2012/05/23

كلّ البورة من النصراني الأب جورج صغبيني

اجرة الفلاحة للنصراني

استأجر بربر آغا عدداً كبيراً من الفلاحين لفلاحة املاكه من الزيتون في المعيصرة بيوم واحد .
وكان بين الفلاحين المسلمين فلاح واحد نصراني .
فاتفق الفلاحون المسلمون فيما بينهم متآمرين على إساءة الفلاحة لينسبوها الى النصراني فيتسببون له بذلك بقصاص من الآغا وبحرمانه من أجرته .  
جاء بربر ليتفقد الفلاحة وليحاسب الفلاحين فلم يرق له العمل . فجمعهم وسألهم عن البؤر المتروكة دون فلاحة فاجمعوا كلهم على أن البورة من النصراني .
وكانت البؤر متعددة وفي نقاط متباعدة .
فأدرك بربر سؤ نية الفلاحين واتفاقهم للإيقاع بالنصراني في حين إنه لا يمكن لفلاح واحد أن يفلح تلك المساحة كلها بيوم واحد حتى ولو كانت الفلاحة سيئة .
نظر بربر آغا الى الفلاحين قائلاً : " إذن كل البورة من النصراني ؟! "
قالوا : " نعم يا مولانا " .
فقال لهم : " انتم تؤكدون لي ان النصراني هو الذي فلح وحده كل المعيصرة ، وانتم ما فلحتم شيئاً . لذلك فأجرة فلاحة الزيتون كلها للنصراني لأخلاصه في عمله ومكافأة له على براءته من تهمتكم له وتآمركم عليه " . 
الغاية من القصّة هي: هل يوجد في لبنان بربر جديد ينقذ هذا النصراني من كلّ ما يتّهمه به من غلب على طبعه إتهام الآخرين...
وهل يوجد بربر آغا جديد يحكم بالعدل بين الناس، فلا يحابي بين إبن ملـّته وآخر.
ولنا في القصّة عِبرة.

يتبع

الأب جورج صغبيني


ليست هناك تعليقات: