2012/05/01

الأب أغوسطين الهاشم رئيس دير مار موسى الدوار، الأب جورج صغبيني راهب لبناني ماروني



ألمهرجان السادس
رعيّة مار أنطونيوس ـ الدوّار
عيد التجلّي
ألخميس 6 آب 1998

حضرة المحتفى به الأب أغوسطين الهاشم رئيس دير مار موسى ـ الدوار
دولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخليّة الأستاذ ميشال المرّ
معالي وزير الموارد المائيّة والكهربائيّة الأستاذ إيلي حبيقة
حضرة النائب نسيب لحّود
حضرة ممثّل قائد الجيش العماد إميل لحود
حضرات المعالي والنوّاب الكرام
أبائي الأجلاء وأخواتي المحترمات
حضرة رئيسة إتّحاد بلديات المتن السيّدة ميرنا المرّ المحترمة
حضرة رئيس بلديّة الدوار السيد رشيد عبد الأحد
حضرة مختار بلدة الدوار السيد طوني صقر
حضرات فعاليات بلدة الدوار والمنطقة ورؤساء البلديات والمخاتير الحاليين والسابقين المحترمين
حضرات أبناء رعايا الدوار والعيرون ومار موسى
أيّها الأخوة الكرام

حسنٌ لنا يا سيدُ أن نصنعَ هنا ثلاثَ مظالٍ واحدةً لك وواحدةً لموسى وواحدةً لإيليا
قال بطرسُ هامةُ الرسلِ هذا القولَ وهو في نشوةِ الرؤيا على جبلِ التجلّي
ولنا أيضاً على مثاله قولٌ مشابهٌ
حسنٌ لنا أيّها المحتفى به الأب أغوسطين الهاشم أن نصنعَ مظلّتين لنا نستظلّهما
واحدةً نستظلُّها في يومِ تكريمك ألا وهي لحيتُك البيضاءُ كالثلجِ كبهاءِ التجلّي
ومظلّةٌ ثانيةٌ نستظلّها وهي عباءةُ الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة
فالمظلّةُ الثانيةُ والجميعُ يعرفُ تاريخَها وقد مرَّ الإحتفالُ باليوبيلِ المئوي الثالثِ على تأسيسها عام1695
وكانت حاضرةً في هذه المنطقة في دير مار موسى الحبشيّ مند عام 1756 تنتشرُ من وادي القدّيسينَ باتجاهِ الجنوبِ والقدسُ قُبلتُها على مثالِ الذين سبقوها من تلامذةِ مار مارون في انتشارهم من أنطاكيةَ من على قمّةِ قورشَ حيث مهدُ التجلّي الماروني في هذا الشرق لتنطلقَ في رسالةِ تعايشٍ بين الإنسانِ واللهِ تحت شعارِ العقيدة الخلقيدونيّة في المسيح الإلهِ والإنسانِ معاً ولِتَنْشُرَ تحت مظلّةِ مارونَ الناسكِ الراهبِ أنَّ الذين يؤمنونَ بتعايشِ اللهِ والإنسانِ لا يعجزونَ عن الدعوةِ للتعايشِ بين الناسِ مهما كانت الفروقاتُ والمشاربُ خاصّةً في هذا الوطن
أمّا المظلّةُ الأولى فهيَ شخصُ رئيسِ دير مار موسى الأب أغوسطين الهاشم الذي لن نتكلّم عن مولده ونسبه أكثرَ من أن نقولَ عنه أنّهُ على شبهِ ملكصادقَ وإنّنا عرفنا من أباه ومن أمّه فهما كلُّ من يعملُ مشيئةَ الله
تسلّمَ رئاسةَ ديرِ مار موسى منذُ الأوّلِ من آبَ سنة 1973 للمرّة الأولى
وعُيّنَ معلّماً للنشءِ الرهباني سنة 1986 في دير كفيفان حيثُ تعبَقُ رائحةُ قداسةِ الطوباوي نعمة الله كسّابَ الحرديني  ليكمّلَ الرسالةَ التي حملها الأجدادُ في تربيةِ الأجيالِ الآتيةِ على شِبهِ ما وردَ في الإرشادِ الرسولي قبلَ أن يكونَ هذا الإرشادُ موضوعَ توجيهٍ ورجاءاً جديداً للبنانَ
وعادَ فتسلّمَ رئاسةَ دير مار موسى ثانيةً سنة 1992 ولمّا يزلْ حتى باتت أيامُ خدمته لبلدات الدوّار ومار موسى والعيرون والقرى المجاورة تزيدُ عن سبعَ عشرةَ سنةً وهي نصفَ حياته الكهنوتيّة تنتظرُ عيناهُ أن تنظرا العمرانَ الروحيَّ الذي عملَ دائباً على تحقيقه من خلالِ ما قدّمه لأبناء بلدة الدوار خاصّةً إذ كان الأبُ المحبُّ لهم يفرحُ لفرحهم ويحزنُ لحزنهم يشجّعُ ويؤنّبُ رغبةً منه في جمعِ الشملِ في وحدةِ المصيرِ وقد كان من جملة نجاحاته في تجاوبِ أبناء بلدة الدوار في تحقيقِ هذا المهرجانِ الذي هو قمّة الجهادِ والسعي لجمعِ لا أبناءِ بلدة الدوّار وحسبُ بل وكلِّ أبناءِ المنطقة كما تجمعُ الدجاجة فراخها تحت جناحيها وقد أرادوا
وإن دبَّ الشيبُ إلى لحيته الوقورة فإنَّ عزمَ الشبابِ لم يخمُدَ فيه
وإن غارتْ تجاعيدُ الأيامِ على جبهته العالية والتي ما اعتادتِ الإنحناء إلاّ  للّه
تَراهُ دائما في المقدَّمة لا ينثني عن أمرٍ حتى يحقّقه
إن على صعيد بلدة الدوّار والعيرون ومارموسى وقرى المتن التي كان حاضراً فيها في الملمّاتِ جاعلاً من الدير مجنّاً للصلاة وحصناً للعقيدة وحين استُبيحتِ الطمأنينةُ في مخادعِ الناسٍ كان قلبُه الآمَنَ في قراعِ الحروبِ من كلِّ ملجأٍ
عَمِلَ الأب أغوسطين الهاشم في كلّ مجالٍ إجتماعي وعمراني وثقافي وتربوي في الدير وخارجه في الرهبانية والرعايا
فرمّمَ الديرَ وزادَ عليه رغبةً منهُ بازديادِ عددِ سكّانِهِ
ونهضَ بالأرض يزرع منها البائر إيمانا منه بأن البقاء مرتهنٌ بالتجذّر فيها وقد عمل على إعطاء من ليس لهم مكانا يسندون إليه رأسهم عقارات بأسعار رمزيّة ليعودوا إلى ترابات الأجداد مع عائلاتهم ويكبرُ الديرُ فيصيرَ قريةً وتكبرُ الأديارُ فتصيرَ القرى وطناً
واهتمَّ بوحدة بلدة الدوّار كما بوحدة سائر القرى فجمع حركاتِ شبيبتها وعجزتها في لجنة رعويّة هي الأولى في أبرشيّة أنطلياس لا بل في كلّ أبرشيات الطائفة
هذا الأبُ الذي بنوه بعدد نجوم السماء وبعدد رمال البحار
وهُم فخرُهُ
بما ربّاهم عليه من شيم القيم والأخلاقيّة والوطنيّة
وقد امتزجَ ا سمُه باسمهم
فباتت تُعرفُ الدوارُ ومارموسى باسمه ويُعرفُ هو بهما
أيها الذي هو تكرّمه اليوم بلدةُ الدوار بصغارها الذين عمّدتهم وكبارها الذين زوّجتهم وتفرح لك عظام موتى هذه البلدة في هذا اليوم المشهود المميّز بين الأيام
لو تساءلتَ: من تقولُ الناسُ إني هو
لما قيلُ فيك  أنّك من بلدة الكحلونيّة أمّ أديارِ ومدارسَ وأناطشَ المتن الجنوبي
بل وأنا على يقينٍ ممّا يقال بأنك نبيّ عظيمٌ من أنبياء المارونية ولو ولى عهد النبوءة والأنبياء
أدامك الله وجلببك بالعافية
وأنبتَ تحت ظلالك الوارفة نصباتٍ أمثالك في جنّاتِ الوطن والطائفة والرهبانية
ومختصرُ القولِ فيك
إنك مؤسّسةٌ في إنسان
وإنك مشروعٌ في شخص
وإنّك رهبانيّةٌ في راهب
ألأب
جورج صغبيني

ليست هناك تعليقات: