2012/08/23

الكلام المباح، العاشر من محرّم، الأب جورج صغبيني



العاشر من محرّم  
                                          
نقف اليوم معكم
لا في حملة انتخابية
ولا في موقف سياسي
بل لنستذكر
في تلاقي صيام المسيحيين
 ومجالس العزاء
في يوم عشوراء
كما في كلّ يوم جمعة
كما في أُسبوع الآلام
كما في يوم الجمعة الحزينة
يومِ غدرِ يهوذا
يومَ صلبَ اليهود المسيح،
الشبيه  بيوم غدر إبن ملجم بالإمام علي
ويوم غدر يزيد بسيد الشهداء
في كربلاء.

في هذا اليوم نقف لنصلّي
نصلي للإمام عليّ عليه السلام
بدماء الحسين الأضحية القربان
ليرفعه كما ابراهيم
حين رفع ابنه اسماعيل
ذبيحة لله،
كما المسيح ابن مريم
قربان فدية
عن البشر كل البشر.

في يوم عشوراء
عمّموني بعمامة الإمام
ضعوا على رأسي كوفية سوداء
واعطوني حجابا
أخفي به وجهي
كي لا أرى
قباحة زعماء شعبي.

واجعلوا راية الحداد
على خيمة عزاء
نجتمع فيها مسيحيين ومسلمين
لنتشارك بالصلاة والصوم
والندب والبكاء
ونسمع فاطمة الزهراء
سيدة النساء
وأم سيّد الشهداء
كما مريم العذراء
تصلّي:
...
أنا الأم الحزينة وما من يعزيها
دموعي على الخدين فاضت مجاريها
هل رأيتم أمّا ثكلى تحاكيها
لهفي على أمة قتلت راعيها
...
حبيبي حبيبي يا ولداه خإطبني
كيف أراك عطشان ولا أندبك يا إبني
كيف تحيا والدتك
يا ولداه بعد موتك
...
يا عزّ أمّك وثمرتها الفريدة
يا حبيب أبيك وصورته المجيدة
إسمح لي أموت قبلك
ولا أنظر أحوالك
...
فكلّ أمّ اليوم
هي أمّ عيسى المسيح
وأم الحسن والحسين
وكلّ أخت هي أخت المسيح وأخت الحسين
وكلّ إبنة هي إبنة المسيح وإبنة الحسين
وكل رجل وشاب وطفل
هو أب وأخ وإبن للمسيح والحسين
وتجري في عروقه دماء المسيح ودماء الحسين

فإن كان أشرف الأيام يوم مقتل أمير المؤمنين
وأشرف الليالي، الليلة التي أنزِل فيها القرآن
ورُفع فيها الكتاب
وجَفّ القلم
وقُبِضَ فيها موسى ابن عمران
وعُرّج فيها بعيسى المسيح
فإن يومك يا أب عبدالله
هو يوم فدية الأبرياء
على جلجلة كربلاء
وعودة حصار الحسين في جنوب لبنان
ومنعه من الوصول إلى ماء القدس الشريف
من جماعة معاوية ويزيد
المتعمّمين بعمامة اليهود
ولن يكفـّوا 
في العصر الجديد
العصر الحادي والعشرين
عن إعادة أحداث عشوراء
لا في كربلاء
بل في جنوب لبنان أيضا

إن يوم عشوراء أيها الإخوة
هو يوم كلّ صاحب حقّ مظلوم
ليقف بوجه تسونامي
الأميركي معاوية ويزيد
في العراق  وأفغانستان 
وسوريا وإيران
وفلسطين ولبنان

في هذا اليوم المبارك من عشوراء
ليس عندنا له أفضل من الدعاء
لدفع أمواج البلاء 
عن وطننا وشعب وطننا
عن رجالنا وشبابنا
عن نسائنا والأطفال
عن الأرامل والأيتام
عن الشهداء الأبطال
وعن المساجين
عن المهجّرين المبعدين...

صلاتنا:
الحمد لك اللهمّ
حمدا يوافي نعمك
وتكافىء مزيده
أصلح قلوبنا وأزل عيوبنا وزيّنا بالتقوى وتولانا بالحسنى
ذكّرنا من وصاياك ما نسيناه وعلّمنا منها ما جهلناه
أصلح متسلّمي عهودك والحاكمين في رعاياك
وحببهم بالرعية
اللهم نسألك يسرا بعد عسر
وفرجا بعد كربة
ومغفرة بعد ذنب
وسترا بعد عيب
...
فما فينا من نعمة هي منك
وما  فينا من نقص فمن جهلنا لك
لا تدع لنا ذنبا إلا غفرته ولا عدوّا إلا دفعته

اللهم نجنا من أمم قلوبها لا تخشع
وعلمها لا ينفع
وصلاتها لا ترفع
ودعاؤها لا يسمع
...
اللهم اجعل غدنا أفضل من أمسنا
وأعِزّنا بعزّك
واجعلنا من حزبك في الدارين
... 
الحمد لك اللهم
الكائن قبل البدء
والباقي بعد الأبد  
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
آمين.

 الأب جورج صغبيني



ليست هناك تعليقات: