2012/08/23

صدقي المقت إلى الحرية، بعد مقاومة الإحتلال، الأب جورج صغبيني



صدقي المقت إلى الحرية بعد 27 عاما، بتهمة مقاومة الإحتلال.


أفرجت السلطات الإسرائيلية عن عميد الأسرى السوريين صدقي المقت بعد 27 عاما من السجن، بحسب ما أعلنت مصلحة السجون الإسرائيلية في بيان لها أنه تمّ إطلاق المقت اليوم "بعد نهاية محكوميته بسبب أنشطته ضد دولة إسرائيل".
عميد الأسرى السوريين صدقي سليمان المقت، هو من مواليد مجدل شمس في الجولان السوري المحتل في 17 نيسان 1967، نشأ وترعرع في أسرة مناضلة عايشت احتلال الجولان عام 1967، وعايش الإضراب الكبير سنة 1982، بعد إعلان إسرائيل ضمّها الجولان عام 1981.
بادر صدقي حينها مع مجموعة من رفاقه، إلى تأسيس خلية للمقاومة الوطنية عرفت باسم "المقاومة السرية"، حيث استولى على عدد من القنابل اليدوية والألغام الأرضية المنتشرة في أحد المخازن العسكرية التابعة للجيش الإسرائيلي. واشترك في كافة عمليات المقاومة، وهو أحد منفذي عملية تفجير معسكر إسرائيلي قرب قرية بقعاتا الفلسطينية.
اعتقلته سلطات الاحتلال في ليل 23 آب 1985 من منزل والديه بعد 12 يوماً من اعتقال شقيقه بشار المقت، بتهمة مقاومة الاحتلال. وفي العشرين من أيار عام 1986 أصدرت المحكمة العسكرية الإسرائيلية في مدينة اللّد حكما عليه بالسجن لمدة 27 عاماً. وخلال جلسة النطق بالحكم رفض مع رفاقه الوقوف للقاضي العسكري، رافضاًَ الاعتراف بشرعية محاكمته. وفي كلمته أمام طاقم المحامين ومحامي الصليب الأحمر الدولي وقاضي المحكمة العسكرية، قال للقاضي: "أنتم اغتصبتم ارضي، ومن حقي الدفاع عنها ومقاومتكم. لا اعترف بشرعية محكمتكم هذه"، وقبل طرده مع رفاقه من المحكمة انشدوا النشيد العربي السوري في قاعة المحكمة "حماة الديار عليكم سلام".
ورغم سنوات الأسر الطويل، بقي صدقي ثابتاً على مبادئه الوطنية والقومية، مؤمناً بحقه في مقاومة الاحتلال أينما كان، في فلسطين والجولان وكل ارض العرب، وبأن الجولان عائد حتماً إلى حضن الوطن الأم سوريا.
وجدد المقت في أول تصريح له عقب خروجه من السجن أدلى به في القنيطرة عزمه على مواصلة "درب النضال والمقاومة"، مؤكدا أن "مقاومة الاحتلال ستتواصل بعد عودته إلى الأهل في الجولان المحتل". وأضاف "هزمتك أيها المحتل وهذه السنوات التي أمضيتها في المعتقل تحولت بفعل الصمود والثبات إلى لعنة تلاحقكم وتصرخ في وجهكم ليلا نهارا... ارحلوا أيها الصهاينة... لا مكان لكم على أرضنا العربية". وأضاف قائلا: إني "على أرض فلسطين الحبيبة، وسأتوجه إلى الجولان الذي سيشهد انتصارا آخر حيث سيرفع السيد الرئيس بشار الأسد علم الوطن كما رفعه القائد الخالد حافظ الأسد في سماء القنيطرة عام 1974".
والمقت من مواليد مجدل شمس عام 1967. اعتقل في 23 آب/أغسطس 1985 "بتهمة مقاومة الاحتلال، وكان له من العمر 18 عاما، وقد خرج من السجن بعمر 45 سنة بعد أن أمضى فيه 27 عاماً. والأسير المقت ولد عام احتلت إسرائيل هضبة الجولان في حرب 1967، وضمته عام 1981، في قرار لم يعترف به المجتمع الدولي.
ويقيم اليوم في الجولان أكثر من ثمانية عشر ألف سوري، معظمهم من الدروز، رفض غالبيتهم الحصول على الجنسية الإسرائيلية، متمسكين بهويتهم السورية. وأكد المقت أن "وحدتنا الوطنية ونسجينا الاجتماعي وجيشنا العربي السوري الباسل خط أحمر وستخرج سوريا منتصرة على أعدائها المتآمرين"، معتبرا أن "كل جولانيّ هو جندي مقاوم في صفوف قواتنا المسلحة".

27 سنة،
أمضاها صدقي بين الأسلاك والقضبان،
حرّا،
فخوراّ،
بتهمة مقاومة الإحتلال.

وإن اقتضى الأمر،
إلى 27 سنة أخرى،
فلا بأس،
ويخرج بعمر 72 سنة،
وسيعود للمقاومة.

لا يكلّ ولا يتعب،
ليحمل لقب لا عميد الأسرى،
بل عميد المقاومين.
عميد الجولان وعميد فلسطين.

الأب جورج صغبيني

ليست هناك تعليقات: