2014/08/25

الموارنة اليوم إلى أين؟ الأب جورج صغبيني



الموارنة اليوم إلى أين؟


المسيحيون اليوم يحتضرون في الشرق ويُختصرون أو يُعرفون باسم "الموارنة" البقية الباقية من هذا الشرق المسيحي الذي انحسر إلى حدود غير معترف بها. وقد نزحوا من سوريا الى لبنان، لا هربا من جوع او فاقة او طاعون. بل لانهم بدأوا يتعرضون للاضطهاد والقتل من قبل مسلحي «داعش» و«النصرة» حينها، وتأكد لهم ان بقاءهم في ارض تنهشها حرب إبادة لا انسانية ولا اخلاقية... لا مجال ان تنمو فيها وتزدهر غرسة ورد بين شوك العرب وبيزنطية...


ومن يومها تمسّك المسيحيون الموارنة بلبنان، ارضهم الجديدة، ناشدين مكانا قفرا بعيشون فيه المحبة والسلام، يجتمعون حول قيادة واحدة هي البطريرك الماروني الأول كحام وحيد لوجودهم في لبنان. رغم محاولات استبدال لبنان بشعوب أخرى وىتأييد من بعض المسيحيين أنفسهم.


فهل يبقى هناك من مقومات للاستمرار!


ان المكونات الطائفية التي يتألف منها الشعب اللبناني لن تحمي المسيحيين الذين قبلوا بالذميّة صاغرين، وفي زمن داعش والتكفيريين، لا يمكن مواجهة هؤلاء لا بالقرآن ولا بالعنتريات... لأن مموّل هؤلاء ومسلّحهم دول إسلامية نشأت على التطرّف والتعصّب ودول مسيحية متصهينة تسعى خلف مصالحها على حساب فناء شعوب ودول... ولم يبقَ إلا الإستنجاد بالله وبدول أخذت على عاتقها حماية الإنسان وحقوقه... حت ولو كانت في بعض مواقفها ظالمة.


يقول البابا فرنسيس إلى أنه "يمكن للأمم المتحدة فقط اتخاذ قرار بشأن كيفية وقف المعتدي"، فـ"عندما يكون هناك عدوان ظالم يمكنني القول أن من الحق وقف المعتدي"، فـ "لا يمكن لأمة واحدة أن تحكم حول كيفية وقف العدوان، فبعد الحرب العالمية الثانية، أصبحت هذه مهمة الأمم المتحدة، وعلينا أن نتذكر كم مرة استخدم هذا العذر حين عمدت قوى كبرى إلى استعباد أمم وقيادة حروب غزو حقيقية".


المهم اليوم الموارنة إلى أين؟

 

ليست هناك تعليقات: