2012/08/23

الكلام المباح، مجلة الأميرة، الأميرة، الأب جورج صغبيني





الأميرة  [1]

هو اسم لمجلة
لا تنتسب بالقرابة لأمير
ولا هي زوجة أمير
وإن كانت زوجة الأمير أميرة
ولا ورثت عن أبيها إمارة

بل هي مجلة "الأميرة" التي صدرت بعددها الأول في آذار 2000 لصاحبها ورئيس تحريرها السيد أنطوان فريد البرمكي – بعيداً عن الألقاب وإن كان يستحقّ بأن يكون أكثر من أمير في إمارة الصحافة – الذي وهب ذاته بكليته لها فاستحوذت عقله وقلبه وماله ووقته ليلاً نهاراً فكتب كتاب قرانه عليها وباتت محور حديثه أينما حلّ ورحل...

ولدت الأميرة،
ومنذ مولدها وبعض هيرودوسيي الفكر يحاولون قتلها في مهدها كما في قصص الأنبياء
وبات عمرها سنتان،
والأبطال لا يموتون وان اعترضتهم الصعاب والنوائب وان غمرتهم الأهوال وان عصفت بهم رياح المصالح والغيرة.
فحاشية الأميرة
أخذت عهداً على نفسها
على أن تبقى أعين الناس قرطاس الأميرة
والنور إلى الأحداق مدادها
ورحم الفكر مخزونها...
تلج إلى القراء بدون استئذان
وتدخل إلى حيث هو محظور على سواها.
نزلت "الأميرة" إلى الناس كلمة
في عصر بات الكلام فيه تكسباً واسترضاء
وبقيت في جلبابها من الحسن والأدب والخبر اليقين
دون أن تصبح كسائر المتزلفات... من المجلات
وان كان حسّادها أعلنوا عليها في تقيّة نفوسهم العداء.
ما همّ!
فلن تركب "الأميرة" سفاهة المقولة.
فالذين ليسوا من أهل العفاف فتحوا أشداقهم وأبواق حناجرهم على الأميرة ليفتنوا الناس.
والذين أثوابهم مليئة بالأوحال يغارون من الأثواب النظيفة فيرشقونها بأوساخهم.
والجداء الكاشفة عن سترها تهزأ من إلية الخراف الساترة العورة.
وان أحجمت الديكة عن الصياح لتعلن شروق يوم افضل للوطن وللناس
فإن الشمس لا محال ستطل بنورها ودفئها على الجميع.
هكذا "الأميرة" كالشمس تبقى.
ولن يعطل مسيرتها أقزام فكر ومعوقو أخلاق.
حاملة البشرى السارة والخبر اليقين للناس
منتصرة لحقوق الإنسان طفلاً وشيخاً، أسيراً ومهجراً، أمّياً وجاهلاً...
كما وثائرة على أعشاش المزارع الحزبية والطائفية على حساب وحدة لبنان
وعلى التزلّف لأهل الحكم والسلطة من أجل التكسب
وعلى الارتهان لغير الوطن...
وان صمتت فطهارة منها وكرامة لقيمة الكلمة
فذاكرة الزمن تخزن في رحمها كل المقولات
ولن يبتلع النسيان الحاضر بل يخزنه إلى جيل فجيل.
فمع إطلالة السنة الثالثة،
والتزام الأميرة بمسيرة الرسالة في انتمائها وولائها للقيم الوطنية والأخلاقية والثقافية... ضمن نهج مؤسساتي يعمل من أجل خدمة المجتمع برغم الوهن الذي يدب فيه من أجل إنهاض هذا المجتمع إلى مستوى مستقبل أفضل.
فلنركب في هودج الأميرة إلى واحة الوطن.
ولا نقف على أطلال مندثرة ونتلهى بالقيل والقال.
ولا ننام على الأمجاد والعالم يستيقظ على حضارة حديثة، بات التخلّف عنها جاهلية.


مجلة الأميرة، عدد  12،  الأب جورج صغبيني  





[1] -  مجلة الأميرة، عدد  12،


ليست هناك تعليقات: