2014/05/17

ذكرى إعلان قداسة الأب نعمة الله كسّاب الحرديني في 16 أيار الأب جورج صغبيني


ذكرى إعلان قداسة الأب نعمة الله كسّاب الحرديني في 16 أيار

هويّة وعائلة القديس نعمة الله الحرديني

اسمه : يوسف

والده : جرجس سلهب كسّاب

والدته : مريم ابنة الخوري يوسف رعد خادم رعية تنورين

مكان وتاريخ الولادة : حردين سنة 1810

جدّه لأبيه سلهب كساب من بلدة القليعات

جدّته لأبيه خزُّون ابنة كنعان صادق طربيه من بلدة تنورين

ويوسف هو الولد الرابع في العائلة المؤلفة من ستة أولادٍ هم:

1- عساف : متزوج

2- انطونيوس : متزوج ، سيم كاهناً لخدمة رعية بلدته.

3- الياس : ولد سنة 1799 ودخل الرهبانية اللبنانية المارونية وتسمّى باسم اليشاع .

نذر في 20 تشرين الثاني سنة 1816 وله من العمر 17 سنة في دير مار انطونيوس – قزحيا .

سيم كاهناً في 30 أيلول سنة 1823 من يد البطريريك يوسف حبيش في كرسي البطريركية في دير قنوبين .

دخل محبسة دير قزحيا ومكث فيها سنة ونصف ثم انتقل إلى محبسة مار بطرس وبولس في عنايا واقام فيها حبيساً اربعاً واربعين سنة .

توفاه الله برائحة القداسة في 13 شباط سنة 1875 في محبسة عنايا وله من العمر ست وسبعون سنة .

4- يوسف : هو القديس نعمة الله الحرديني .

5- مسيحية : دخلت الرهبانية في دير مار يوحنا حراش في منطقة كسروان .

6- مريم : متزوجة .

سيرة حياته

هو يوسف بن جرجس كسّاب ومريم رعد، من قرية حردين قضاء البترون. وُلد في شهر آذار سنة 1808.

هو الرابع في عائلةٍ مؤلّفةٍ من خمسة شبّان: عسّاف والياس (الحبيس أليشاع) وطانيوس ويوسف (القدّيس نعمة الله) ويعقوب، ومن فتاتَين: مسيحيّة ومريم.

نشأ وترعرع في بلدة حردين "بلدةِ الثلاثين ديرًا وكنيسة"، وتعلّم في مدرسة القرية.

إنتقل الى بيت جدِّه الخوري يوسف رعد في تنّورين سنة 1816، وبقي هناك حتّى سنة 1822، حيث تلقَّن علومَه الابتدائيّة، في مدرسة دير مار أنطونيوس حوب في منطقة تنّورين التابع للرّهبانيّة اللبنانيّة المارونيّة.

عاد إلى قريته ليساعد والده في زراعة الأرض ورعاية الماشية، ومواظبًا على الصلاة. وعند بلوغه العشرين من العمر، سمع صوت الرّبّ في أعماقه يُناديه إلى دخول الدير.

دخوله الرّهبانية اللّبنانيّة المارونيّة

دخل يوسف في الرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة، في دير مار أنطونيوس الكبير قزحيّا في 1/11/1828. ولبس ثوب الابتداء من يد رئيس الدير الأب مكاريوس الشّحروري، متّخذًا اسم الأخ نعمة الله، وهناك تعلّم صناعة تجليد الكتب والخياطة، وأبرز نذوره الرّهبانيّة في 14 تشرين الثاني 1830. في حين كان شقيقه الأب أليشاع يختبر دعوته الى التنسّك في إحدى محابس الدّير.

تابع الأخ نعمة الله دروسه الفلسفيّة واللاهوتيّة في مدرسة الرّهبانيّة في دير مار قبريانوس ويوستينا – كفيفان، بين سنة 1830 و1835. وفي خلال فترة دراسته اللاهوتيّة، أرسلته السلة الرهبانبة إلى دير مار موسى الدوّار. ثمّ أعاته إلى دير كفيفان حيث سِيمَ كاهنًا بوضع يد المطران سمعان زوين بتاريخ 25 كانون الأوّل 1835.

خدمته في الرّهبانيّة

بين سنة 1835 و1838، كان راهبًا في دير كفيفان يُؤمِّن التعليم للأولاد، ويساعد في خدمة الرعايا المجاورة.

بين سنة 1838 و1845، عُيّن مديرًا للإخوة الدارسين في دير كفيفان.

عيَّنه الكرسيّ الرسوليّ مدبّرًا عامًّا للرّهبانيّة على ثلاث مراحل: (1845- 1847؛ 1850- 1853؛ 1856- 1858)، وكان مركز الرئاسة العامّة آنذاك في دير سيّدة طاميش.

سنة 1848 عُيِّن وكيلاً لدير مار مارون - عنّايا.

وسنة 1849 تمّ تعيينه في مدرسة مار ميخائيل بحرصاف.

بين سنة 1853 و 1856 مكث الأب نعمة الله في دير كفيفان، متابعًا تعليم اللاهوت الأدبيّ للإخوة الدّارسين، ومن بينهم الأخ شربل مخلوف (القدّيس شربل) من بقاعكفرا.

وفي 4 كانون الأوّل 1858، أصيب الأب نعمة الله بمرض ذات الجنب، بسبب الرّيح الشّماليّة، وكان وقتئذٍ في دير كفيفان، حيث دُفن بعد وفاته في 14/ 12/ 1858.

يقول القدّيس نعمة الله: هَيْك هيّي الرّهبانيّة. وهَيْك كانت. وهَيْك بتضلّ. والشَّاطِرْ بيخَلِّص نَفسُو .

تقدّس الأب نعمة الله من خلال عيشه الحياة الدّيريّة المشتركة، حتّى سُمّي بـ "الراهب القانونيّ".

وإضافةً إلى سهره وسجوده الدائم والطويل أمام القربان الأقدس في الكنيسة، كان الكتاب المقدّس، وكتاب أمجاد مريم للقدّيس ألفونس دي ليكوري رفيقَيه الدائمَين.

وعُرِفَ القدّيس نعمة الله بوداعته، لا يقبل التكريم ولا الوظائف إلاّ بأمر الطاعة، كما أنّه تَهرَّب من تسلّم الرئاسة العامّة، وآثر المرؤوسيّة على الرّئاسة بقوله: "إنّي أسألُ الله ألاّ أموتَ وأنا حاصلٌ على وظيفة".

مارس النسكَ والزهدَ والتقشّفَ في المأكل والملبس والنّوم، والانقطاعَ عن كلّ ميل ورغبة، والصّلواتِ الدائمة، وتحمّلَ أعباء المسؤوليّة الإداريّة، والمواظبةَ على العلم والتّعليم...

إكرامه لوالدة الإله

"أحبَّ البتول الكلّيّة القداسة حُبًّا بنويًّا، وكان كلّما دخل قلاّيته أو خرج منها، يسجد أمام إيقونتها، ويحيّيها بسلام الملاك. وكان يُكرِّمُ، بنوع خاصّ، سرَّ الحبل بها البريء من الدّنس، وذلك حتّى قبل تثبيت الكنيسة لهذه العقيدة سنة 1854". كما يقول عنه الأب نعمة الله الكفري المتوفي بتاريخ 1908.

إعلان قداسته

أطلق عليه معاصروه اسم "قدّيس كفيفان"، نظرًا إلى سموّ فضائله، فكانوا إذا أرادوا إظهار فضيلة أحدهم، يقولون: "هو مثل الحرديني". ومارس الحرديني التعليم بمَثَلِه الصالح أكثر منه بكلامه، وبقي ملازمًا فنّ تجليد الكتب والخياطة طوال حياته.

وحدث في الليلة التي دُفن فيها أن انبعث من القبر نور ساطع مشعّ، فتقاطر المؤمنون إلى قبره من كلّ صوب طالبين النِّعم والبركات.

قُدِّمت دعوى تطويبه إلى الكرسيّ الرّسوليّ في روما في 14 أيّار سنة 1926، مع دعوى القديس شربل والقديسة رفقا.

صدّق البابا يوحنّا بولس الثاني على فضائله البطوليّة، في 7 أيلول 1989، فأعلنه مكرّمًا.

ثمّ أعلنه طوباويًّا في 10 أيّار 1998، بعد تثبيت أعجوبة شفاء الشابّ أندره نجم.

وأُعلن قدّيسًا للكنيسة الجامعة في 16 أيّار 2004، بعد تثبيت أعجوبة شفاء السيّدة روز سعد من العمى.

وتحتفل الكنيسة المارونيّة بعيده في 14 كانون الأوّل.

صلاته معنا آمين.


بيت القدّيس نعمة الله كسّاب الحرديني – حردين
اشترته الرّهبانية سنة 1973 بيت القدّيس نعمة الله بلدة حردين، الذي عملت على ترميمه، وحوّلته إلى مزار في 10 أيّار 1998، يوم إعلان الأب نعمة الله طوباويًّا. فازداد بذلك عدد أديار وكنائس حردين الثلاثين ديرا وكنيسة جديدين.
 
3

ليست هناك تعليقات: