2012/05/31

كتاب المدرسة الوطنية في بلدة شكا 1 الأب جورج صغبيني




بلدة شكـّا


تقع بلدة شكا على الساحل اللبناني، في محافظة الشمال- قضاء البترون. تبعد عن بيروت 86 كلم ، تبلغ مساحتها 804 هكتارات ويبلغ عدد سكانها 6997 منهم 4483 منتخبا، بحسب إحصاءات عام 2004.

خارطة شكا
يحدّ شكا من الغرب البحر          ومن الجنوب الهري وكفريا
ومن الشرق كفرحزير وبدبهون     ومن الشمال برغون وأنفه


إسم شكـّـا
ورد اسم بلدة شكا في عدة كتب وفي حقبات مختلفة، واللفظ كان معروفاً منذ القدم.
وردت لفظة "شكّى" في معجم البلدان لياقوت الحموي على أنها ولاية في أرمينيا مشهورة بصناعة الجلود. وفي التاريخ الغابر منذ القرن الرابع عشر قبل الميلاد ورد هذا اللفظ تحت إسم "شيكاتا" "Sigata". ويظهر أن شيكاتا هذه التي وردت في رسائل تل العمارنة "مع أنفة وأردة وأميون" هي بحكم موقعها الجغرافي، منطقة شكا التي كانت تقع ضمن نطاق مدن فينيقيا على الساحل اللبناني.
كما ويقول مؤلف Lignages (ص:56)، كان أول صاحب للبترون، هو ريمون داغو Raymond d’Agout أو بالأحرى جوفروا داغو  Geoffroy d’Agout المذكور عام 1115 كمالك للحصن الذي يجب أن يكون غربي موضع بيي دو كونستابل Puy du Connétable (الهري El-Héry) على منحدرات رأس شكا Ras Chaqqa (رأس تيوبروزوبون cap Théouprosopon)، في موضع برج وصفه ألبير ديكس Albert d’Aix عام 1099، والذي حلّ مكان قليعة دمرها بومباي Pompée في حملته على القراصنة "اللصوص". [1]
يروي ميشيل السوري Michel le Syrien (éd. Chabot, II, p. 246)  في رواية مثيرة كيف أن هزة أرضية عام 547 دمرت البترون وقذفت بقسم من رأس شكا في البحر أمام المدينة ما أنشأ "مرفأ رائعاً وفسيحاً قادراً على استقبال أكبر المراكب". [2]
أما في كتاب أنيس فريحه "معجم أسماء المدن والقرى اللبنانية"، فنجد أن شكا "Shukketta - Shikka" تعني الطين والحصاة والترسبات. ويقول: ربما هي المدينة التي ورد ذكرها في رسائل تل العمارنة، شكيك "Shi - ga - ta" التي تعني "الطلاء والطين".

لمحة تاريخية
إن بلـدة شكا حديثة العهد، إلا أن ذكرها ورد في التاريخ القديم بدءاً من الفينيقيين مروراً بباقي الحقبات والعصور حتى باتت ما هي عليه اليوم. أما بداية عهدها الحديث فتعود إلى زمن المتصرفية حيث اضطلعت بدور مع بروز حركة يوسف بك كرم.
كما كانـت في طليعة بلدات الشمال التي تأسست فيها لجنة بلدية عام 1895 ومن ثم مجلس بلدي، وقد تعرّضت في إبّـان الحرب العالمية الأولى للقصف البحري، كما وتأثرت بالحرب العالمية الثانية. لكنها منذ ثلاثينات القرن الماضي كانت محط أنظار رجالات الصناعة، فازدهرت ونمت بسكانها وبالوافدين إليها.
تتميز شكا عن غيرها من البلدات اللبنانية بأنها استقطبت عائلات من كلّ لبنان تمازجت بنوع فريد من التعايش المسالم فيما بينها، لتؤلف بلدة نموذجية شبيهة بصورة الوطن.
وتشكّل بلدة شكا بموقعها الإستراتيجي، نقطة اتصال هامة بين المناطق اللبنانية، كما ومحطة تقارب بين الطوائف الدينية والأفكار السياسية.

عائلات شكا
لكل عائلة في شكا تاريخها الخاص بها وأصلها المميَّز، بالإضافة إلى العائلات التي اختلطت بأنساب عائلات أخرى جاءت إلى بلدة شكا للعمل مع النهضة الصناعية فيها... ومن بين هذه العائلات:
يونس، العتيق، الراعي، الحلال، الحاج، الصيفي، شاهين، روكز، المكش، رزق، ضاهر، نافعة، المير، شلفون، رومانوس، فدعوس، حداد، الزغبي، كرم، كفوري، أبي صالح، الديري، فرح، زوين، نعمة، الهد، متري، عواد، إندلفت، منصور، درويش، إسماعيل، مانع، حرب، أبو نقولا، رزوق، فارس، المزرعاني، الشامي، سلوم، رباط، إسحق، الطويل، سركيس...

بلدية شكا
رئيسها السيد فرج الله كفوري

مخاتير بلدة شكا
السيد آرز فدعوس
السيد شليطا عازار العينطوري
السيد غازي أبي بدره


[1] - Albert d’Aix, p. 547; R. Dussaud, op. cit., p. 82; Strabon, éd. Teubner, p. 755 ; Pline l’Acien, idem, I, p. 395.
[2] - http://www.kobayat.org./، 21 شباط (فبراير) 2011. مسائل في طوبوغرافيا طرابلس، جوزف عبدالله دكتوراه في العلوم الاجتماعية، ص: 53-57.

ليست هناك تعليقات: