2012/05/29

جامعة الدول العربية قمم ومؤتمرات 4 الأب جورج صغبيني


عن كتاب جامعة الدول العربية قمم ومؤتمرات الأب جورج صغبيني


إتفاقية فيصل وايزمان

الأمير فيصل من اليمين مع وايزمان بلباس عربي 1918

اتفاقية "فيصل وايزمان"، وقعت من قبل الأمير فيصل إبن الشريف حسين مع حاييم وايزمان رئيس المنظمة الصهيونية العالمية في مؤتمر باريس للسلام عام 1919، يعطي بها اليهود تسهيلات في إنشاء وطن في فلسطين والإقرار بوعد بلفور.

نص الإتفاقية بين فيصل ووايزمان
إن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل ممثل "المملكة العربية الحجازية" والقائم بالعمل نيابة عنها، والدكتور حاييم وايزمن ممثل المنطقة الصهيونية والقائم بالعمل نيابة عنها، يدركان القرابة الجسدية والصلات القديمة القائمة بين العرب والشعب اليهودي. ولتحقيق ضمان الوسائل لبلوغ غاية أهدافهما الوطنية في اتخاذ أقصى ما يمكن من التعاون في سبيل تقدم الدولة العربية(أي المملكة العربية الحجازية) وفلسطين(أي المنطقة الصهيونية) ولكونهما يرغبان في زيادة توطيد حسن التفاهم الذي بينهما فقد اتفقا على المواد التالية:
1- يجب أن يسود جميع علاقات والتزامات الدولة العربية وفلسطين أقصى النوايا الحسنة والتفاهم المخلص وللوصول إلى هذه الغاية تؤسس ويحتفظ بوكالات عربية ويهودية معتمدة حسب الأصول في بلد كل منهما.
2- تحدد بعد إتمام مشاورات مؤتمر السلام مباشرة الحدود النهائية بين الدول العربية وفلسطين من قبل لجنة يتفق على تعيينها من قبل الطرفين المتعاقدين.
3-عند إنشاء دستور إدارة فلسطين تتخذ جميع الإجراءات التي من شأنها تقديم أوفى الضمانات لتنفيذ وعد الحكومة البريطانية المؤرخ في اليوم الثاني من شهر نوفمبر سنة 1917.
4- يجب أن تتخذ جميع الإجراءات لتشجيع الهجرة اليهودية إلى فلسطين على مدى واسع والحث عليها وبأقصى ما يمكن من السرعة لاستقرار المهاجرين في الأرض عن طريق الإسكان الواسع والزراعة الكثيفة. ولدى اتخاذ مثل هذه الإجراءات يجب أن تحفظ حقوق الفلاحين والمزارعين المستأجرين العرب ويجب أن يساعدوا في سيرهم نحو التقدم الاقتصادي.
5- يجب أن لا يُسَنّ نظام أو قانون يمنع أو يتدخل بأي طريقة ما في ممارسة الحرية الدينية ويجب أن يسمح على الدوام أيضا بحرية ممارسة العقدية الدينية والقيام بالعبادات دون تمييز أو تفصيل ويجب أن لا يطالب قط بشروط دينية لممارسة الحقوق المدنية أو السياسية .
6- إن الأماكن الإسلامية المقدسة يجب أن توضع تحت رقابة المسلمين.
7- تقترح المنظمة الصهيونية أن ترسل إلى فلسطين لجنة من الخبراء لتقوم بدراسة الإمكانيات الاقتصادية في البلاد وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستضع المنظمة الصهيونية اللجنة المذكورة تحت تصرف الدولة العربية بقصد دراسة الإمكانيات الاقتصادية في الدولة العربية وأن تقدم تقريرا عن أحسن الوسائل للنهوض بها وستستخدم المنظمة الصهيونية أقصى جهودها لمساعدة الدولة العربية بتزويدها بالوسائل لاستثمار الموارد الطبيعية والإمكانيات الاقتصادية في البلاد.
8- يوافق الفريقان المتعاقدان أن يعملا بالاتفاق والتفاهم لتأمين جميع الأمور التي شملتها هذه الاتفاقية لدى مؤتمر الصلح.
9- كل نزاع قد يثار بين الفريقين المتنازعين يجب أن يحال إلى الحكومة البريطانية للتحكيم.
وقّع في لندن- إنجلترا في اليوم الثالث من شهر يناير سنة 1919. [1]
وفي 31 أيار/مايو 1920، صدر إعلان الانتداب على فلسطين في مؤتمر سان ريمو وعين البريطاني الصهيوني هربرت صموئيل مندوباً سامياً على القدس، وبعد ثلاثة أيام من إعلان صك انتداب بريطانيا على فلسطين، كشفت بريطانيا عن مضمون وعد بلفور، واحتج الفلسطينيون وحدثت اشتباكات لأول مرة بين الجيش البريطاني والعرب. كما منعت بريطانيا المؤتمر الفلسطيني الثاني من الانعقاد في حيفا عام 1920.
وبعد أن أصبح تشرشل وزيراً للمستعمرات عقد مؤتمراً في القاهرة للعسكريين والموظفين البريطانيين لمراجعة الوضع البريطاني في المنطقة، حيث أوصى المؤتمر:
- الاستمرار في تنفيذ وعد بلفور، لأن بريطانيا ملزمة بإنشاء وطن قومي لليهود .
- تشكيل مقاطعة عربية في شرق الأردن بقيادة الأمير عبد الله، يكون مسؤولاً عنها أمام المندوب البريطاني، دون أن تكون المقاطعة مشمولة في النظام الإداري لفلسطين، ودون أن تنطبق عليها شروط الإنتداب. من أجل أن يكون شرق الأردن مستعداً لاستقبال من يضطر من الفلسطينيين للمغادرة إليه.
وكان أن تشكلت في عام 1918 جمعية "الفدائية" وهي جمعية سرية ضمت عدداً من رجال الشرطة الفلسطينية، وقد لعبت الجمعية دوراً مهماً في الإعداد للثورة العربية في فلسطين وفي نشر الوعي بالخطر الصهيوني بين عشائر البدو في شرق الأردن ضد اليهود. غير أن اعتقال زعمائها أضعفها وقضى عليها.
لم يتوقف جهاد الفلسطينيين والعرب ضد المخططات الصهيونية،
فكانت ثورة النبي موسى (4 -10 نيسان/أبريل 1920)،
وثورة يافا (1- 5 أيار/ مايو 1921)، 
وثورة البراق (15 آب / أغسطس 1929)،
وهذه الثورات هي مواجهات محدودة، ولم تكن منظمة مما حدّ من إمكانات تطورها أو تحقيق أهدافها وان كانت لعبت دوراً في تأجيج الصراع وتعطيل المشروع الصهيوني جزئياً وبشكل مؤقت.
لقد شعر العرب بضرورة المقاومة مع تزايد نشاط الهجرة إلى فلسطين وتحيز السلطات البريطانية لليهود، وكانت شرارة الثورة على أثر حادثة البراق في 24 أيلول /سبتمبر 1928، حيث حاول اليهود الاستيلاء على الجدار الغربي للمسجد الأقصى وهو ملك للمسلمين، وهذا أسفر عن حشد التأييد العربي للقضية الفلسطينية من كافة الأقطار العربية، وكانت بداية ما عرف بثورة البراق.
وفي ليلة الإسراء والمعراج بتاريخ 27 رجب 1350 هـ، الموافق 7 كانون أول/ديسمبر 1931 م. عقد مؤتمر إسلامي حضره ممثلون عن اثنين وعشرين بلداً إسلاميا، وشخصيات بارزة في العالم العربي، وخلال افتتاحية المؤتمر أكد المفتي "محمد أمين الحسيني " على أهمية فلسطين والأقصى في العالم الإسلامي كما أكد المؤتمر شجبه للصهيونية وللسياسة البريطانية في فلسطين، وكان من قرارات المؤتمر إنشاء جامعة إسلامية في القدس ومقاطعة جميع المصنوعات الصهيونية في الأقطار الإسلامية...
وفي 4 آب /أغسطس 1932 صدر بيان تأسيس حزب الاستقلال الذي تعهد بالكفاح ضد الاستعمار ومحاربة الهجرة اليهودية والعمل على تحقيق الوحدة العربية، وكرر الاستقلاليون رفضهم لوعد بلفور والإنتداب البريطاني،  وكشفوا عن أساس التحالف القائم بين الصهيونية والإستعمار البريطاني، كما أكدوا على أن ثلث ميزانية البلاد مخصص لشؤون الدفاع والأمن بسبب محاولة الحكومة بناء وطن قومي لليهود.


[1] -  نص أتفاقية فيصل وايزمان عن موقع الامم المتحدة الالكتروني www.domino.un.org. 
 و www.mideastweb,org.

ليست هناك تعليقات: