2012/05/29

جامعة الدول العربية قمم ومؤتمرات 5 الأب جورج صغبيني


عن كتاب جامعة الدول العربية قمم ومؤتمرات الأب جورج صغبيني



حركة الشيخ عز الدين القسام سنة 1935


أعلن الثوار في فلسطين الإضراب وحصلت معارك عنيفة بينهم وبين القوات البريطانية والصهيونية في شهر تشرين الأول عام 1935. وقامت وفود فلسطينية بزيارات إلى عمّان والرياض وبغداد، ونتيجة لضغوطات بريطانية، قام الملوك والرؤساء العرب بإصدار نداء مشترك في 10 تشرين أول/ أكتوبر 1935 دعوا فيه العرب إلى:" وقف الثورة، والاعتماد على النيات الطيبة لصديقتنا بريطانيا العظمى التي أعلنت أنها ستحقق العدالة".
ونتيجة لذلك دعت اللجنة العربية العليا إلى وقف الإضراب، وإلى حل التنظيمات العربية وعودة الثوار العرب إلى دولهم. وأرسلت بريطانيا لجنة بيل الملكية لتقصي الحقائق إلى فلسطين، ولكن الفلسطينيين أرادوا عدم مقابلتها، فهدد الملوك العرب الفلسطينيين، وطلبوا منهم الموافقة على مقابلة اللجنة.
أيقن الانتداب البريطاني خطورة الموقف في فلسطين بعدما شهدت البلاد ثورة الشيخ عز الدين القسام الذي كان قد وهب نفسه هو وجماعة من المجاهدين للدفاع عن أرض فلسطين، حيث استشهد في جنين حين صدامه في موقعة عسكرية ضدّ جيش الانتداب، فبعد هذه الحادثة مباشرة أوعزت بريطانيا إلى مندوبها السامي "واغهوب" بعد استشهاد القسام ليقوم بطرح مشروع المجلس التشريعي على العرب واليهود جواباً على المطالب التي قدمتها لجنة الأحزاب الفلسطينية في تشرين الثاني /نوفمبر والذي جاء فيه:
1-  أن عرض الحكومة في كانون الأول /ديسمبر 1935 م لمشروع دستور جديد كان يمثل خطوة عملية نحو الحكم الديمقراطي حين اقترح مجلساً تشريعياً بغالبية غير رسمية كبيرة.
2-  عزمت الحكومة على سن قانون يمنع بيع الأراضي إلا إذا كان المالك العربي قد احتفظ بقطعة من الأرض تكفي احتياجات أسرته...

ثورة  1936 الكبرى
انطلقت الثورة في شباط /فبراير 1936على أثر حادثة صغيرة كانت الشرارة التي ألهبت مشاعر العرب الفلسطينيين، في 15 نيسان إبريل حين قتل يهودي وأصيب أخر بجراح خطيرة على أثر خلاف بين العمال العرب واليهود،  ورد اليهود على ذلك بذبح قرويين عرب داخل بيوتهم وكانت تلك البداية، حيث تصاعدت أعمال العنف واشتد التوتر في شتى أنحاء فلسطين والذي صاحبه وقوع العديد من القتلى والجرحى بين الجانبين، وتصدي الجيش البريطاني للمظاهرات العربية،  حيث أردى العديد من القتلى في صفوف العرب وكذلك الجرحى، وأعلن الإضراب العام في جميع أنحاء فلسطين، وازدادت حركة المقاومة الشعبية، حيث أخذت شكل جماعات وتمركزت في الجبال وانضم إليهم العديد من المتطوعين العرب شرقي الأردن وسوريا ولبنان والعراق، وتحولت مجموعات المقاومة إلى ثورة شعبية مسلحة، واتخذت الثورة أساليب متنوعة مثل تدمير الجسور ونسف السكك الحديدية وتدمير أنابيب النفط ومهاجمة الثكنات العسكرية وضرب مواقع الجيش البريطاني، كما استخدم البريطانيون الطائرات والمدرعات والمدفعية في كثير من الأحيان للتصدي وقمع تلك الثورة،  مما زاد من ثورة الشعب .
وفي غضون ذلك كان هناك بعض المساعي العربية للوساطة بين اللجنة العربية العليا والحكومة البريطانية حيث صدر نداء مشترك عن الملك  السعودي والملك غازي والأمير عبد الله في 10 تشرين الأول /أكتوبر إلى رئيس اللجنة العربية وإلى عرب فلسطين جاء فيه:
" لقد تألمنا كثيراً للحالة السائدة في فلسطين ، فنحن بالاتفاق مع أخواننا ملوك العرب والأمير عبد الله ، ندعوكم للخلود إلى السكينة حقنا للدماء، معتمدين على حسن نوايا صديقتنا الحكومة البريطانية ورغبتها المعلنة لتحقيق العدل ، وثقوا بأننا سنواصل السعي في سبيل مساعدتكم".
وأعلنت اللجنة العربية العليا حل الإضراب ودعت الشعب إلى إقامة الصلاة على أرواح الشهداء الذين زاد عددهم على الألف عربي.

مشروع التقسيم
نشرت اللجنة الملكية في 7 تموز/ يوليو 1937، والتي كان يرأسها اللورد بيل  تقريراً تناول عرض وجهة نظر كل من زعماء العرب واليهود وأوصت اللجنة بأنه لا يمكن حل مشكلة فلسطين إلا على أساس اقتراح مشروع تقسيم فلسطين ، وأهم بنود مشروع التقسيم هي:
1-  إنشاء دولة يهودية في القسم الشمالي والغربي من فلسطين، وتمتد على الساحل من حدود لبنان إلى جنوبي يافا، وتشمل عكا وحيفا وصفد وطبرية والناصرة وتل ابيب وترتبط بمعاهدة صداقة وتحالف مع بريطانيا.
2- تقع الأماكن المقدسة تحت الانتداب البريطاني، بما فيها القدس وبيت لحم يصلهما ممر بـ يافا وتشتمل اللد والرملة والناصرة، تكلف دولة الانتداب  بحماية هذه الأماكن .
3-  تضم الأراضي الفلسطينية القسم الجنوبي والشرقي من فلسطين ومنها مدينة يافا إلى شرق الأردن وترتبط بمعاهدة صداقة وتحالف مع بريطانيا .
4- تدفع الدولة اليهودية مساعدة مالية للدولة العربية وتمنح بريطانيا مليوني جنيه إسترليني للدولة العربية .
 5-  يجري ما يسمى بتبادل السكان بين الدولتين العربية واليهودية، وينقل العرب من الدولة اليهودية إلى الدولة العربية (وعددهم 325 ألفاً) بشكل تدريجي وتهيئ لهم أرض في منطقة بئر السبع بعد تحقيق مشاريع الريّ.
6-  تعقد معاهدة جمركية بين الدولتين لتوحيد الضرائب بينهما على أكبر كمية ممكنة من البضائع المستوردة .
لقد كان الرد العربي الفلسطيني على قرار التقسيم هو الاستمرار في الثورة مما حدا بتأجيل طرح قرار التقسيم، وبقيت الثورة مشتعلة...

ليست هناك تعليقات: