2012/05/01

وضع حجر الأساس لمدرسة مار مارون الديشونيّة، الأب جورج صغبيني


كلمة الأب أغوسطين الهاشم رئيس دير مار موسى ـ الدوّار
بمناسبة وضع حجر الأساس لمدرسة مار مارون ـ الديشونيّة
بتاريخ 26 آب 1998

قدس الأب العام يوحنا تابت السامي الإحترام
معالي الوزراء ...
حضرات السادة النواب...
أبائي الأجلاء
أيها المشاركون الكرام

إنّ رسالة التعليم ليست حديثة العهد في الرهبانية إذ قد رافقتها منذ نشأتها عام 1695 مع مؤسّسيها الذين افتتحوا إلى جانب كلّ دير أقاموه مدرسة لتعليم الأحداث.
هذه المنهجيّة التعليميّة التي سعت الرهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة لتعميمها حول أديارها حدت بها إلى أن تكون إلزاميّة ومن أولويّات المقرّرات والتوجيهات في بنود ومضامين المجمع اللبناني عام 1736.
وأمانة من الرهبانيّة لرسالتها التعليميّة إلى جانب رسالتها الروحيّة والنسكيّة والراعويّة، جعلت من دير مار موسى حين تسلّمته عام 1756، مدرسة لأبناء الجوار كما في جميع أديار الرهبانيّة وطورتها جاعلة منها مدرسة عليا لاهوتيّة ممّا حدا إلى إقامة مطبعة في دير مار موسى زهاء عشرين سنة.
هذه اللمحة المختصرة عن تاريخ رسالة التعليم إن في الرهبانيّة أو في دير مار موسى تستمرّ اليوم بوضع حجر الأساس في منطقة الديشونيّة لبناء صرح جديد للعلم على إسم مار مارون قناعة من الرهبانيّة باستمرار حمل رسالةِ أسمى المناهج التعليميّة ألا وهي التربية على القيم والمبادىء الدينيّة والوطنيّة...
إن وضع حجر الأساس اليوم إنّما هو بناء صرح جديد لمدرسة مارون القورشيّة الإنطاكيّة في جذور هذه المنطقة لنشر تعاليم مارون الراهب المعلّم، الذي اجتمع من حوله المئات من التلامذة فباتوا في عصور متتابعة علماء في المعرفة والعلم، وكانوا روّادا وأوّل من افتتح مطبعة في هذا الشرق وكان لهذه المطبعة محطّة من سنة 1896 ولغاية 1908 في دير مار موسى.
بناء صرح جديد للعلم هو عهد  قطعه على نفوسهم رهبان دير مار موسى منذ السبعينات. 
ووضع حجر أساس لمدرسة مار مارون هو إصرار من الرهبانيّة على  تجذّرها وتمسّكها بهذه الرسالة السامية آخذة على نفسها عهدا بمتابعة وتنشئة الشباب اللبناني على منهجيّة المدرسة القورشيّة الإنطاكيّة.
إنّنا إذ اليوم نضع حجر أساس هذا الصرح العلمي والثقافي والتربوي فلأنّنا كلّنا أمل وثقة باستمراريّة القيم بفضل رهبان قدّموا عبر تاريخهم الغالي والنفيس من الدم وعرق الجبين حتى باتوا معلـّمين لشعبهم وسواه من الشعوب، وفخرهم إنّهم باتوا عنوان مجد حين يشبّه بهم ويقال عالم كماروني.
فالراهب اللبناني الماروني منذ مدرسة تحت السنديانة وحتى جامعة الروح القدس الحبريّة إنّما هو حامل القيم الحضاريّة في محيطه، وهو الرجاء الجديد للبنان في العصر الحادي والعشرين الآتي على مشارف بداية الألف الثالث، حاملاً مع برامجه التقنيّة الحديثة تجذّره بجذوره وأصوله الأخلاقيّة والتزامه بتوجيهات كنيسته وحاجات شعبه.
وإنّ تسمية هذا الصرح الجديد باسم مارمارون ليس من باب الصدفة بل هو الإصرار على استمرارية مدرسة مارون وتلامذته من بعده على انفتاح وبُعد منهجيّة رسالته خارج محيطها وإطارها الجغرافي إلى بلاد الإنتشار والبلدان المجاورة في مساحة عباءة الراهب الروحيّة والفكريّة.




ليست هناك تعليقات: