2012/08/23

الكلام المباح، مجلة الأميرة، عيد الأعياد، الأب جورج صغبيني




عيد الأعياد [1]

الأول من آب
وكل يوم من آب
وكل يوم من كل الشهور
هو عيد للجيش
هو عيد لكل الوطن
هو عيد الأعياد.
عيد الأبطال
المرفوعي الجباه والهامات
وإن ماتوا فلا يموتون
ما دام الوطن باقياً.

عيد الشهداء
الذين يُبنى الوطن
من مداميك أجسادهم.
عيد الشعلة
التي لا تطفأ
لأن زيتها من دمائهم.

عيد الجيش
هو عيد الحدود المحرّرة
المسيّجة بصدورهم
عيد الجغرافية التي لا تُنتقص
عيد الشعب الحرّ
الذي يلد للمؤسسة العسكرية
جنوداً، أبطالاً، شهداء.

عيد الجيش
هو عيد سياج الوطن
لا بشوك وسواتر
بل بأجساد وأكباد.
هو عيد الراية المرفوعة
فوق كل الرايات
هو عيد الأرز على الهامات
التي لا تنحني منتصبة كالكرامة.

عيد الجيش
هو عيد الجنوب والشمال
عيد السهول والجبال
عيد الشواطئ والأجواء
عيد كل حبة من التراب
عيد كل نسمة من الهواء
عيد كل ساقية ونبع ماء
عيد كل نهر من الدماء.

من يعطي مثلما تعطي؟
يا جيش بلادي
يا أضحية الأعياد
يا مدرسة الشرف
يا كل الوفاء..
يا مظلة لكل الوطن
يا حمى الذين لا حمى لهم
يا طمأنينة الخائفين
من الذلّ، من القهر
يا أماً وأباً
يا حاضن المستضعفين..
يا جيش بلادي
يا قاهر المستكبرين.
يا من يخاف من حضورك
الذين يريدون ان يبقى الوطن
بدون سياج، وبدون حدود
بدون أمن، وبدون جنود
ليبقوا هم لصوصاً وسارقين
متعاملين مع ما وراء الحدود.
هؤلاء الذين
لا دين لهم ولا وطن
ولا هم بمؤمنين
لا بإله ولا بوطن
ولو بلّغتهم:
ان الدين في لبنان للبنان
والطائفة في لبنان للبنان
والجيش في لبنان للبنان.
ونحن كلنا جنوداً للبنان
وهذا العيد عيدنا
فلبيك لبيك لبنان.

               آب 2000 الأب جورج صغبيني





[1] -  مجلة الأميرة، عدد 4،  تموز- آب 2000

ليست هناك تعليقات: