2012/05/01

الأب فيليب الشدياق، الأب جورج صغبيني راهب لبناني ماروني





الأب فيليب الشدياق

عرفته،
منذ كان لي من العمر أربعة عشر ربيعا
ولا يزال أسمه ورسمه
مطبوعين في برواز لوحة  الذاكرة

هذا الراهب صاحب القامة المنتصبة
كشمعدان القربان
كشموخ الأرز الذي ولد في أفيائه
يتأبّط كتاب صلاة
رفيقه الدائم
ذهابا وإيابا
وكأنّه لا ينعس لا ينام

وجهه الباسم كالملائكة لا يشحب
وحركاته الهادئة كالحبساء
وكلامه المطعّم بحكم الفلاسفة
يجذبك إليه بكلّ جوارحك

كفـّن ذاته بعباءة سوداء
كالليل حلوكها

وقلبه الناصع بياضا أكثر من الثلج
كما بهاء التجلي.

أنفرد عن الناس والرهبان
في دير ميفوق
محبسته ومنسكه

يصلي صامتا
ويتأمل كاتبا
فإذا ببعض رسائله
مدوّنات أدبية  

الأب فيليب الشدياق
معجم هو
تقرأ فيه إلى جانب الفضائل والقيم والأخلاق
العلوم والفلسفة واللغات
وتراه مع كل هذه عالما متواضعا.

هذا الذي كنت أتوق أن أراه
في أعلى المراتب الرهبانية
ترك كلّ شيء
بفضيلة الإمّحاء
والذين هم من حوله
ما عرفوا أن يغرفوا من بحر كنوزه

يحلو لك سماع أشجى الأنغام على أوتار كمانه
كما أصدق التعابير عن لسانه
فيجذبك إليه دون مقاومة

تنظرإليه دون أن تشبع عيناك
وتصغي إليه دون أن تملّ أذناك
ويسير أمامك دون أن يحدّثك عن الفضيلة
فتخشع خلفه كأنك ظلّ له

الأب فيليب الشدياق
هو من الذين امتلكوا لهم مساحة في جغرافية ذاكرتي
وستبقى ذكراه على توالي الأيام
في الرهبانية
يتوارثها الخلف عن السلف
وإلى ما شاء الله
وستبقى سيرته عابقة ببخور فضائله حيث مرّ
وكأنه في إسراء دائم
في ذاكرة الرهبانية...       

18-3-2002                                             

الأب جورج صغبيني







هناك تعليق واحد:

Joseph Salloum يقول...

لتصحيح معلوماتك : لقد أخذني العجب عندما قرأت مقالتك عن فيليب الشدياق. اود ان أقول لك ولغيرك بأن فيليب الشدياق كان pédophile وكان يمارس الدعارة مع العاملات في الدير المذكور ايضاً. لو كان في بلد متحضر يحترم مواطنيه لكان فيليب الشدياق أنهى حياته في السجن، فبالله عليك لماذا تود استهبال ذكائنا.