2012/08/23

الكلام المباح، وطن "بدل عن ضائع"، الأب جورج صغبيني





وطن "بدل عن ضائع"

بعد أن هاجر الموارنة أولاً من أنطاكية وسهول سوريا الخصبة
والمسيحيون ثانيا من بلاد الشرق إلى جبال لبنان
فجعلوها جلولا لكفافهم اليومي وملجأ آمنا حصينا للهاربين إليه من غزوات العرب والمسلمين.
ودانت كلّ بلاد الجزيرة العربية والشام والقسطنطينية لراية الهلال بدل الصليب.
فإلى أين يمضي السيحيون والموارنة اليوم بعد مبادرات التجنيس والتوطين ونزع ما للموارنة من "امتيازات مطمئنة" بعد تخليهم عن "أمّهم الحنون" فرنسا. وقد قدّمها لهم المسلمون مقابل عدم الدعوة للإنضمام إلى سوريا في ما عرف بالميثاق الوطني، الذي استبدل اليوم باتفاق الطائف.
وإن كانت البواخر الأميركية تنتظر الموارنة في غابر الزمن السئ على يد "السيد براون الأمريكي"  لكي ينجوا بها من المخططات الأميركية الكسنجرية إلى مخيمات في كندا "على شبه المخيمات الفلسطينية في لبنان".
أو أن قبرص التركية ستكون البديل لهؤلاء المسيحيين الناجين من السلطنة العثمانية التي ما أن أعلنت المساواة بين جميع رعاياها حتى كانت مجازر جبل لبنان والشام التي قضت على ثلث الموارنة وقضى المهجر على الثلث الآخر ولم يبق إلا الثلث الذي تتسع له بارجة أسطول أميركي لتنقلهم في رحلة سياحية في أرجاء العالم يدلّلّون عليهم في أسواق الدول الراغبة في استقبالهم كما في زمن سوق الرقيق الأسود ليتحوّل اليوم إلى رقيق أبيض.
فماذا بعد مؤتمر لاهور؟
وماذا بعد مؤتمرات القمم العربية الفاشلة التي باعت فلسطين لليهود وتريد أن تؤمّن للفلسطينيين وطنا بديلا في لبنان على حساب هذه القلـة القليلة من المسيحيين في هذا الشرق والتي باتت كـ" قرية المطلوبين" التي يتمّ جمع كلّ أهل الذمة فيها، من كل البلاد العربية- الإسلامية.
وهل يصبح للمسيحيين في المستقبل من بقاء كما للدروز وللعلويين النصيريين وللفلسطينيين ولليهود الأقليات في الوطن الإسلامي ذو الجناحين السنّي والشيعي.
من يعطي المسيحيين الشرقيين أرضا مشاعا في الشرق ليجعلوا منها وطنا تتناحر فيه طوائفهم ليريحوا العالم من خلافات ذكورية وأنثوية الملائكة.
من يعطي الموارنة وطنا يتذابح فيه الموارنة من دون غاية.
من يعطي الموارنة وطنا بديلا عن لبنان الذي لا يستحقّونه.
وهل ستبقى بكركي ضمير لبنان
وأي مجد بقي في هذا الوطن ليعطى لبكركي وللجالسين على كرسيها
في وطن بات ليس وطنهم لا بل باتوا فيه هامشيين أذلاء  ومنقسمين لا يجتمعون على رأي،  ولا تستطيع عصى راعي بكركي أن تجمعهم.
أين يريد أصحاب القرار في هذا الوطن
زرع لبنان
الوطن الضائع
بلبنان جديد
يكون الوطن البديل الثالث بعد أنطاكية ولبنان للموارنة ولما تبقّى من مسيحي الشرق!؟

 الأب جورج صغبيني



ليست هناك تعليقات: