج صغبيني


علقت في عنقها

صورة إبنها

وسارت في الشوارع

تبحث عنه

عساه يرى صورته

في مرآة قلبها

ويعود.

تخاف عليه من حكم رجال الله

وتخاف عليه من قسوة رجال القيصر

وهو تائه

يعرف إلى أين يمضي

إبنها

خطفوه منذ ثلاثة وثلاثين عاما

في ظلمة الليل

حين كان يصلّي

بقبلة سلّمه تلميذه

المخبر لكهنة الهيكل

ثلاثين من الفضّة

قبض ثمناً لحبل مشنقته

قيافا وحنّان تصالحا

بعد أن حرّرا برأبّا رئيس عصابة اليهود

وبعد الحكم على الله بالصلب

وبيلاطس غسل يديه من الحكم على البار

فصلبوه بين المجرمين

مسيرة إبن الإنسان

تختصر مسيرة العالم

منذ ولادته في بلدة الخبز

وحتى جعله ذاته الخبز النازل من السماء

وعودته وصعوده إلى من حيث نزل

كما منذ بدء الخلق

وحتى يوم الدينونة

مسيرة

تطول أو تقصر

ويبقى أيقونة على صدر أمّه

حتى تحتضنه

وتنشد له أناشيد النوم الحزينة

من يعزّي أمهات الموصل والعراق

من يعزّي أمهات غزّة وفلسطين

من يعزّي أمهات سوريا ولبنان

على فقدهنّ أولادهنّ

الذين مضوا ولن يعودوا

ولو على صليب

أو في حضن أمّ

وتبقى ذكراهم أيقونة

نضيء لها الشموع

ونقدّم لها البخّور

ونذرف عليها الدموع

من دون أن نقطع الرجاء والأمل

 
أعجبني

ليست هناك تعليقات: