2012/05/11

الأب جورج صغبيني مجلة الأميرة ذكرى 25 أيار التحرير


ذكرى 25 أيار التحرير  [1]

إن تحرير تراب الوطن من الاحتلال
يسبقه تحرير النفوس من الخوف
وتحرير القلوب من القهر
وتحرير الأفكار من الدونيّة
وتحرير التاريخ من الذلّ
وتحرير الجغرافية من الغرباء…

إن الداخلين إلى الوطن بدون إذن ظالمون
والخارجين منه بدون موعد أذلاّء

التحرير
هو عودة ما سلخ عن الوطن إلى حضن الوطن
هو عودة التائه والضائع إلى أهله وبيته
هو عودة المغرّر به إلى رشده ووعيه
عيدٌ ؟
بأي حال عدت يا عيد
وأي عيد أن يعود التراب بدون الشعب
وأي عيد أن يبقى شعب بدون وطن
وأي  عيد أن يبقى الوطن بدون شعبه
وأي عيد أن يُستبدل الوطن بوطن
أوأن يُستبدل الشعب بشعب.

25 أيار ‍‍
عيد من ؟
هل هو عيد الجنوب
أم عيد الوطن كلّ الوطن
وعيد تحرير الأسرى
وعيد فكّ القيود
وعيد تحطيم الأغلال.
أم هو أيضا
عيد رفع راية الأرز
علم الأعلام
وراية الرايات.

عيد بسط سلطة الدولة والقانون
حتى لا يقهر ضعيف
ولا يُظلم مظلوم
ولا يُغبن ذو حقّ.

هل التحرير
هو نزع سلطة لقيام سلطة
على أرض
كانت خارجة عن قانون الشرعية
لتصير خارجة عن شرعية القانون؟

هل التحرير
هو تكفير الآخرين
أو التهديد بذبحهم في أسرّتهم
أو سبيهم
أو أسرهم في معتقل الوطن
بعد أن كانوا أسرى في معتقل الأعداء.

هل التحرير هو تحرّر الوطن من شعبه ؟
أو تحرّر الشعب من وطنه؟
لا
بل التحرير هو
أن تعلن سنّة الرب
وشريعته الرحمة
وتبشّر المسبييّن بالإطلاق
والأسرى بالحريّة
والمساكين بالإنعتاق…

25 أيار يوم التحرير
فمتى يتمّ هذا التحرير
ومتى يصير هذا العيد عيداً؟
أليس في تحرير الجولان
وفي تحرير فلسطين
وفي تحرير القدس
وفي تحرير العرب.

متى يكون 25 أيار الجولان
و25 أيار فلسطين
و25 أيار القدس
و25 أيار العرب؟

وإن تأخر الزمن عندكم
فخذوا المقاومة من لبنان
لتحرّر  لكم
ما أنتم عنه عاجزون
فتستعاد إلى كل وطن
سيادته وحريته واستقلاله
وقبلته.

حزيران 2001  الأب جورج صغبيني


[1] -  مجلة الأميرة، عدد 8،  حزيران 2001

ليست هناك تعليقات: