2012/05/29

جامعة الدول العربية قمم ومؤتمرات 3 للأب جورج صغبيني


عن كتاب جامعة الدول العربية قمم ومؤتمرات للأب جورج صغبيني


مؤتمرات صهيونية من أجل قيام دولة إسرائيل
يقرّ هرتزل في مذكراته بأنه "يدير شؤون اليهود من دون تفويض منهم، لكنه مسؤول إزاءهم عما يعمل". ورأى في المسألة اليهودية قضية دولية، مدّعيا أن مسألة اليهود في العالم تخص جميع شعوب العالم، وبالتالي فعلى دول العام المساهمة في حلها، وواجبه هو وضع المسألة في جدول أعمال السياسة الدولية.

المؤتمر الصهيوني الأول
عقد في مدينة بازل 29ـ 31 آب / أغسطس 1897، بحضور 204 مناديب، ومنه انطلقت الصهيونية السياسية وخرجت الفكرة الاستيطانية إلى حيز التنفيذ.

المؤتمر الثاني
عقد المؤتمر في بازل 28 ـ 31 آب/ أغسطس 1898، وحضره 349 مندوباً، يمثلون 913 اتحاداً صهيونياً محلياً. قرر المؤتمر تأسيس صندوق الاستيطان اليهودي كما أعيد انتخاب هيرتزل رئيساً للمنظمة، ونوردو نائباً له، و تقرر أن يتمثل كل 400 عضو في اتحاد صهيوني، يدفعون الشيكل، بمندوب واحد إلى المؤتمر الثالث، بدلاً من كل 100 عضو للمندوب إلى المؤتمر الثاني. كما أسست في هذا المؤتمر "جمعية التخاطب باللغة العبرية".

المؤتمر الثالث
عقد في بازل 15 ـ 18 آب/ أغسطس 1899، وافتتح هيرتزل المؤتمر بتقرير عن لقاءاته مع قيصر ألمانيا، "فيلهِلْم الثاني" في القسطنطينية (8 تشرين الأول/أكتوبر 1898) ثم في القدس (2 تشرين الثاني/نوفمبر 1898). اتخذ المؤتمر قراراً بمنع استعمال أموال الصندوق لعمليات خارج فلسطين وسورية، كما اقر عدداً من الأنظمة الداخلية المتعلقة بالجهاز الإداري، وتقسيم العمل بين هيئات المنظمة.

توالت بعدها المؤتمرات واللقاءات وفي كل سنة كانت المنظمة الصهيونية تسجل إنجازا جديدا نحو تحقيق الهدف بإنشاء وطن قومي لليهود حتى افتخر زملاء هرتسل وتلامذته بأن إنجاز الزعيم الصهيوني تلخص في أنه "جعل الصهيونية عاملاً سياسياً تقر به دول العالم (الكبرى) وتبجح "ماكس نوردو" زميل هرتسل الأقرب في خطابه أمام المؤتمر الصهيوني السادس (بال- 24 آب/ أغسطس 1903) بأن أعظم أربع دول تسيطر على الكرة الأرضية أعربت عن عطفها إن لم يكن على الشعب اليهودي فعلى الأقل على الحركة الصهيونية:
فالإمبراطورية الألمانية أعربت عن عطفها...
وبريطانيا قرنت عطفها بالاستعداد العملي لتساعد الصهيونية...
والحكومة الروسية (القيصرية) أعلنت خططها لمساعدتنا...
والولايات المتحدة اتخذت خطوات دبلوماسية... من أجل تحقيق هذا المسعى.
لم يتوقف دور المنظمة الصهيونية بعد موت هرتزل بل استمر بنفس الوتيرة ولنفس الهدف. وبعد اتفاقية سايكس - بيكو (1916) التي حصلت فرنسا بموجبها على أجزاء من سوريا وجنوب الأناضول وعلى منطقة الموصل في العراق (لونت باللون الأزرق)، وحصلت بريطانيا على أراضي جنوب سوريا إلى العراق شاملة بغداد والبصرة والمناطق الواقعة بين الخليج العربي والأراضي الممنوحة لفرنسا ومينائي عكا وحيفا (لونت باللون الأحمر) ، أما بقية مناطق فلسطين فقد لونت باللون البني، واتفق على أن تكون دولية. في أعقاب تلك الاتفاقية عمد قادة الحركة الصهيونية وعلى رأسهم اللورد روتشيلد وحاييم وايزمان لإجراء اتصالات مع بريطانيا أدت إلى إصدار وعد بلفور، وكان من الأسباب التي دفعت بريطانيا للموافقة على الوعد هو أن تكون الدولة اليهودية خط الدفاع الأول عن قناة السويس واستمرارا لسياسة تجزئة الوطن العربي.
استمرت الضغوطات الصهيونية والمؤامرات الدولية دون توقف ومرت بعدّة مراحل تمهيدا لصدور وعد بلفور في ظل غياب بل غيبوبة عربية وإسلامية.
وما أن وضعت الحرب، إرث الرجل المريض على طاولة المشرحة الإنكليزية- الفرنسية، على جدول التقسيم. حتى تقدم هربرت صموئيل، الذي اشترك في الوزارة البريطانية في هذه الفترة وكان أول مندوب سام بريطاني في فلسطين فيما بعد، بمشروع يقوم على ضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية وزرع ثلاثة أو أربعة ملايين يهودي فيها وبذلك يتحقق حلف بين الفريقين يخدم مصالح بريطانيا.
وفي هذا الوقت بالذات في نهاية عام 1914 ومطلع عام 1915 كان حاييم وايزمن يكتب لأحد الإمبرياليين " س.ب. سكوت" محرّر "مانشستر غارديان" قائلا: "في حال وقوع فلسطين في دائرة النفوذ البريطاني وفي حال تشجيع بريطانيا استيطان اليهود هناك... فستستطيع خلال عشرين أو ثلاثين سنة من نقل مليون يهودي أو أكثر إليها فيطورون البلاد ويشكلون حارساً فعالاً يحمي قناة السويس". [1]
وكتب رئيس وزراء بريطانيا هربت اسكويث [2]،  بين 28 كانون الثاني/ يناير و13 آذار/ مارس 1915، يصف بعض ملامح مشروع هربرت صموئيل بقوله أن "الغريب في الأمر أن يكون نصير المشروع الوحيد الآخر (في الوزارة) "لويد جورج" ولا حاجة بي للقول أنه (أي لويد جورج) لا يهتم بتاتا باليهود، لا بماهيتهم ولا بمستقبلهم ولكنه يعتقد أنه من انتهاك الحرمة السماح بانتقال الأماكن المقدسة (في فلسطين) إلى حوزة أو حماية "فرنسا الملحدة".
لقد تعلم الإمبرياليون منذ وقت طويل تغليف مطامعهم بغلاف الحماس الديني والقلق على مصيره. فلويد جورج، وفي عهد رئاسته الوزارة، أصدر وعد بلفور. كان في هذا الوقت المبكر من الحرب يرى فائدة العامل الصهيوني في ضم فلسطين للإمبراطورية البريطانية بشكل من الأشكال. وفي سبيل ذلك كان مستعداً أن "يمنح الأماكن المقدسة لليهود" حماية لها من "فرنسا اللاإدارية الملحدة".
كما كتب لويد جورج، الذي رأس الوزارة البريطانية في الفترة الأخيرة من الحرب وبعدها، في كتابه "الحقيقة حول معاهدات الصلح" [3]: " إن نوايا الدول الحليفة بشأن فلسطين حتى عام 1916، كانت ستشوه وتمزق البلاد إلى أقسام، لا يبقى منها حتى فلسطين". لكن اتفاق سايكس- بيكو جمعها بعيدا عن المنطقتين الزرقاء والحمراء.
كان وزير الخارجية البريطانية عام 1917 من أكثر المتحمسين للفكرة الصهيونية وحاول إقناع أعضاء الحكومة في اجتماعهم يوم 04/10/1917 بأن يهود روسيا وفرنسا يدعمون فكرته بإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين معتمدا على تقارير من الصهاينة المقيمين في لندن ومتجاهلا التقارير الرسمية من مندوبي وسفراء الحكومة.
وفي اجتماع الوزارة البريطانية بتاريخ 31 تشرين الأول/ أكتوبر أوضح بلفور نفسه ما يفهمه من معنى التعبير "وطن قومي يهودي". أي يعني شكلاً من أشكال الحماية البريطانية أو الأمريكية أو غيرهما ستتوفر لليهود تسهيلات كافية تتيح لهم بناء دولة يهودية مستقلة في أمد قريب".

نص وعد بلفور [4]

وزارة الخارجية                           
2 نوفمبر 1917

عزيزي اللورد "روتشلد"
يسرني جدًّا أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة صاحب الجلالة التصريح التالي الذي ينطوي على العطف على أماني اليهود والصهيونية، وقد عرض على الوزارة وأقرّته:
"إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين، وستبذل غاية جهدها لتسهيل تحقيق هذه الغاية، على أن يكون مفهومًا بشكل واضح أنه لن يؤتى بعمل من شأنه أن ينتقص الحقوق المدنية والدينية التي تتمتع بها الطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين، ولا الحقوق أو الوضع السياسي الذي يتمتع به اليهود في البلدان الأخرى.
وسأكون ممتنًا إذا ما أحطتم اتحاد الهيئات الصهيونية علمًا بهذا التصريح.                    
                                                             المخلص
                        آرثر بلفور [5]

لقد حاول الكثيرون تبرير هذا الوعد بنظريات لتضليل الرأي العام عن الهدف الحقيقي المتمثل في المشروع الصهيوني الاستيطاني، ومن هذه النظريات أن بريطانيا أصدرت الوعد اعترافاً منها بخدمات العالم حاييم وايزمن في اكتشاف الأسيتون الاصطناعي في أدق مراحل الحرب العالمية الأولى. وأن لويد جورج رئيس الوزراء البريطاني آنذاك سأل وايزمن "بماذا يستطيع أن يكافئه" فأجابه وايزمن "إصنع شيئاً لشعبي". فكانت ولادة وعد بلفور. [6]
وهناك النظرية الإنسانية التي روجها صاحب الوعد نفسه اللورد بلفور الذي زعم أن اليهود تعرضوا في أوروبا للطغيان والتعذيب ولذلك كان الوعد تكفيراً عن الجرائم التي ارتكبتها أوروبا بحقهم. [7]
وأبرز لويد جورج في كتابه "الحقيقة حول معاهدات الصلح" بعض هذه العوامل، فأكد مثلاً أن بعض ما حفّز بريطانيا إلى إصدار الوعد، سببه المعلومات بأن قيادة أركان الجيش الألمانية في 1916 ألحت على الأتراك أن يلبوا مطالب الصهيونيين بشأن فلسطين.[8] وان الحكومة الألمانية كانت في أيلول/ سبتمبر 1917 تبذل مساعي جدية للاستيلاء على الحركة الصهيونية. [9] واستطرد أن جمعية يهودية ألمانية تأسست في كانون الثاني/ يناير 1918 بعد وعد بلفور وان الوزير التركي طلعت، بإيعاز من الألمان، وعدها بتحقيق رغبات اليهود العادلة في فلسطين.
ولكن العامل المقرر في نهاية المطاف كان مصلحة بريطانية البعيدة المدى. وهذا ما أعربت عنه الصحافة البريطانية في الفترة التي سبقت الوعد وأعقبته. وتحت عنوان "سياسة بريطانيا في فلسطين، ضرورة عبرية- بريطانية" كتبت ساندي كرونيكل: "لا يوجد جنس آخر في العالم كله يستطيع أن يقوم بهذه الخدمات لنا غير اليهود أنفسهم... ولدينا في الحركة الصهيونية القوة المحركة التي ستجعل امتداد الإمبراطورية البريطانية إلى فلسطين مصدر فخر وكبرياء وركن مجد وقوة".
وقبل هذا الكلام دعت الصحف البريطانية الأخرى حكومتها إلى إعادة فلسطين إلى اليهود خوفاً من أن تقع في أيدي معادية ومؤذية للإمبراطورية البريطانية.
وكتبت "إيفننغ ستاندر": "لقد أوضحت المصالح البريطانية منذ وقت طويل عن ضرورة قيام دولة تكون بمثابة حاجز بين مصر وتركية، والصهيونية هي الحل".
وتجرأت الصحف البريطانية بعد صدور الوعد في 2 تشرين الثاني/ نوفمبر 1917 فكتبت على سبيل المثال جلاسكو هيرالد:" أنه سيكون للوعد أثر سياسي مباشر في أمريكا وروسيا وبولونيا والمجر". ثم أضافت:" ومن وجهة النظر البريطانية فالدفاع عن قناة السويس يتم على أفضل وجه بإقامة شعب في فلسطين ملتصق بنا، وإعادة اليهود إلى فلسطين تحت الرعاية البريطانية يضمن ذلك".
وفي هذا الصدد كتب نورمان بنتويتش:" لقد ربط حاييم وايزمن عجلة الصهيونية بنجم إنجلترا معتقداً أن بناء فلسطين يجب أن يكون شراكة بريطانية- يهودية". [10]
وشرح ماكس نوردو سبب ربط عجلة الصهيونية بنجم إنجلترا في خطاب ألقاه في احتفال جرى في "ألبرت هول" عام 1919 بحضور لويد جورج واللورد بلفور قائلا:" نعرف أيها السادة ما تتوقعونه منا. تريدون أن نكون حرس قناة السويس. علينا أن نكون حراس طريقكم إلى الهند عبر الشرق الأدنى. نحن على استعداد لأن نقوم بهذه الخدمة العسكرية ولكن من الضروري تمكيننا من أن نصبح قوة حتى نقدر على القيام بهذه المهمة".
وفور إعلان هذا الوعد سارعت دول أوروبا، وعلى رأسها "فرنسا" و"إيطاليا" و"أمريكا" بتأييده، بينما كان وقع الخبر في مناطق العالم العربي كوقع الصاعقة، واختلفت ردود أفعال العرب عليه بين الدهشة والاستنكار والغضب.
كانت فرنسا صاحبة أول بيان صدر تأييدًا لتلك المبادرة، فقد أصدر وزير الخارجية الفرنسي "ستيفان" بيانًا مشتركًا مع ممثل الجمعيات الصهيونية "سكولوف"، عبّرا فيها عن ارتياحهما عن التضامن بين الحكومتين الإنجليزية والفرنسية في قضية إسكان اليهود في "فلسطين".
وإزاء حالة السخط والغضب التي قابل العرب بها "وعد بلفور" أرسلت "بريطانيا" رسالة إلى "الشريف حسين" إمعانًا في الخداع والتضليل، حملها إليه الكولونيل "باست" تؤكد فيها الحكومة البريطانية أنها لن تسمح بالاستيطان في "فلسطين" إلا بقدر ما يتفق مع مصلحة السكان العرب، من الناحيتين الاقتصادية والسياسية، ولكنها - في الوقت نفسه - أصدرت إلى الإدارة العسكرية البريطانية الحاكمة في "فلسطين" أوامرها بأن تنفّذ أوامر اللجنة اليهودية التي وصلت إلى فلسطين في ذلك الوقت برئاسة "حاييم وايزمان" خليفة "هرتزل".
وفي عام 1918 صادق الرئيس الأمريكي ولسون رسمياً على وعد بلفور في رسالته التي بعث بها إلى زعيم الصهيونية اليهودية في أمريكا،  قال فيها:" أغتنم الفرصة لأعبر عن الارتياح الذي أحسست به نتيجة تقدم الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة والدول الحليفة ، منذ إعلان السيد بلفور باسم حكومته عن موافقتها على إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، ووعده بأن تبذل الحكومة البريطانية قصارى جهدها لتسهيل تحقيق ذلك الهدف".
بعد ذلك وافق الكونجرس الأمريكي على وعد بلفور ، وأصدر بياناً جاء فيه: "أن الولايات المتحدة الأمريكية ، تؤيد إقامة وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين ، وفقاً للشروط التي يتضمنها وعد الحكومة البريطانية، والمعروف بوعد بلفور"
أما مجلس النواب الأمريكي فقد جاء في بيان موافقته ما يلي:" حيث أن الشعب اليهودي كان يتطلع لقرون طويلة، ويتشوق لإعادة بناء وطنه القديم، وبسبب ما تمخضت عنه الحرب العالمية، ودور اليهود فيها، فيجب أن يُمكّن الشعب اليهودي من إعادة إنشاء، وتنظيم وطن قومي في أرض آبائه".
أما مجلس الشيوخ الأمريكي فقد ألقى فيه رئيس لجنة العلاقات الخارجية، الخطاب التالي:" إنني لم أحتمل أبداً فكرة وقوع القدس وفلسطين تحت سيطرة المحمديين، إن بقاء القدس وفلسطين المقدسة بالنسبة لليهود، والأرض المقدسة بالنسبة لكل الأمم المسيحية الكبرى في الغرب، في أيدي الأتراك، كان يبدو لي، لسنوات طويلة، وكأنه لطخة في جبين الحضارة، من الواجب إزالتها".
في 11 كانون أول / ديسمبر1917، دخلت الجيوش البريطانية بقيادة الجنرال "أللنبي" القدس والذي قال عبارته الشهيرة حينها:" الآن انتهت الحروب الصليبية".
بدأ تنفيذ وعد بلفور عملياً وحدثت على أثر ذلك صدامات بين العرب واليهود وتشكلت جمعيات عربية ضد المشروع الصهيوني. وعندما أراد اليهود الاحتفال بمرور عام على وعد بلفور هدد العرب بالتظاهر غير أن المندوب السامي البريطاني هربرت صموئيل هدد بإلقاء القبض على كل  من يتظاهر من العرب.
وخلال انعقاد مؤتمر فرساي في كانون ثاني / يناير 1919 قدمت الحركة الصهيونية إلى المؤتمر خطة مدروسة واضحة المعالم لتنفيذ مشروعها، دعت إلى: إقامة وصاية بريطانية لتنفيذ وعد بلفور. وأن تشمل حدود فلسطين ضواحي صيدا ومنابع الليطاني ونهر الأردن وحوران وشرق الأردن والعقبة وأجزاء من صحراء سيناء المصرية.
وبالمقابل عقد المؤتمر العربي الفلسطيني الأول في 27/01/1919 وتقرر فيه رفض تقسيم الشام إلى دويلات، مع اعتبار فلسطين جزء من بلاد الشام وليست دولة مستقلة، كما شكل المؤتمر حكومة وطنية فلسطينية.
وفي باريس خلال انعقاد "مؤتمر الصلح" بتاريخ 02/02/1919 تخلى الشريف حسين عن فلسطين مقابل الموافقة على كونه "شريف مكة" وتأييد سلطته على منطقة الحجاز والأردن من قبل البريطانيين. ووافق على اعتبار فلسطين تحت وضع دولي وليس بالضرورة أن تكون تابعة للإمارة العربية الجديدة، وهكذا تم أول تنازل عربي رسمي عن أرض فلسطين!
بعد ذلك وجه فيصل بن الحسين رسالة إلى الزعيم الصهيوني الأمريكي "فرانك فورتر" يقول فيها: "نحن العرب وخاصة المثقفين منا ننظر برغبة شديدة إلى النهضة الصهيونية، وسوف نعمل كل ما بوسعنا لمساعدة اليهود، ونتمنى لهم وطنا ينزلون فيه على الرحب والسعة".


[1] -  حاييم وايزمن، التجربة والخطأ، طبعة نيويورك- شوكن- 1966، ص: 149.
[2] -  هربت اسكويث، "شكريات وتأملات  1852-1928" ، جزء 2، ص: 71 و 78
[3] -  لويد جورج، "الحقيقة حول معاهدات الصلح"، لندن- 1938، المجلد الثاني، ص: 1115.
[4] -  نشر في الصحف البريطانية صباح 23 محرم 1336هـ - 8 نوفمبر 1917م.
[5] -  آرثر جيمس بلفور بلفور كان يعارض الهجرة اليهودية إلى شرق أوروبا خوفاً من انتقالها إلى بريطانيا، وكان يؤمن بأن الأفضل لبريطانيا أن تستغل هؤلاء اليهود في دعم بريطانيا من خارج أوروبا. وحين تولى منصب وزارة الخارجية في حكومة لويد جورج في الفترة من 1916 إلى 1919 أصدر أثناء تلك الفترة وعده المعروف باسمه " وعد بلفور" عام 1917. وكانت أول زيارة لبلفور إلى فلسطين عام 1925 حينما شارك في افتتاح الجامعة العبرية، وعمت وقتها المظاهرات معظم الأراضي الفلسطينية احتجاجاً على قراره الذي أصدره عام 1917.
[6] -  ميخائيل بار زوهر، "النبي المسلح"، حياة بن غوريون، ص: 33.
[7] -  من خطاب بلفورفي مجلس اللوردات البريطاني في 21 حزيران/ يونيو 1922 كما أورده كريستوفر سايكس في كتابه "مفترق الطرق إلى إسرائيل" ص 18-19.
[8] -  لويد جورج، "الحقيقة حول معاهدات الصلح، ص: 1116.
[9] -  المرجع السابق، ص: 1121.
[10] -  نورمان بنتويتش،  "إسرائيل الناهضة"، لندن- 1960، ص: 29.

ليست هناك تعليقات: