2012/08/23

الكلام المباح، الإله داجون وفلسطين ويهوى اليهود، الأب جورج صغبيني





الإله داجون وفلسطين

كلّ يوم في فلسطين يتزايد عددد الضحايا
كما في العراق وكلّ الدول الإسلامية
كما في لبنان وكلّ البلاد العربية.
كل يوم في فلسطين يحمل الشهداء أكفانهم ويسيرون نحو الجهاد في سبيل فلسطين
ويحمل الأبرياء نعوشهم على أكتافهم ويسيرون نحو المقابر الجماعية.
وكأن الإله "داجون" الفلسطيني قد توافق في سياسة إبادة شعبه مع يهوى "أنا هو الذي هو" إله اليهود.
ويبقى الشعب اليهودي خدّاما في هيكل أورشليم
ويبقى الشعب الفلسطيني قربان التقادم في الأعياد
وكل يوم عيد.

صراع منذ البدء بين قايين وهابيل
صراع بين قايين المجرم القناص وراكب "الميركافا" الحامل منجل الموت ليحصد به أخاه هابيل البرئ الحامل عصا الرعاية لقطيع مسالم من الحملان.
صراع بين إسحاق بن ساره وإسماعيل بن هاجر على بكورية أبيهما الذي لم يلدهما.
صراع بين عيسو ويعقوب إبني إسحاق العاجز عن التمييز بين ولديه- الأشعر والأملس- المختلفين، والمتاجرين ببكوريتهما، على صحن عدس.
صراع بين شعب رعاع رعاة أتوا من أور العراقية بدون إله، يحكمهم
رجل هارب من وجه أبيه، وبين شعب متحضّر يعبد الإله "داجون" إله الأضاحي البشرية وتحكمه "دليلة وقد مال قلبها إلى شمشون رئيس الحكومة الإسرائلية.لتقدم شعبها أسيرا له.
صراع بين شعب يقوده يشوع الهارب من مصر وقد سئم طعم المنّ والسلوى، وبين شعب أرض فلسطين أرض الخيرات والخبز والخمر.
صراع بين أمّة باع زوجها أمّهم  لفرعون مصر، وبين شعب نساؤه مخبرات وعميلات للأعداء.
صراع بين دولة يحميها سور اريحا فيسقطه  بوّاقو الأمم المتّحدة ودول الإنتداب ووعد بلفور وحلم هرتسل.
وتعود القصّة بعد ألفي عام في صراع إبن إسحاق ضدّ إبن إسماعيل.
وأبناء إسرائيل ضدّ أبناء فلسطين
وحائط المبكى ضدّ المسجد الأقصى
والعرب يشربون الشاي  في ملاهي هوليود
واليهود يشربون بترول العرب في صحاري العرب
والعرب يجالسون ندماءهم اليهود على طاولات "قمار" المؤتمرات والمفاوضات ويخسرون دائما في مراهنتهم على فلسطين.
والعرب المسلمون والمسيحيون ينزحون عن القدس قهرا في حروب تتلوها حروب وفي كلّ حرب هم "الخاسرون" فينهزمون. 
ولا دخل لعيسى المسيح ولا للنبي إبن عبد الله ولا لموسى الذي لا يعرف له أب ولا لداجون في ما هم يتناحرون.
فالقدس ضاعت وليس فيها من بعد لا لداجون ولا للأقصى ولا لكنيسة المهد أو القيامة ولا لمعابد تبقى كذكرى حبيب وموئل إلا حائط المبكى  الذي سيضحك اليهود عنده على العرب كل العرب وعلى المسلمين والمسيحيين.
وسيبكي المسيحيون على مهد المسيح وعلى كنيسة القيامة لأنه لن يكون من بعد لا مهد ولا قيامة.
وسيبكي المسلمون على المسجد الأقصى وعلى أولى القبلتين وثاني الحرمين.
وسيبكي العرب على شعب داجون  وعلى أرض فلسطين. 
إلا إذا عرف العرب
لا كيف يدخلون الحرب
بل كيف يخرجون من الحرب منتصرين.


      الأب جورج صغبيني

ليست هناك تعليقات: