2014/08/14

تذكار انتقال سيدتنا مريم العذراء اليوم الخامس عشر من شهر آب الأب جورج صغبيني

تذكار انتقال سيدتنا مريم العذراء اليوم الخامس عشر من شهر آب

في هذا اليوم تعيّد الكنيسة المقدسة عيد انتقال سيدتنا مريم العذراء بنفسها وجسدها الى السماء كما حددها عقيدةً ايمانية البابا بيوس الثاني عشر سنة 1950.

بعد صعود المسيح الى الآب عاشت العذراء على الارض حوالي 23 سنة. وماتت بين ايدي الرسل بعمر يقارب الـ72 سنة. ويقال انها دفنت قرب بستان الزيتون حيث صلّى ونازع يسوع ليلة آلامه.

ماتت مريم ومثل ابنها لم تخضع لفساد الموت.

يعلّم المجمع الفاتيكاني الثاني: "ان مريم بعد ان كملت حياتها الزمنية، انتقلت بنفسها وجسدها الى مجد السماء، وعظّمها الرب كملكة العالمين لتكون اكثر مشابهة لابنها رب الارباب (رؤيا 19: 16) المنتصر على الخطيئة والموت". ونحن نقول لها: يا قديسة مريم صلي لأجلنا الآن وفي ساعة موتنا. آمين.

انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء في كتابات آباء الكنيسة:

يقول القديس يوحنا الدمشقي: كما أن الجسد المقدّس النقي، الذي اتخذه الكلمة الإلهي من مريم العذراء، قام في اليوم الثالث هكذا كان يجب أن تُؤخذ مريم من القبر، وأن تجتمع الأم بابنها في السماء.

أما القديس بطرس دميانوس فيقول: في صعودها جاء ملك المجد مع أجواق الملائكة والقديسين لملاقاتها بزفةٍ إلهية؛ ولهذه الأقوال نجد صدىً في الكتاب المقدس ولاسيما نشيد الأناشيد 10/2. وتظهر عقيدة انتقال العذراء أيضًا في الطقوس المسيحية المبكرة، وكذلك في إفراد عيد خاص لها يوم 15 أغسطس/ آب.

قام البابا بيوس الثاني عشر بإعلان انتقال العذراء مريم بالنفس والجسد إلى السماء للكنيسة الكاثوليكية كعقيدة رسمية في 1 نوفمبر 1950،[4] بقوله: إنها لحقيقة إيمانية أوحى الله بها، أن مريم والدة الإله الدائمة البتولية والمنزهة عن كل عيب، بعد إتمامها مسيرة حياتها على الأرض نُقِلَت بجسدها ونفسها إلى المجد السماوي.

وتتعدد تفاصيل الروايات الأخرى باختلاف الأصول: فهي قدمت تذكارًا لتوما أحد التلاميذ الاثني عشر ممثلاً بحزام ثوبها، وبحسب القديس كيرلس الأورشليمي فإنها قد نقلت من بستان الزيتون إلى القدس ودفنت هناك، وعندما قام أحد اليهود باعتراض موكب الجنازة، اجترحت معجزة بشفاعتها.

وقد اكتشف في القرن السادس المكان التقليدي المسمى “قبر العذراء الفارغ” وشيدت هناك كنيسة رقاد العذراء التي لا تزال حتى اليوم المكان التقليدي الذي شهد انتقالها، علمًا أنه يذكر في الكتاب المقدس عدد من الشخصيات التي رفعت أو انتقلت بدون موت إلى السماء كالنبي إيليا وأخنوخ.

يا مريم،

فجر العالم الجديد،

وأم الأحياء،

نُكيل إليكِ قضيّة الحياة.

أنظري، يا أمنا إلى ما لا يُحصى من عددِ الأولاد

الذين يُمنعون من أن يولدوا،

إلى الفقراء الذين أمست حياتهم صعبة،

إلى الرجال والنساء ضحايا عنفٍ شرس،

إلى العجرة والمرضى المقتولين بدافع اللامبالاة

أو بدافع شفقةٍ كاذبة

أعطي المؤمنين بإبنك

أن يعلنوا لأهل زماننا،

بحزمٍ ومحبّة

إنجيل الحياة.

إسألي لهم أن يتقبّلوه

عطيّة دائمة التجدّد،

وأن يفرحوا بالإحتفال به بشكرٍ

في كلِّ مراحل وجودهم

وأن يشهدوا له بشجاعة ودأب نشيط

ليبنوا مع جميع الناس الطيبين،

حضارة الحقّ والحبّ

لإكرام وتمجيد الله خالقِ الحياة.

(صلاة للبابا القديس يوحنا بولس الثاني)

في يوم عيد انتقال العذراء، نتطلّع إلى سيّدة لبنان وأمّ الفادي وأمّنا الّتي سلّمنا إياها بشخص يوحنا الحيبب على الصليب: "هذه أمّك".

نوكل إليها السلام في العالم وخاصّة في شرقنا الذي نفذت فيه خمرة المحبة وعرس الفرح وتحوّل إلى أرض دمار وموت وتهجير...

إن شرقنا على الجلجلة.

في عيد انتقالك

نصلّي أن يتحوّل الحزن والكآبة إلى فرحٍ وسرور، والغمّ واليأس إلى أملٍ ورجاء. وأن ينتصر الحبّ على كلّ شيء.

يا مريم يا أوّل هيكل لله الكلمة، أعطنا أن نحمل نحن ايضًا كلمته للآخرين، فنساهم في نشر رسالة الرجاء والمحبة في شرقنا ووطننا.

يقول البابا بندكتس السادس عشر في عظة لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء 15 أب 2010

تحتفل الكنيسة اليوم بإحدى أهم أعياد السنة الليتورجية المكرسة لمريم الكلية القداسة: عيد الانتقال. في ختام حياتها الأرضية، انتقلت مريم بجسدها ونفسها إلى السماء، أي إلى مجد الحياة الأبدية، إلى ملء وكمال الشركة مع الله.

يناسب هذا العام الذكرى الستين لإعلان البابا بيوس الثاني عشر هذه العقيدة، وأود أن أقرأ – رغم أنها معقدة بعض الشيء – صيغة إعلان العقيدة. يقول البابا: "بهذا الشكل إن أم الله المعظمة، المتحدة بشكل سماوي بيسوع المسيح منذ الأزل وباختيار مسبق مماثل للحبل بها بلا دنس، ولعذريتها في أمومتها الإلهية، ولاتحادها السخي في عمل الفادي الإلهي الذي حمل النصر على الخطيئة ونتائجها، نالت في الختام، كتتويج سامٍ لامتيازاتها أن تُحفظ من فساد القبر، وبعد الغلبة على الموت ارتفعت نفسًا وجسدًا إلى مجد السماوات، حيث تشع ملكة عن يمين ابنها، ملك الدهور الذي لا يموت" (Cost. ap.Munificentissimus Deus, AAS 42 (1950), 768-769). هذا هو كنه إيماننا بانتقال العذراء: نحن نؤمن أن مريم، مثل المسيح ابنها، قد تغلبت على الموت وهي منتصرة في المجد السماوي في كلية كيانها، "نفسًا وجسدًا".

قصة انتقال العذراء الى السماء.

إن الرب انعم على الراهبة الطوباوية آن كاترين ايميريتش (1774 – 1824) بنعمة الانتقال في الزمان والمكان. وعاينت اهم الاحداث منذ التكوين، حتى صعود العذراء الى السماء. وروت الطوباوية إيميريتش التي حملت في جسدها جراح المسيح طوال عشرة سنوات وكانت تقتات فقط بجسد المسيح القربان الاقدس، دون اي طعام آخر.

تذكر إيميريتش ان العذراء، قبل صعود المسيح الى السماء، طلبت اليه ان ينهي حياتها، لكن الرب رفض، لأنه يجب ان تبقى مع الرسل، ترشدهم وتشدد ايمانهم وتقوي معرفتهم بالإيمان. فهي الوحيدة التي ادركت سر الله منذ البداية وسر البشارة وسر الخلاص.

ويذكر الانجيل ان المسيح على الصليب قال لمريم: «يا امرأة هذا هو ابنك (يوحنا) وليوحنا هذه امك».

وبعد صعود الرب الى السماء، وبسبب اضطهاد الرسل في اورشليم انتقل يوحنا الحبيب الى افسس (تركيا) وبنى منزلاً للعذراء، يطل على البحر ويبعد بضعة ساعات عن المدينة. فعاشت العذراء هناك بالصلاة بصحبة نساء فاضلات كنّ يقدمن العون والرعاية لها، خاصة خلال رحلات يوحنا للبشارة.

وإن العذراء منذ ذلك الحين كانت تقوم بصلاة «درب الصليب» وهي بالتالي من بدأ هذا التقليد المسيحي الذي يرسم مراحل آلام وصلب المسيح.

هناك روايتان حول مكان وفاة وانتقال العذراء:

يقول التقليد المسيحي بوفاة العذراء في اورشليم، بينما تقول «إيميريتش» ان العذراء ماتت وانتقلت الى السماء من «أفسس» .

فقبل وفاة العذراء بـ 18 شهراً، طلبت الى يوحنا زيارة اورشليم والاماكن المقدسة. فأخذها يوحنا، وكانت العذراء ضعيفة معلولة. فأعد لها الرسل تابوتاً صخرياً لأنهم اعتقدوا انها متوفاة في اية لحظة. لكن العناية الالهية اعادت اليها الصحة والقوة. فبقي التابوت الحجري مصدر احترام واجلال، لأنه كان سيضم رفاة العذراء. واقاموا فيما بعد كنيسة فوقه . والقديس يوحنا الدمشقي (730 سنة بعد المسيح) يأتي على ذكره في احدى عظاته.

وادركت «إيميريتش» بالوحي ان الله لم يرد ان تموت العذراء في اورشليم وتنقل الى السماء امام الآلاف من سكان المدينة، خوفاً الا يتخذونها إلهاً ويقبلوا على عبادتها.. لذا شاءت العناية الالهية ان تموت في منطقة نائية لكن بحضور الرسل والنساء الفاضلات دون ان يخلو ذلك من المجد الإلهي. ولهذا السبب وهبها الله القوة للعودة الى أفسس، وبقي التقليد سائراً انها توفيت في اورشليم بسبب اختفائها عن الانظار اثر عودتها الى أفسس.

الرسل يجتمعون حول العذراء للمرة الاخيرة

عندما أحسّت العذراء بدنو ساعتها، طلبت الى يسوع انها تريد رؤية ابنائها الرسل للمرة الاخيرة وكانوا في مناطق مختلفة من انحاء العالم:

بطرس ومتى كانا في منطقة انطاكيا، اندراوس في اورشليم، يعقوب كان في اسبانيا، يهوذا تادايوس وسمعان كانا في ايران، مينيليوس جاء من مصر، توما كان الأبعد مسافة يبشر في الهند ومتجهاً نحو الصين، عندما جاءه الصوت داعياً اياه ان يذهب لرؤية العذراء في أفسس، لكنه لم يبال، فهمّ البشارة كان يشغل باله... ثم عاد اليه الملاك مرة اخرى طالباً اليه الذهاب الى أفسس ...

وتقول الاخت «إيميريتش» ان الرسل كانوا ينقلون بشكل غير طبيعي او مألوف وكأنهم ينقلون بطريقة عجائبية. فكانت تراهم ينتقلون بين الجموع الذين تراؤوا لهم كالخيالات... وهذا ما حدث لهم جميعاً في اللحظة التي قرروا انهم يريدون الذهاب لرؤية العذراء.

لكن توما كعادته تأخر بالوصول، وكانت العذراء قد توفيت وانتقلت الى السماء. وتجدر الاشارة انه عند اجتماع الرسل قامت العذراء بمباركة الرسل والحاضرين والدعاء لهم... وتابع الرسل والجمع الحاضرمن النسوة الفاضلات تقديم الصلوات طوال الوقت، خاصة في ساعة موت مريم حتى اسلمت الروح... وعلى الاثر قامت النسوة بإعداد جسد العذراء حسب التقليد اليهودي ثم حملت العذراء في تطواف اخير باتجاه المدفن الصخري الذي اعد لها. وكانت روائح الورود والبخور ترافقه طوال التطواف وحتى انتقالها الى السماء.

حدثت الوفاة سنة 48 بعد المسيح كان عمر العذراء 64 عاماً.

وتابع الرسل الصلوات على ضريحها بشكل منتظم طيلة يومين. وفي اليوم الثالث حدثت الاعجوبة الكبرى.

شاهد التلاميذ جموع الملائكة صغاراً وكباراً منحدرون من السماء حتى قبر العذراء الذي تلألأ بأشعة منيرة. وكان المسيح يتقدّم الملائكة وهم ينشدون اناشيد التمجيد للرب الإله. وكان الرسل يعاينون هذه الظاهرة يرون ما يحدث ويسمعون الأناشيد... نزل الملائكة وحملوا جسد العذراء، بعد ان كانت روحها قد انتقلت الى اورشليم السماوية، ساعة وفاتها.

ومع انتقال العذراء ودخولها الملكوت السماوي، سمحت العناية الالهية بدخول العديد من الأنفس المطهرية. وتؤكد الاخت إيميريتش انه كل عام وفي ذكرى انتقال العذراء، يسمح بخلاص المزيد من الأنفس المطهرية وانتقالها الى السماء، وهذه نعمة اضافية ارادت من خلالها العناية الالهية تكريم العذراء أم يسوع المخلص.

اما توما فوصل متأخراً وكالمعتاد سأل عن دليل حسي قبل ان يؤمن. فطلب ان يؤخذ الى مدفن العذراء لمعاينته، بعد ان قيل له انها انتقلت الى السماء. اخذوه ولم يجد جسد العذراء هناك، بل التقى ملاكاً نزع الشك من عقله... ومرة اخرى اصبح مؤمناً... فطوبى للذين آمنوا ولم يروا.

آن كاثلين إميريك حاملة جروحات المسيح 1774- 1824

عيدها في 9 فبراير/ شباط

ولدت آن كاثلين إميريك في الثامن من شهر سبتمبر عام 1774 في أبرشيّة مونستر بالقرب من دولمن في ألمانيا.

كانت آن ابنةً مزارعين فقراء هما بيرنارد إميريك وأنّا هيليرز. وفي سن الرابعة والعشرين عندما كانت تصلّي أمام كأس القربان والصليب شاهدت المسيح يظهر لها من القربان كشاب يشعّ نوراً يمسك بيده اليسرى إكليلاً من الزهور وفي يده اليمنى إكليلاً من الشوك مخيّراً إياها بينهما؛ فاختارت إكليل الشوك. وعندما استعادت وعيها الطبيعيّ أحسّت بألم كبير حول رأسها. وبعد تلك الحادثة بفترة بدأت قطرات من الدم تتساقط من رأسها فقامت بوضع ضمادة حوله.

قُبلت آن كاثلين كراهبة في الثالث عشر من نوفمبر عام 1802، في دير راهبات القديس أغسطينوس في دولمن في الثامن عشر من ديسمبر عام 1802.

توفيت آن كاثلين إميريك في التاسع من شهر فبراير عام 1824 في دولمن عن عمر يناهز التاسعة والأربعين. ودُفنت في مقبرة خلف كنيسة الصليب المقدس.

أُعيد فتح سجل تطويبها في عام 1973. وفي عام 1975 تم نقل رفاتها وأُعيد دفنه في قبو كنيسة الصليب المقدس في دولمن.

وفي عام 2004 طوّبها البابا يوحنا بولس الثاني في روما في الثالث من أكتوبر عام 2004.

 
أعجبني

ليست هناك تعليقات: