2012/08/07

الحبيس أتناثيوس الصغبيني دير حوب- تنورين الأب جورج صغبيني


الحبيس أتناثيوس الصغبيني

الأب جورج صغبيني


الحبيس أتناثيوس صغبيني

دير مار أنطونيوس حوب- تنورين 1990
لبنان 2012

 تمهيد

كثيرون كتبوا عن الحبساء والمحابس في لبنان
محابس مارونية" جدرانها ترتفع إلى السماء من دون مظلة فوقها مع أب الطائفة المارونية.
ومحابس في الصحراء مع مار أنطونيوس القبطي الصعيدي.
ومحابس في وديان لبنان لا يطالها الغزاة، ومحابس على قمم الجبال تحاكي الصقيع في الشتاء والحرّ في الصيف.
ومحابس حول الأديرة يوم كانت عامرة بالرهبان، وبقرب كلّ دير، من أديار الرهبانية اللبنانية المارونية والمريمية والانطونية، محبسة.
وكانت أديار الراهبات عامة مناسك على شبه بيت العذراء مريم في الناصرة.
محابس يعيش فيها النساك حياة نسكية محورها الصلاة والعمل في الأرض.
يعزل الناسك نفسه في محبسته:
وقلبه عن كل الشهوات،
ويأكل وجبة واحدة في اليوم،
ويمتنع عن أكل اللحم،
ولا يقصّ شعره،
وللحبيس الحق بأن يستقبل أو يمتنع عن استقبال الزائرين الذين يأتونه حتى للاعتراف والارشاد... ويمضي نهاره وليله في الصلاة والعبادة والعمل.

محبسة دير عنايا سكنها، الحبيس اليشع الحرديني شقيق القديس الحرديني. وخلفه فيها القديس شربل
وهناك محبسة دير سيّدة ميفوق
ومحبسة دير مار شليطا القطارة
ومحبسة دير سيّدة مشموشة التي توقف فيها الإستحباس عام 1957
محبسة دير سيّدة طاميش  الأب بو مارون وتقفت لزمن، فاستحبس فيها الأب يوحنا الخوند وقد نقلته السلطة الرهبانية إلى محبسة مار بولا في دير مار أنطونيوس قزحيا

وللرهبنة المريمية محابس، في أديارها نذكر منها:
محبسة مار بطرس وبولس كريم التين قرب بيت شباب.
ومحبسة مار أليشاع في وادي قاديشا حيث يرقد الحبيس أنطونيوس طربيه.
محبسة دير مار الياس شويا.

وللرهبانية الأنطونية محابس أيضا:
محبسة دير مار عبدا المشمّر في زكريت
ومحبسة دير مار سركيس وباخوس في اهدن
ومحبسة دير مار اشعيا في برمانا

الأب جورج صغبيني




















بلدة صغبين
صغبين تغمرها الثلوج
تقع بلدة صغبين في البقاع الغربي على متوسط ارتفاع 1050م. عن سطح البحر، وعلى مسافة 71 كلم عن بيروت عبر شتورا - قب الياس – خربة قنافار. مساحة أراضيها 1454 هكتاراً. وهي بلدة غزيرة المياه، يتعرج أمامها نهر الليطاني في وسط السهل.
عدد أهاليها قرابة 14000 نسمة من أصلهم حوالي 3600 ناخب.
إسم صغبين يعني الغاضبون من السريانية ومفردها "صغبو". وبرأينا إن أصل اسمها " سغبين" فهكذا كانت تكتب قديماً في السجلات الرسميّة، ويمكن أن يكون اسمها آرامياً معناه "الشعاب". وقد وجدت في البلدة بقايا أثرية منها معاصر وآبار ومغاور منحوتة في الصخور فيها شبه قناطر ومواضع للمسارج ومقاعد حجرية داخل المغاور.[1]
يحدها من الشرق نهر الليطاني ومن الغرب جبل الباروك ومن الشمال عين زبدة ومن الجنوب باب مارع.
يبلغ عدد سكانها قرابة 5500 نسمة مسجلين في دفتر دائرة نفوس صغبين.
كنائس صغبين
كنيستا مار جرجس القديمة والجديدة في صغبين
1-  كنيسة مار جرجس (القديمة والجديدة) رعائية مارونية .
2- سيدة الانتقال رعائية روم كاثوليك .
3- كابيلا سيدة النياح او "الخربانه"
4- كنيسة مار انطونيوس البادواني لراهبات العائلة المقدسة.
5- كابيلا سانت تريز الطفل يسوع .
6- كابيلا قلب يسوع.
7- كنيسة القديسة تقلا – دير عين الجوزه.
8- كابيلا الأب بشارة ابو مراد – دير عين الجوزة .
9- الكنيسة الانجيلية .
يُعمل حاليا على بناء كنيسة على اسم الحبيس اتناسيوس الصغبيني على امل تقديم ملف تقديسه في روما.
صورة قديمة من صغبين حول كاهن الرعية
كتاب عن  مدرسة صغبين مراجعة النصّ



بلدة تنورين
لفظة تنورين[2] سريانية، وهي مثنّى لفظة تنّور حيث يُصنع الخبز. ربما لأنه كان يوجد تنوران في البلدة فتسمّت بهما.
تحتلّ تنورين مساحة جغرافية توازي 3 في المئة من مساحة لبنان. ففي الشمال تمتدّ من دوما وجبل فغري الى حدود اليمونة، ومن حدود العاقورة الى حدود بشرّي وحدث الجبّة. وتقع البلدة بين وادي القديسين ووادي نهر ابراهيم وبين أفقا وأرز الرب.
في تنورين آثار كثيرة، وفي وطى حوب، بالقرب من مزار للسيدة العذراء منحوتة قديمة تمثّل رجلاً واقفاً بين صغيرين، ويصف الباحث رينان هذه المنحوتة لكنه لا يعيدها الى حقبة زمنيّة معينة. وتضم البلدة هيكلين يونانيين: الأول هيكل زوش في تنورين الفوقى والآخر في اللقلوق. الأول ذكره الخورأسقف يوسف داغر قائلاً: "منذ عام 1936، نبش الفعلة قرب بيت الخوري سمعان مطر، بقايا هيكل فيه الحجارة المتقنة النحت وجرن كبير في وسط فسحة مبلّطة حولها مقاعد من حجر. ووجدت بين الأنقاض عملة قديمة منها ما نقش عليه اسم الإسكندر ورمز الإله المشتري في يمناه رمز الصاعقة، وفي يسراه صولجان. ومنها ما كتب عليه: اسكندر الملك، والإله، والأب العطوف... ومنها ما نقش عليه اسم سلوقس، ورأس متوج، وأبولون عريان قابض على حربة، ومنها ما كتب عليه اسم انطيوخس، المكلل بالغار، والمشتري، ومنها ما صوّر عليه إله الحظ نافخاً بالبوق...".
في تنورين كنائس وأديار ومناسك كثيرة وهي تتوزع على أنحاء البلدات والقرى التابعة لها. ويصل عددها إلى 25 كنيسة رعائية وأخرى صغيرة أو مهجورة. ففي تنورين التحتا كنيسة على اسم القديس انطونيوس الكبير. وفي الوادي كنيسة مار يعقوب، وفي وطى حوب كنيسة مار ضوميط وكنيسة سيدة الحارة، وهنالك كنيسة سيدة البشارة في شاتين وكنيسة مار سركيس في بلعا، وكنيسة على اسم سيدة الانتقال في تنورين الفوقا. ويبلغ عدد سكان تنّورين حوالى 40 ألف نسمة.
وفي منطقة حوب دير كبير على اسم القديس انطونيوس الكبير يعود تاريخ بنائه الى ما قبل عام 1500، وكان حينها على اسم السيدة العذراء. أقام فيه الرهبان العبّاد إلى أن تسلّمته الرهبانية البلدية سنة 1766، من الأمير يوسف شهاب فانتقل الرهبان للسكن في الدير بعد أن رمّموه عام 1787.
دير مار أنطونيوس حوب   [3]
صورة للدير من جهة مدفن ومزار الحبيس
"حوبو" لفظة سريانية تعني الحبّ. اشتهرت المنطقة بهذا الاسم لأنها كانت منتزها وملتقى العاشقين بين أشجار الجوز والينابيع.  هذه المنطقة تابعة لبلدة تنورين تعلو عن البحر 1400 متر.
عرض الشيخ سليمان بو نصر الهاشم العاقوريّ على الرهبانيّة أن يسلّمها "مزرعة" حوب، لتنشئ فيها ديرًا. وتنازلت أيضا السيّدة أمّ فضل وولداها الشيخان: مسبر وقبلان الخازن، سنة 1719، عن حصّتهم في وقفيّة الشيخ سليمان.
وسنة 1714 عرض أهالي تنوّرين على مؤسّس الرهبانية الأب العام عبدالله قرأعلي أن يسلّموه وقف مار ضوميط- وطى حوب، مقابل أن تقوم الرهبانيّة بتعليم أولادهم. إنّما لم تبدأ الرهبانيّة بإنشاء ديرٍ في الأملاك الموقوفة إلاّ بعد القرار الذي اتّخذه مجلس المدبّرين العامّين، سنة 1736.
أنشأت الرهبانيّة، سنة 1749، ديرًا على اسم العذراء مريم، في "وطى السيّدة"، على أنقاض كنيسةٍ قديمة. وفي سنة 1766، أوقف الأمير يوسف شهاب خرائب مار يعقوب الوادي ومار أنطونيوس- حوب للرهبانيّة.

كنيسة محبسة مار جرجس حيث استحبس الأب الصغبيني
وبعد الانتهاء من بناء الدير، بدأ الرهبان، سنة 1787، بإنشاء محبسةٍ على أنقاض كنيسة مار جرجس الشهيد، الواقعة في الجهة الغربيّة- الجنوبية من الدير. وقد استحبس فيها الحبساء:
يواكيم الزوقي توفي سنة 1848
أثناسيوس الصغبيني توفي سنة 1881
مرقس داغر التنوّري توفي سنة 1916 

اثناسيوس الصغبيني

 الأب الحبيس أتناثيوس الصغبيني
لا نعرف الكثير عن الحبيس الصغبيني إلا مولده  1786، ووفاته سنة 1881 في محبسة مار جرجس- تنورين، وبعض بقايا أوراق يرد فيها إسمه سنوردها تباعا في سيرة حياته
ورد إسم الأب أتناثيوس صغبيني  في مجمل جمهور دير مار مخايل بنابيل بتاريخ 1/11/1838 يوم إنتخاب مندوب للمجمع العام عن الدير المذكور.
المطران عبدالله البستاني يكلـّف الأب أتناثيوس صغبيني بسرّ التوبة والتفسيحات...وإشراك المؤمنين بالورديّة المقدسة بتاريخ 20 آذار 1841.
لا نعرف بالحصر تاريخ مجيء الأب أتناثيوس إلى دير مار أنطونيوس حوب ولا زمن دخوله محبسة مار جرجس التابعة للدير.
توفي ودفن في دير مار أنطونيوس حوب بتاريخ  30/11/1881". [4]
الطابق السفلي هو البيت الذي ولد فيه الحبيس أتناثيوس سنة 1786، وتحته "مراح" الماشية والخراف والدجاج. أمّا الطابق العلوي فهو بناء حديث أضيف لأحقا.
كنيسة مار جرجس في صغبين التي تعمّد فيها الحبيس أتناثيوس صغبيني


ورد إسم الأب أتناثيوس صغبيني  في مجمل جمهور دير مار مخايل بنابيل بتاريخ 1/11/1838 يوم إنتخاب مندوب للمجمع العام عن الدير المذكور وكان عدد الرهبان سكان الدير 31 راهبا وقد ورد إسم الأب أتناسيوس في أول الأسماء
أيها الأباء الكلي وقارهم
نعلمكم أن مجمعنا الذي صار في دير مار ميخاييل بنابيل قد صار في اول تشرين الأول في سنة ألف وثمانماية ووثمانية وثلاثين قد انتخب برأي الجمهور الأب حزقيال المتيني المكرم لينضم على امجمع العام صحبة ريسنا باسم كافة جمهور الدير فلذلك قد فوضنا له سلطانا ليفعل عوضا عنّ في المجمع العام فرداً وإجمالاً جميع الأمور التي كان يمكننا أن نفعلها لو كنا حاضرين ونحن نرضى ونقبل مما في المجمع المذكور حرر في 1 تشرين 1 سنة 1838.

لا نعرف بالحصر تاريخ مجيء الأب أتناثيوس إلى دير مار أنطونيوس حوب ولا زمن دخوله محبسة مار جرجس التابعة للدير. ولكنه كما ورد في روزنامة الدير، إنتقل إلى رحمته تعالى بميتة صالحة مطابقة لسيرته المقدّسة. [5]

المطران عبدالله البستاني يكلـّف الأب أتناثيوس صغبيني بسرّ التوبة والتفسيحات...وإشراك المؤمنين بالورديّة المقدسة بتاريخ 20 آذار 1841
إعلام لكلّ ناظر
إنه قد صرفنا ولدنا القس أتناسيوس السغبيني اللبناني بخدمة سر التوبة وأذناه أن يسمع إعتراف المؤمنين ويحلهم من جميع خطاياهم بسم الأب والإبن والروح القدس، وأذناه أن يحلّ من كلّ حرم ما عدا المحروم باسمه الخصوصي منّاأو من رئيسه المألوف والمحروم بسلطان أعلى ، وأذناه يفسح من موانع الزيجه الخفيه الصادره عن ذنب، وأذناه يشرك بالوردية المقدسة ويكرّس الأواني والملابس البيعية الغير محتاجه إلى ميرون. وأن يمنح غفرانا كاملا للمشرفين على الموت بموجب الرتبة المعيّنة في النولسي الحرفيه حسب رتية طايفتنا المارونية. ولبيان المنحه حررنا بيده هذا الختم في 20 آذار سنة 1841.
الحقير عبدالله البستاني
     مطران صيدا














 

صورة للحبيس داخل القبر- المزار
جاء في مجلة أوراق رهبانية: "الراهب اللبناني الماروني الحبيس شفيع الرعاة والفلاحين، ولد في صغبين سنة  1786، توفي ودفن في دير مار أنطونيوس حوب بتاريخ  30/11/1881". [6]
المدفن- المزار
المذبح داخل مدفن الحبيس
المدفن الحالي فوق المزار حيث لا تطاله أيدي الزوّار
بلاطة على ضريحه تخبر سيرة حياته
+
في هذا المزار
وضع جثمان الراهب اللبناني الحبيس
أثناسيوس الصغبيني
في 20 تشرين الأول 1881
بإصرار من أهالي حوب وتنورين والجوار
للتبرك إذ توالت المعجزات بشفاعته
+++
بعد خمسة وأربعين عاما
نقل النقل الجثمان سالما عام 1926
إلى المغارة القائمة فوق المزار
بأمر من المثلث الرحمات
غبطة البطريرك الياس الحويك



البطريرك الحويك يدعو لتكريم رجل الله الحبيس أثناسيوس الصغبيني
رسالة من البطريرك الياس الحويّك إلى رئيس عام الرهبانية الأباتي اغناطيوس التنوري لتكريم قديسي الرهبانية ومنهم رجل الله الحبيس أتناسيوس الصغبيني في دير مار أنطونيوس – حوب ورد فيها:
نصّ الرسالة:
حضرة ولدنا الأباتي اغناطيوس التنوري رئيس عام الرهبانية اللبنانية المارونية الجزيل الإحترام  
غب إهداء حضرتكم البركة الرسولية بوافر الشوق إلى مشاهدتكم على كلّ خير وعافية والدعا بتوفيقكم نأمر بأن توجهوا من قبلكم من يهتم بدفن جثة كل من عبيد الله الأب دانيال الحدثي في دير مار سركيس وباخوص قرطبا ورجل الله الحبيس اثناسيوس الصغبيني في دير مار أنطونيوس حوب وأن يكون ذلك بطريقة رسمية تقيدون محضرها في روزنامة الدير بعد صورة مرسومنا هذا وأن يجعل كل منهما في قبر خاص يكتب عليه إسمه. ونأمر أن تضعوا سجلات في كل دير من أدياركم حيث يوجد رهبان وحبسا راقدين برائحة القداسة ويزورهم المؤمنون ولا سيما في دير كفيفان ودير مار مارون عنايا ومار يوسف الضهر وتأمروا رؤساء هذه الأديار أن يدوّنوا أسماء الزائرين والآيات التي تحدث لهم بشفاعة رجال الله أية كانت ويوقعوها بتوقيع الزائرين أنفسهم وإذا كان هؤلاء أميين فليدونوا ذلك ويشهدوا عليهم شهودا وتأمروا الرؤساء بإجراء ذلك بأمر الطاعة المقدسة. وننهي أشد النهي الرهبان من أن يتسامحوا مع أحد المؤمنين بإجراء ما يشعر بالعبادة العمومية لأحد من عبيد الله المعروفين أو لسواهم من رجال الله.




مخطوط بيد الحبيس الصغبيني
Author  يوحنا كلاوديوس:
Title : science théologiqueالعلم اللاهوتي الكتاب الخامس الجزء 12--16
Level : item  / Reference : USEK_MS_667
Notice types :Manuscript
Organization :Bibliothèque de l'Usek (Jounieh, LEBANON)
Language :ArabicMaterial Lang 1 :Garshuni -Date :1835 , 1835
copyist الأب اثناسيوس صغبيني اللبناني :









كُتب عن الحبيس
منية القلوب في  سيرة حبيس حوب، نبذة من حياة رجل الله الأب مرقس التنوري الحبيس،  بقلم الأب ليباوس داغر التنوري اللبناني، بمطبعة القديس بول في حريصا(لبنان) سنة 1920
اتناثيوس صغبيني الراهب اللبناني الماروني شفيع الرعاة والفلاحين، صغبين 1786- حوب 30/11/1881، تأليف إسكندر شديد[7]، منشورات أوراق رهبانية– عدد 13  الكسليك- لبنان 2002، مراجعة وتقديم الأب جوزف قزّي.
رهبان من صغبين
يقول الأديب اسكندر شديد ابن بلدة صغبين في كتابه عن القديس أتناثيوس الصغبيني:" احتلت صغبين موقعا متميزا في دائرة النفوذ المباشر لإمارة الجبل التي كان امتدادها الطبيعي البقاع الغربي ووادي التيم".[8]
لم تكن بلدة صغبين بعيدة في مناخ الإيمان عن سيرة الأحبار والكهنة والرهبان. وهي تحفظ بذكرى عطرة لكثيرين خدموا على مذبحيها. وعلّموا في مدرسة رعية مار جرجس التي أشرف عليها الرهبان الجبليون منهم:
1- الأب جبرايل الخوري الكبير
2- الأب دانيال
3- الأب عمانوئيل الصغبيني الذي لاقى ربّه في مدرسة صغبين في 22 أيلول 1882. وقد ذكر الأب الكفري أنه مات ميتة مقدسة كسيرته المقدسة الطاهرة المشهورة ولذلك أخذت الناس ثيابه بركة.
وقد أعطت صغبين للرهبانية مجموعة من خيرة شبابها تميزوا بالفضل والقيم والقداسة نذكر منهم:
4ـ فنيانوس نذر في دير طاميش في 20/6/1744 وعمره 18 عاما.
5- اندراوس نذر في دير كريم التين قرب بيت شباب في 21/6/1744 وعمره 17 عاما.
6- سرابيون نذر في دير رشميا في 15/8/1746 وعمره 17 عاما. توفاه الله في دير مار موسى الحبشي في 22/4/1767 عن عمر 38 عاما.
7- عمانوئيل نذر في دير حوب في 20/9/1820 وعمره 20 عاما ترأس على دير طاميش (1832- 1838) وعلى دير مشموشة (1847-1850) ودرّس في مدرسة أنطش صغبين حيث توفاه الله في 22/9/1882 عن عمر 82 عاما.
8- نعمة الله نذر في دير طاميش في 17/1/1835 وسيم كاهنا في 17/3/1842 . توفاه الله في دير مشموشة في 2/11/1852 .
9- سمعان توفاه الله في دير الناعمه في 5/4/1780
10- نوهرا توفاه الله أخا في دير قزحيا في 27/1/1833
11- إسطفان توفاه الله في دير الناعمة في 15/8/1844
12- أنطون ترأس على دير سير (1838- 1842) توفاه الله في آذار 1862.
13- أتناثيوس[9] ولد سنة 1786 سيم كاهنا في 19/10/1826 في كنيسة مار يوسف الدبيه على يد المطران عبدالله البستاني وكان له من العمر نحو أربعين عاما. أقام في مدرسة المتين وكان في دير المعوش بتاريخ 5/9/1838 وكذلك في دير بنابيل بتاريخ 1/10/1838.  توفاه الله حبيسا وقديسا في دير حوب في 30/11/1881 عن عمر 95 عاما. وقد أجرى الله على يده الكثير من العجائب.
14ــ نعمة الله توفاه الله كاهنا في دير بير سنين المعوش في 1/8/1927.[10]
15- الأب أمبروسيوس الصغبيني المخلّصي وُلد في صغبين، أبرز نذوره الرهبانيّة  في ٥ آذار ١٨٥٠، سيم كاهنًا في ٢٤ آذار  ١٨٥٦، قتله الدروز في صيدا قرب كنيسة عبرا في ٢١ أيّار في أحداث سنة ١٨٦٠. [11]

ورد إسم الأب أنطون السغبيني والأب عمانوئيل صغبيني في دير طاميش 5/10/1838
ورد إسم الأب نعمة الله سغبيني في دير مار مارون المعوش  5/9/1838
رهبان وراهبات من آل صغبيني
الأب جورج صغبيني من يلدة الطيبه- بعلبك في الرهبانية اللبنانية المارونية
الأب نعمةالله صغبيني من رياق في الرهبانية اللبنانية المارونية
الأب نقولا صغبيني من جنسنايا في الرهبانية المخلصية
الأب جوزيف صغبيني من جنسنايا في الرهبانية المخلصية
 الأب ميشال صغبيني في الرهبانيّة الأنطونيّة المارونيّة
الأخت ماريز سمير صغبيني من بلدة الطيبه- بعلبك في جمعية راهبات الناصرة

الحبساء اليوم
محبسة دير ما انطونيوس قزحيا وهي من أقدم المحابس التي تأسّست في الرهبانية اللبنانية المارونية، ومرّ عليها اكبر عدد من الحبساء يقدَّر بـ31 حبيسا  ومنه من أصبحوا بطاركة.
واليوم يسكنها حبيسان هما: الأب يوحنا خوَند، والأب انطوان رزق.
وفي محبسة سيّدة حوقا في وادي قاديشا يستحبس الأب داريوس الكولومبي.






عجائب الحبيس الصغبيني
ورد في كتاب منية القلوب في  سيرة حبيس حوب[12] :















من كلمة الاستاذ اسكندر شديد بتاريخ 24/07/2010 في صغبين
صحيح أنّ لصغبين أثرًا وكبيرًا جدًّا، في تاريخ هذه الأرض، منذ ما قبل المسيح، وحتّاه وبعده. وصحيح انّ المسيحيّة المتأخّرة، الجليّة لنا، في صغبين، أعطت منارات نعرف البعض منها، ولم يتّصل بنا خبر بعضٍ آخر. وصحيح أنّ السلسلة المتينة من الإيمان المبني على صخرتَي سيّدة الانتقال ومار جريس، لا يمكن أن تنقطع. تمرّ بجمودٍ عابر، تضطرب، تتهدّد، لكنّها لا تنقطع، وتعود إلى إشعاعها. إنّما دون ذلك جدّية ومسؤوليّة، وجهد وكثيرٌ من صلاةٍ...
الأب الحبيس أثناسيوس الصّغبيني، بشارة جريس أبو مارون، الناثر عطايا الله إلى خلقه من محبسة دير مار أنطونيوس حوب، في حياته وبعد ارتحاله إليه عام 1881.
وخرّجت الأب عمانوئيل الصّغبيني الذي مضى إلى سمائه عام 1882، معلّمًا في مدرسة أُنطُش مار جريس، تاركًا بين أيدي المصلّين لراحة نفسه، يوم وفاته، ذخائر ثيابه قبل مواراته تحت المذبح. وقد كتب عنه الأب الكفري أنّه"مات ميتة مقدّسة كسيرته المقدّسة الطاهرة المشهورة"....









مسلمة في زيارة للحبيس الصغبيني كتبت بتاريخ   4/3/2007:
مهداة، الى جلنار
الى كل المرضى الذين يقاومون من أجل الحياة الى كل من يؤمن بأن الله واحد في كل الاديان في زمن التطيّف والتمذهب "ويل لأمة كثرت فيها طوائفها وقل فيها الدين" ما أروع وصفك يا جبران النبي، حال أمة ما فتئ دم ابنائها يراق على مذبح العصبيات، يتطاعن اهلها ويتقاذفون بعضهم بعضاً بالشتائم وسقط الكلام، وكل باسم الدين يطعن، وكل يدعي ان الحق والألوهة الى جانبه! بات الله سلعة في مزاد التحزبات، فيما هو ينظر من عل، وقد عقدت الدهشة حاجبيه! أين هو الايمان الحقيقي وسط هذا اللج المتلاطم من العصبيات؟
بدت دعوة احد الاصدقاء اليّ، صبيحة يوم من ايام كانون، لزيارة دير مار انطونيوس– حوب في تنورين، واضاءة شمعة، على نية شفاء قريبته بمثابة هدية من السماء... أنا التي لا انتمي الى دين المسيح، لطالما وجدت في سيرة هذا النبي ما يشدني اليه... رأيت فيما رأيت فيه رسول سلام، ومحبة، وغفران. ينابيع اممية ثلاثة تكفي لكل الناس من كل المشارب، ولا يمكن لأي قلب مهما كانت هوية صاحبه. ان يغتسل من الدنس، من غير ان يغرف منها ما يكفي لتطهر روحه وتصفو. هكذا ارغب في ان افهم الاديان بالمطلق، وهكذا افهم المسيحية في الجوهر. وعلى هذا النحو من البساطة البعيدة من التكلف والتفلسف والتمذهب، اما الطقوس فليست اكثر من تفاصيل لم يسبق لي ان زرت ديراً في حياتي. اما الكنائس فكثيراً ما قادتني اليها مناسبات الفرح، والعزاء، تلبية لواجبات تحتمها العلاقات الاجتماعية والانسانية في بيئة مختلطة على نحو ما هو حاصل في بيروت الكبرى. وقدّر لي ان ابني صداقات مع اطياف مختلفة من الناس بصرف النظر عن هويتهم الطائفية او المذهبية.
ولطالما سكنني ايمان باننا لن نبارح الجاهلية المقيمة في عقولنا ونفوسنا رغم مظاهر العصرنة والحداثة، ورغم الشهادات العليا المتصدرة جدران بيوتنا ومكاتبنا، ما بقي انتماؤنا الأعلى الى الطائفية القبلية البغيضة، مثلما آمنت ان اعلاء شأن المواطنة، يجسد حالة ارتقاء حضاري لم يتسن لنا ان نتوصل اليه في هذا اللبنان، رغم فئة غير مسموع صوتها، تغرد خارج السرب.
كان طقساً ربيعياً سطعت شمسه، عندما انطلقنا انا والصديق طوني من بيروت في مشوارنا صوب الدير في اعالي بلدة تنورين، زادُنا ثلاث شمعات اثنتان منهما حمّلته جارته اياهما لاضاءتهما في دير مار مارون في عنايا، أما الثالثة فلاضاءتها في محبسة مار جريس في دير مار انطونيوس – حوب، والصلاة على نية شفاء جلنار، زوجة اخيه بيار التي تعاني من مرض عضال وتصارع الألم بصلابة وكبر.
جلنار، الصبية الثلاثينية الحلوة، ربة العائلة الصغيرة المتآلفة، تصر منذ سنوات على التمسك بمعاني الحياة بكل ما آتاها الله من قوة، زادها ايمان عميق وارادة قوية تحرضها على المواجهة، اقله من اجل اولادها الثلاثة الذين لا يتجاوز اكبرهم اليوم سن المراهقة، مار مارون، مار انطونيوس، مار جرجس، رموز قداسة مسيحية وجزء من تراث لا عهد لي بمقاربته، وان بدا أليفاً في مسمعي وبصري بحكم البيئة الواحدة. لطالما آمنت ان معرفة ما هو مختلف، مصدر غنى في ذاته، وهو ما أحرص عليه عقيدة وممارسة...
يوم الاديار الطويل، ما يزال في منتصفه، والطريق من عنايا الى دير مار انطونيوس– حوب في بلدة تنورين، تمتد عشرات الكيلومترات في منطقة لم تطاول طبيعتها بعد، يد الانسان بالتهشيم، فبدت متألقة بعذريتها، تياهة بخضرتها الازلية. مع وصولنا الى باحة الدير الهانئ في حضن السكون وترجلنا من السيارة، لفح وجهينا هواء بارد منعش. اخبرني طوني ان المرة الاولى التي قصد فيها هذا الدير، كانت بمناسبة زواج اخيه بيار، الذي يواجه اليوم بشجاعة وتفان، لحماية جلنار وحضانتها في صراعها الشرس مع المرض. وها هوذا طوني الطبيب الشاب، يحمل بيده شمعة جلنار، لاضاءتها في مبحسة مار جريس التابعة للدير، وفي قلبه ايمان عميق اشاركه فيه، بأن الله لن يخذل زوجة اخيه وسيأخذ بيدها لا محالة الى بر الشفاء. الا يقال بأن الايمان يفعل العجائب؟
مع وصولنا الى مدخل الدير، طرقنا الباب المفتوح على مصراعيه، فجاوبنا الصدى. في الممشى حيث ولجنا مشينا رويداً نتلمس طريقنا، فقادتنا خطانا الى قاعة ذات اضاءة خفيفة بناؤها من حجر عقد، تتوسطها مائدة خشبية مستطيلة الشكل صُفّت حولها كراس عدة. ذكرني مشهد القاعة بلوحة "العشاء السري" التي تأملتها يوما وحولها تلامذة المسيح. لكن طاولة الدير بغير تلامذة الآن، بيد ان صوتاً تناهى الينا من غرفة مجاورة. رفع طوني صوته محيياً، ليلفت نظر المقيمين الى وجوده، فتأهل به احدهم من حيث هو. تبعنا مصدر الصوت، لنجد انفسنا في المطبخ. كانوا ثلاثة اشخاص، سيدتان تقومان على الخدمة، والراهب الاخ نعمة الله ديب الذي كان يتناول غداءه آنذاك. بثوبه الاسود الطويل، ووجهه البشوش، رحب بنا الراهب ترحيباً جميلاً قبل ان يعرّفه طوني عن نفسه وعني وعن الغرض من زيارتنا، ابى الاخ نعمة الا ان نشاركه غداءه المكوّن من طبق يخنة بازلاء ورز، ففعلنا على سبيل الممالحة. حول المائدة تبادلنا اطراف الحديث، فذكّره طوني بالمرة الاولى التي زاره فيها لسنوات خلت، بيّن الراهب عن ذاكرة قوية، بسؤاله طوني عن أهله، وعن العديد من ابناء بلدته صغبين – البلدة التي شبهتها ما ان رأيتها يوماً، بالحسناء الشامخة، المنتشية بتغميس قدميها الناعمتين ببحيرة القرعون– قاد الحديث عن صغبين واهلها، الى تناول حبيسها الاب اثناسيوس الصغبيني الذي يؤمن اهل الضيعة بكرامته وبعجائبه، ويقوم ضريحه في غار صغير يقع الى جانب الدير، وكان ان توجهنا الى مقام الحبيس فور انتهاء الغداء، حيث اضأنا شموعاً في الغار الذي اسود سقفه لكثرة ما احترقت في حضرة حبيسه من الشموع. دعونا امام الضريح كل بما يمليه عليه ايمانه، لشفاء جلنار وكل المعذبين في هذه الارض. يبقى ان الشمعة الام التي حملتها جلنار لطوني لاضاءتها في محبسة مار جريس ما تزال تنتظر اللحظة التي تضاء فيها، والطريق الى المحبسة التي تبعد عشرات الامتار تقتضي الصعود في الوعر في ما يشبه الممرات الطبيعية بين الاشجار والنتوءات الصخرية بحيث لا يتسنى اجتيازها لاكثر من شخص في آن. حذرني الراهب مسبقا من وعورة الدرب، وهو الذي يحفظ كل خطوة منها عن ظهر قلب فطمانته الى ان قدمي على قد الحمل الا ان طوني أصر ان اتقدمه في المسير احتياطا لزلة قدم ما– من يدري! حوالي ربع ساعة من التسلق اوصلتنا الى مطل يشرف على محسبة مارجريس التي تخضع حاليا للترميم. بناء حجري متواضع دعكته الايام حتى اغبرّ لونه ومال الى الصفرة لا اعلم لماذا اوحى لي مشهده بمشهد انجيل عتيق تآكلت اطراف اوراقه واصفرت. كان والد طوني يواظب على تلاوة ما فيه صبحا ومساء على مدى عقود من عمره وما زال يتمسك به تمسكه بولد من اولاده.
مع انحدارنا الى حيث المحسبة وقبل ان يفتح الاخ نعمة الله بابها الخشبي توقفنا انا وطوني لدقائق امام طبيعة تناجي من سحرها خالقها هنا في هذا الموقع الذي يرتفع عن سطح البحر ما ينوف على الف واربعمئة متر تستطيع اذا ما رفعت يدك ان تطال وجه السماء! واذا ما مددتها تطال الجبال الرائعة التي تحتضن تنورين بارزها الدهري الشامخ وبيوتها القرميدية الجميلة اما اذا امعنت النظر فان زاوية من المشهد المنبسط امامك تخطفك الى حيث يبتسم البحر بأزرقه الهادىء، ياه!... قد تكون الصلاة في مثل هذا المكان اقرب الى قلب الله وكل ما حولنا من جمال والق يسبح باسمه وربما يدير لدعائنا آذانا صاغية من يدري؟
بدت دقائق التأمل كأنما هي ساعات ومع دوران قبضة باب المحسبة بيد الراهب التحقنا به للتو. لا يختلف مشهد المحبسة من الداخل ببساطته عن مظهرها الخارجي. ها هنا مقام يوحي بايمان فطري وبمسيحية ما تزال محتفظة بعذرية البدايات كأنما هي طالعة من رحم تاريخها اذ لا بهرجة ولا زركشة ولا فسيفساء ان هي الا غرفة حجرية مستطيلة الشكل يتصدرها مذبح وتصطف فيها كراس خشبية. قبل ان يستقر بنا المقام طلب الاخ نعمة من طوني ان يعطيه شمعة جلنار لاضاءتها وكان أن وضعها على الارض الى يمين المذبح وطلب مني اضاءتها ففعلت ثم رفع صوته بالصلاة بعد ان وقفنا امام المذبح. كان طوني يردد مع الراهب بخشوع وشغوف صلوات حفظها لغة وطقوسا عن ظهر قلب اما انا فناجيت الله على طريقتي وخاطبت في قلبي امرأة– أُمّا تحمل فوق رأسها اكليل شوك، قلبها ينبوع حب، حضنها مهد لفلذات ثلاثة ولزوج رائع صبية تواجه الداء بضوء عينيها وقوة ايمانها ليس الا.
مع انتهائنا من الصلاة اصر الاخ نعمة على اهدائي نسخة من كتاب يحكي سيرة الحبيس الصغبيني كان موضوعا امام المذبح واخرى من انجيل يوحنا فتقبلتهما منه شاكرة. وبخروجنا من المحبسة اقترح طوني على الراهب ان يتصل بجلنار للاطمئنان عنها واثقا ان اتصالا منه سيفرح قلبها وهكذا كان. بعد المحادثة التي استمرت لدقائق تحدث الراهب باعجاب عن صفاء صوتها ومعنوياتها المرتفعة وايمانها الصلب فأيده طوني بالقول بأنها في صراعها مع المرض تعيش حالة نقاء وصفاء ومصالحة مع الذات.
مع ايفاء نذر جلنار قفلنا راجعين الى الدير عبر طريق ترابية فرعية. اصر الاخ نعمة على استضافتنا الى فنجان قهوة وأبى حين خروجنا الا ان يرافقنا الى باب السيارة وعلى لسانه سلام من القلب الى جلنار والاهل ودعوات طيبة لنا بالتوفيق وبسلامة الوصول.
كانت الشمس مشرفة على المغيب حين انطلقنا في طريق العودة الى بيروت. حالة من الصفاء تسكننا كمن استحمت روحه في مظهر فاقتصر كلامنا على مدى ساعة ونيّف على ما قل ودل. ومع وصولنا الى بيروت تناهت الى مسامعنا أنباء مقلقة عن احداث شغب اتخذت طابعا مذهبيا في بعض مناطق العاصمة. نظرنا الى بعضنا البعض أنا وطوني تذكرنا اننا فارقنا للتو قطعة من سماء وانحدرنا الى حضن أمة "كثرت فيها طوائفها وقل فيها الدين".[13]

"مشوار القداسة" يلقي الضوء على سيرة حياة الأب أثناسيوس الصغبيني.[14]
ناسك ترفّع عن دنايا العالم، أطاع الكلمة وعاشها. تقدّس بممارسة الفضائل ونشر عطر الله من محبسة مار جرجس قرب دير مار أنطونيوس حوب.
الأب أثناسيوس الصغبيني الذي ربح السماء، نمشي معه مشوار القداسة في وثائقي مع مي منصور.
وصلنا إلى السماء متى إلى الوطن!
تترك القداسة أثرها في الصخر، والشجر، وأجنحة العصافير، وفي الغيم الهاطل والعابر، وألوان المواسم. وتسكن في هدأة القلوب الراجية استقبال الله.
ليس كلاما للمناسبات القول ان لبنان ارض قداسة وقديسين. كان كذلك يوم دخل مسارات البشارة زمن المسيح والرسل والتلاميذ. ويوم تعمّد مرارا بدماء الشهداء، شهداء الايمان.
وها هو بعد ألفي عام تغزوه بشاعات الأجساد والنفوس من داخل وخارج، فيصفح ويُصلّي ويتعبّد، ويُطلِع اكثر فاكثر أحباء للملكوت، شفعاء لشعبه، أمناء على وزناته.
لبنان الخادم الأمين الصالح، الساهر على زرعه، المترقّب أيام الحصاد، هو لبنان الحقيقي المنزّه من كل زيف، النقي الطاهر المغمور بفرح القيامة.
انه لبنان الآخر، نعاينه اليوم طوباويا مع أبونا يعقوب، صلب العقيدة، صبورا، مثابرا في محبّته، زائرا بيوت الفقراء، آويًا مَنْ لا بيوت لهم، كاشحًا دموع الأسى والوحدة والبؤس عن عيون وعيون، بانيًا صروح عبادة وخدمة هي قبل سواها معجزة معجزاته.
ثمة قداسة يأتي بها التوحّد والتهجّد والتكفير عن الذات والقريب. وثمة قداسة تذهب الى القريب وتفكّ أسر الشر عنه.
والاثنتان خيمتهما المحبة، وجنيهما واحد، قِطَعٌ من السماء على الأرض، تُزهِّر الأرض، تُحلّيها، وتصعد سفيرة لها، الى الجالس على عرش السماوات والأرض.
مع قديسينا ترتدي المادة ثياب العرس، تتحوّل، تبطل كثيفة، تصير إعجازًا.
هكذا استحال الماء زيتاً في مصباح شربل. ورأت رفقة عبر عماها. وسار نعمة الله مُصلّيا في الهواء. وملأ أثناسيوس الصغبيني سلّته ماء وجاء بها ليسقي عطش إخوته الرهبان في دير حوب. والأب بطرس منصف يُرحّب بزوار مدفنه في دير الأحمر مالئاً أرجاء المكان بعطر البخور والزهور. وماذا عن بطريركنا الدويهي، وعن الأخ إسطفان، ومئات وألوف سواهما؟
لقد كانوا أبدًا خميرة الغد الثاني، والدعوة الى المحبة والتواضع والرجاء الذي ما بعده رجاء.
آثارهم باقية في نعمة احتمال الناس مكاره ليل الوطن الطويل، وصمودهم بأفعال الايمان والرحمة والتناصر، في وجه إغراءات الفراغ المحيط بهم، وتلك الشراسة في إرغامهم على الاستسلام والتساوي بخفيفي الخطى نحو كل ما هو زائل.
ذروة الشجاعة التسليم لمشيئة الله. التسليم المطلق حتى الموت.
هذا تعليم عمره ألفا عام. لا نزال نحن في تهجئة حروفه، وقديسونا حفظوه، ومارسوه الى غايته.
للقديسين دائمًا لغة أُخرى، تعبير آخر، وكذلك اهتمامات وأهداف. منطق الدنيا يقول هذا.
لكننا نفوز حقاً، يوم نأخذ بلغتهم وتعبيرهم، الى اهتماماتهم واهدافهم.
وهو هذا ما يشهده لبنان اليوم. ولذلك لبنان لا يموت.






عائلة آل صغبيني في بلدة الطيبه
ألجدّ الأول للعائلة هو جرجس بو مارون جاء من بلدة صغبين إلى بلدة الطيبة فلقِّب بالصغبيني أما نسبه الأصلي فمنهم من ينسبه إلى عائلة مارون من صغبين وآخرون ينسبونه إلى إحدى عائلات بلدة صغبين.
تعود عائلة الصغبيني نسبا إلى بلدة صغبين وإليها أيضا ينتسب آل السغبيني في تربل وجديتا ورياق... وجميعهم موارنة،
وكذلك آل السغبيني في قرنايل وبريح وهم دروز موحدون،
وأيضا آل السغبيني في بلدة جنسنايا شرقي صيدا وهم من طائفة الروم الكاثوليك،
وكذلك البعض منهم  بعد أن هجروا قراهم بسبب الحداث التي عصفت بلبنان أقاموا في بيروت أو إحدى البلدات اللبنانية ويقيم آخرون في بلاد الإغتراب في كندا والولايات المتحدة وفي المكسيك ومنهم الشاعر أوخايمه سابينه (1926 ـ 1999)، الذي يعتبر من أهم شعراء المكسيك المعاصرين... [15]

تكريم أكبر عائلة مسيحية في لبنان [16]
افتتح المعرض المسيحي في إنطلياس بحضور صاحب السيادة المطران بشارة الراعي ممثلا البطريرك مار نصرالله بطرس صفير تحت عنوان: ورشة لتصويب الإعلام والعائلة.
إفتتاح برنامج المعرض في دير مار الياس – إنطلياس، بتكريم لعائلات لبنانية عريقة من أقطاب لبنان، وبنشاطات وندوات ومسابقات مدرسية وجامعية ودورات إنترنت ولقاءات وعروض مسرحية وفنية.
وتخلل حفل الافتتاح تكريم أكبر العائلات اللبنانية، عائلة نجيب خليل الصغبيني المؤلفة من 19 ولداً و53 حفيداً من الجيل الأول و120 حفيداً من الجيل الثاني. وقدم المطران الراعي درعاً تقديرية للوالدة الصغبيني.


[1] -- مقابلة مع المختار جورج طانيوس عون بتاريخ 23/4/2007 .
[2] - مجلة الجيش  العدد 251 - أيار, 2006، باسكال بو مارون 
[3]1 -  موسوعة قنشرين للكنائس والأديرة
[4] -  اوراق رهبانية، عدد 2002
[5] - روزنامة جير مار أنطونيوس حوب
[6] -  اوراق رهبانية، عدد 2002
[7] -  الأديب إسكندر شديد هو إبن بلدة الحبيس الصغبيني

[8] - أتناثيوس الصغبيني- اسكندر شديد- منشورات أوراق رهبانية ـ الكسليك، سنة 2002.
[9] - عُرف الأب أثناثيوس الصغبيني بهذا الإسم  بحسب التقليد الرهباني الذي كان يسمّي الراهب باسم ضيعته أو بلدته وليس بإسم عائلته... لا نعرف بالحصر إسم الأب اثناثيوس قبل دخوله الرهبانية، وأمّا عن إسم عائلته فيخبرنا ابناء بلدة صغبين عن أن إسم عائلته هو "بو مارون". ويقول الأديب اسكندر شديد أن الحبيس هو بشارة جريس أبو مارون.
[10]  - رهبان ضيعتنا، الأب مارون كرم، الكسليك، سنة 1975. راجع إسم صغبين.
[11] -  سنكسار الرهبانيّة المخلّصيّة، إعداد الأب الياس كويتر المخلّصي
[12] -  منية القلوب في  سيرة حبيس حوب، نبذة من حياة رجل الله الأب مرقس التنوري الحبيس،  بقلم الأب ليباوس داغر التنوري اللبناني، بمطبعة القديس بول في حريصا(لبنان) سنة 1920
[13] -  23 أيار (مايو) 2007   http://sawtakonline.com/
[14] -  المسيرة الاربعاء 4 كانون الثاني 2012   Tele Lumiere Noursat
[15] -  آل صغبيني في بلدة الطيبه- بعلبك، الأب جورج صغبيني، مطبعة القارح- زغرتا 2012
[16] -  النهار  27 / 11 / 2009    و المستقبل  29 تشرين الثاني 2009 - عدد 3496 - شؤون لبنانية - صفحة 6

هناك تعليق واحد:

Unknown يقول...

RACING AND RACING AND RACING - FilmFileEurope
RACING AND RACING 뱃 플릭스 AND RACING AND RACING AND RACING 스포츠토토 증가 샤오미 AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING 지뢰찾기 토토사이트 벳피스트 AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND RACING AND 폰타나 벳 RACING AND 사이트 추천 RACING AND RACING.