2014/08/14

الأحد التاسع من زمن العنصرة الأب جورج صغبيني

الأحد التاسع من زمن العنصرة

في هذا الأحَد مِنْ زَمَن العَنْصَرَة، نَتَأمَّلُ في رِسالَة بولُسَ الرَّسول الثَّانِيَة إلى أهلِ قورِنتُس، لِكَي نحْتِملَ الشَّدائِدِ بِطولِ أناةٍ وَ صَبْرٍ وهوَ أفْضَلُ تَبْشيرٍ بالكَلِمَةِ التي وَضَعَها اللهُ بَيْنَ أيْدينا.

وَنَتأُمّل في إنْجيل القِدِّيس لوقا، بالمَسيح بِحَسَبِ نُبوءَةِ آشَعيا:"روحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، وَلِهذا مَسَحَني لأُبَشِّرَ ٱلمَساكين..."

مَواسِمُ الرُّوحُ ﭐلقُدُس المُحيي وَالمُعَزِّي، ينفَح قُلوبَنا بالمَحَبَّةِ وَينَوِّر لَنا الطَّريقَ لنَعُبرَ إلى قُلوبِ الذينَ يُحيطونَ بِنا، فَنَحْمِلَ لَهُم البِشارَةَ التي هيَ يسوع المسيح.

رسالة بولس الرسول الثانية إلى أهل قورنتوس 5/20- 6/10

20 إِذًا فَنَحْنُ سُفَرَاءُ الـمَسِيح، وكَأَنَّ اللهَ نَفْسَهُ يَدْعُوكُم بِوَاسِطَتِنَا. فَنَسْأَلُكُم بِاسْمِ الـمَسِيح: تَصَالَحُوا مَعَ الله!

21 إِنَّ الَّذي مَا عَرَفَ الـخَطِيئَة، جَعَلَهُ اللهُ خَطِيئَةً مِنْ أَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ فِيهِ بِرَّ الله.

1 وَبِمَا أَنَّنا مُعَاوِنُونَ لله، نُنَاشِدُكُم أَلاَّ يَكُونَ قَبُولُكُم لِنِعْمَةِ اللهِ بِغَيْرِ فَائِدَة؛

2 لأَنَّهُ يَقُول: "في وَقْتِ الرِّضَى اسْتَجَبْتُكَ، وفي يَوْمِ الـخَلاصِ أَعَنْتُكَ". فَهَا هُوَ الآنَ وَقْتُ الرِّضَى، وهَا هُوَ الآنَ يَوْمُ الـخَلاص.

3 فإِنَّنَا لا نَجْعَلُ لأَحَدٍ سَبَبَ زَلَّة، لِئَلاَّ يَلْحَقَ خِدْمَتَنَا أَيُّ لَوْم.

4 بَلْ نُظْهِرُ أَنْفُسَنَا في كُلِّ شَيءٍ أَنَّنَا خُدَّامُ الله، بِثَبَاتِنا العَظِيمِ في الضِّيقَاتِ والشَّدَائِدِ والـمَشَقَّات،

5 في الضَّرَبَات، والسُّجُون، والفِتَن، والتَّعَب، والسَّهَر، والصَّوْم،

6 وبِالنَّزَاهَة، والـمَعْرِفَة، والأَنَاة، واللُّطْف، والرُّوحِ القُدُس، والـمَحَبَّةِ بِلا رِيَاء،

7 في كَلِمَةِ الـحَقّ، وقُوَّةِ الله، بِسِلاحِ البِرِّ في اليَدَيْنِ اليُمْنَى واليُسْرَى،

8 في الـمَجْدِ والـهَوَان، بالصِّيتِ الرَّدِيءِ والصِّيتِ الـحَسَن. نُحْسَبُ كَأَنَّنَا مُضِلُّونَ ونَحْنُ صَادِقُون!

9 كأَنَّنَا مَجْهُولُونَ ونَحْنُ مَعْرُوفُون! كأَنَّنَا مَائِتُونَ وهَا نَحْنُ أَحْيَاء! كأَنَّنَا مُعَاقَبُونَ ونَحْنُ لا نَمُوت؛

10 كَأَنَّنَا مَحْزُونُونَ ونَحْنُ دَائِمًا فَرِحُون! كأَنَّنَا فُقَرَاءُ ونَحْنُ نُغْنِي الكَثِيرِين! كأَنَّنَا لا شَيءَ عِنْدَنَا، ونَحْنُ نَمْلِكُ كُلَّ شَيء!

إنَّنا "سُفَراءُ المَسيح" في هذا العالم. ويَسوع أرسَلَنا مثله لنُبَشِّرَ ٱلمَساكين، فلا نَكون سبب عَثرَة لأحد. فليس علينا أن نَحزَن بما يصيبنا من ضيق وشدّة ومشقّة وسجن وتهجير وقتل يصيبنا اليوم في العراق وسوريا ولبنان وفلسطين... حتى لا نُشَكِّل عائِقًا أمام إيْمان الآخَرين بالمسيح يَسوع.

فالسَّفير عَلَيْه أنْ يَكون على مُستَوَى مَنْ أرْسَلَهُ. وحسب التلميذ أن يكون مثل معلّمه.

إنجيل لوقا 4/ 14- 21

14 وعَادَ يَسُوعُ بِقُوَّةِ الرُّوحِ إِلى الـجَلِيل، وذَاعَ خَبَرُهُ في كُلِّ الـجِوَار.

15 وكانَ يُعَلِّمُ في مَجَامِعِهِم، والـجَمِيعُ يُمَجِّدُونَهُ.

16 وجَاءَ يَسُوعُ إِلى النَّاصِرَة، حَيْثُ نَشَأ، ودَخَلَ إِلى الـمَجْمَعِ كَعَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْت، وقَامَ لِيَقْرَأ.

17 وَدُفِعَ إِلَيهِ كِتَابُ النَّبِيِّ آشَعْيا. وفَتَحَ يَسُوعُ الكِتَاب، فَوَجَدَ الـمَوْضِعَ الـمَكْتُوبَ فِيه:

18 "رُوحُ الرَّبِّ علَيَّ، ولِهـذَا مَسَحَني لأُبَشِّرَ الـمَسَاكِين، وأَرْسَلَنِي لأُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصَرِ إِلى العُمْيَان، وأُطْلِقَ الـمَقْهُورِينَ أَحرَارًا،

19 وأُنَادِيَ بِسَنَةٍ مَقْبُولَةٍ لَدَى الرَّبّ".

20 ثُمَّ طَوَى الكِتَاب، وأَعَادَهُ إِلى الـخَادِم، وَجَلَس. وكَانَتْ عُيُونُ جَمِيعِ الَّذِينَ في الـمَجْمَعِ شَاخِصَةً إِلَيْه.

21 فبَدَأَ يَقُولُ لَـهُم: "أَليَوْمَ تَمَّتْ هـذِهِ الكِتَابَةُ الَّتي تُلِيَتْ على مَسَامِعِكُم".

أَليَوْمَ تَمَّتْ هـذِهِ الكِتَابَةُ

نعم،

تمّت الكتابة بكل شخص مسيحيّ مؤمن، ليُبَشِّرَ الـمَسَاكِين، ويُنَادِيَ بِإِطْلاقِ الأَسْرَى وعَوْدَةِ البَصيرةِ إِلى الذين لهم أعينٌ ولا يبصرون، وللمناداة بالحرّية حرّية أبناء الله...

الإنسان المسكين والمسجون والمتألّم والمُضطَهَد هُوَ مِحوَر رسالة المسيح الرَحوم والحنون والمحبّ البشر.

ونحن كنَّا مَائِتينَ من قَبْلُ... وبالمسيح نَحْنُ أَحْيَاء الآن.

الله نزل رحمة للعالمين

فالذي مسحني أرسلني لأُعلِن رَحمَة الله لكلّ الناس.

نزل من السماء كلمة وكتابا إلى الأرض الملعونة بسبب الإنسان ليباركها ويُنبت فيها البرّ والسلام بدل الشوك والقطرب وصالح الناس مع الآب.

المسيح "فتح كتاب قلبنا ليقرأ"... قصّة حبّ الله لنا وقصّة حبّ بعضنا لبعض لأن هذا كمال الكتاب.

أيها الرب إلهي

أنت متكلي منذ صبائي

عليك اتكلت من الحشا

ولك تسبيحي في كل حين

من بطن أمي أنت صلاتي

أسبّحك النهار كله وحتى فنائي

فلا تطرحني في زمان الشيخوخة

عبرتَ بي مضايق كثيرة

ومن اعماق الجحيم أصعدتني

فإني لست بمتكل على قوسي

وسيفي لن يخلصني

لأنك أنت الذي نجيتني

إمسحني بالدهن وأرسلني

في هذا الشرق وفي كلّ وطن

فأقول الحقّ حيث الباطل

وأزرع الحب حيث البغض

وأزرع المصالحة حيث الخِلاف

وأزرع الإيمـانَ حيث الشـك

وأزرع الرجاءَ حيـث اليـأس

وأزرع النورَ حيث الظلمَة

وأزرع الفـرحَ حيث الحزن

وأزرع البسمة حبث الدموع

وأزرع البناء حيث الدمار

 

ليست هناك تعليقات: