2014/05/19

زلّة لسان تكشف المستور وتثير الحذر الأب جورج صغبيني



زلّة اللسان تكشف المستور وتثير الحذر


 



كثيرون علّقوا على زلّة اللسان ومنهم من مرّ عليها مرور الكرام لكن المشهد يظهر لنا أن زعماءنا غائبون عن وعيهم غالبا وأن خطاباتهم تعبّر عن غير ما يضمرون والسيء في الأمر أن هذا الواقع ليس مزحة.


ففي خطاب مكتوب وليس مرتجلاً. جنبلاط يحلم بالعماد ميشال عون...


بيضة قبّان، موالٍ في المعارضة ومعارض في الموالاة، رئيس “جبهة النضال الوطني” النائب وليد جنبلاط، جاءت زَلّة لسانه في اختتام جرح بريح.


وبعيدا عن علم النفس فالذي حصل مع جنبلاط، ظاهرةٌ تُعرَف بالزَلّة الفرويدية، وهي هفوة تصدر عن اللاوعي أو العقل الباطني.


ومع التبرير الذي أطلقه، “هيدي غلطة، هيدي غلطة، على كثرة ما عمّ نحلم فيه بالليل مِش تَ يجي. مما يعني أنّ العماد عون يشكّل هاجساً بالنسبة إليه. وأنّ جنبلاط يعاني كابوسا من التسونامي العوني.


بين جنبلاط والجميّل


وما يميّز بين زلّة جنبلاط وزلّة الرئيس أمين الجميّل، على رغم ارتكابهما زلّة اللسان ذاتها. فإن زلّة جنبلاط مع إمساكه لأوراق بين يديه بعيداً من الارتجالية، ما يؤكّد أنّ زلّة اللسان هي شبه مقصودة.


والفرق بين جنبلاط وبين الجميّل الذي تطغى عفويته على روح التخطيط، على عكس جنبلاط الذي يسبقه تخطيطه. فقد أثبتَت الأيام أنّ زعيم المختارة يُتقن لعبة الشطرنج، وقادر على التضحية بأيّ شيء وحماية الملك في سبيل ربح اللعبة. http://www.aljoumhouria.com/


 


ماذا تعني زلّة لسان وليد جنبلاط؟


يقول جنبلاط: “نختم اليوم برعاية رئيس البلاد، العماد ميشال عون، الجرح الأخير..." فلاقى العماد ميشال سليمان الغلطة بالتصفيق.


قد تكون صدفه التشابه بين اسميّ العمادين.


وصدفة ايضا زلّ لسان الرئيس الجميل قبيل الاستحقاق الرئاسي سنة 2008.


وقال في حينها الرئيس الجميل: “نريد ان ننتخب الرئيس التوافقي العماد ميشال عون..." لا لا لننتخب العماد ميشال سليمان


 وبين الإثنين امير الكويت في القمة العربية الذي شكر العماد ميشال عون عوضاً عن سليمان.


فذكر إسم بديل عن الآخر، هي عبارة عن تعبير عن لا وعي الإنسان عن رغبة دفينة تواجهها رغبة أخرى تنقضها، بعيدأ عن الحبّ أو الكراهية.


ان كان هاجسهم، بميشال عون، له دلالات سلبية ام ايجابية لا يهم، المهم ان العقدة من وصوله الى الرئاسة حاضرة في غيابه. https://www.youtube.com/


 


وليد جنبلاط ينتخب عون رئيسا للبنان بزلة لسان. السبت، 17 مايو 2014


نصّب الزعيم الدزري وليد جنبلاط العماد ميشال عون رئيسا للبنان بزلة لسان أثارت ضحكات عارمة من الحضور وفى مقدمتهم الرئيس اللبنانى العماد ميشال سليمان والبطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي وذلك فى احتفال مصالحة أقيم فى بلدة بريح فى محافظة جبل لبنان.  http://www1.youm7.com/


 


زلة لسان؟


ترحيب رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط في احتفال المصالحة التاريخية في بلدة بريح الشوفية بـ”رئيس البلاد العماد ميشال عون”، لم يكن مجرد “زلة لسان” بالاستناد إلى تفسير علمي لهذا النوع من الأخطاء الذي يعرَّفُ عنه في علم النفس بـ lapsus، بمعنى أن يقول المرء دون إرادة منه ما يفكر به في اللاوعي، فيكون الـ lapsus أحيانا فاضحا ما في بواطننا، ولا يكون مجرد “زلة لسان” أو خطأ عابر.


وبعيدا من تفسيرات العلم، بدا بالأمس واضحا أن “عون” كان حاضراً ولو في “زلة لسان”. لكن ما يلفت الانتباه أن “زلة اللسان” كانت مكتوبة، أي أن جنبلاط ارتكب الـ lapsus مرتين، كتابة وخطابة، ما يعزز الفرضية العلمية بأن “عون” قابع في اللاوعي الجنبلاطي... إلا إذا كانت الزلّة مقصودة كتابة وقراءة كي يقول جنبلاط ما يريد قوله.


فزلّة لسان جنبلاط اختصرت موقفا سياسيا يؤكد رفض جنبلاط تأييد النائب ميشال عون للرئاسة، فاضطر جنبلاط ان يؤكد المؤكد في غير المكان والزمان المفترضين.


ولم تقتصر زلة اللسان على النائب جنبلاط، بل سبقته الى ذلك وزيرة المهجرين اليس شبطيني التي رحبت بالشيخ نعيم قاسم نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الذي لم يكن حاضرا، بينما كانت تقصد الترحيب بشيخ عقل الطائفة الدرزية الشيخ نعيم حسن، وفي هذا الـ lapsus تجوز احتمالات كثيرة! إذ عبرت دون انتباه السامعين. http://www.assafir.com/


 


مصالحة غاب عنها المتصالحون وكان الحشد الشعبي أقلّ بكثير من الحشد السياسي والفاعليات بدعوة خاصة.


لا تعكس مصالحة بريح نية النائب وليد جنبلاط إقفال ملفّ الحرب الأهلية في الجبل باستدعاء المهجّرين من بلدة بريح، لتدفع لهم تعويضاتهم “على السريع”، قبل أيام من “مهرجان المصالحة” في بريح.


فجاءت “مصالحة بريح” احتفالا بوداع لساكن قصر بعبدا على أنقاض بيوت مهدّمة


صباح السبت، سار البطريرك بشارة الراعي والئيس سليمان وجنبلاط، ومعهم نواب الشوف وبعبدا وعاليه، تحت رايات الترحيب التي عُلّقت في الساعات الأخيرة السابقة للاحتفال. وحمل الراعي مجد لبنان إلى بريح، أو المختارة بالأحرى، مختتماً ما بدأه سلفه البطريرك نصرالله صفير عام 2001.


الحشد الشعبي الذي اقتصر على عددٍ محدود من العائدين والمقيمين من أهالي بريح، و15 كتائبياً شوفياً رافقوا النائب سامي الجميّل إلى الاحتفال، هم كل ما تبقى لحزب الكتائب في الشوف.


والنائب جورج عدوان بدوره لم يكن سعيداً بسبب عدم “قطف” القوات اللبنانية “همروجة” المصالحة، وهو أمر لا يمكن أن يسمح وليد بك بحصوله حتماً.


وراعي أبرشية صيدا ودير القمر للموارنة المطران الياس نصّار، المعروف عنه عناده في وجه تفرّد زعيم المختارة، لم يكن “ممنوناً” هو الآخر، لكنه قرّر أن “يُمرق المناسبة على خير” كما أوعز للمحيطين به. إذ لم يتلق الدعوة الى الاحتفال باللياقة المطلوبة. حتى عريف الحفل رحّب بمفتي جبل لبنان محمد علي الجوزو، مع أن ممثل المفتي محمد رشيد قباني كان حاضراً، وتناسى بزلّة فكر ذكر اسم المطران نصار بين الحضور، بحجّة أن الترحيب بالبطريرك يعفي من الترحيب بالمطران. ليعود الراعي في كلمته ويذكره كون المطران هو صاحب دار بريح التي يجتمع فيها البطريرك والرئيس وجنبلاط.


والختام يخاف جنبلاط من أن لا يكون بيضة القبّان في انتخاب رئيس الجمهورية. لأن رئاسة الجمهورية فؤيق الرئيس “بيضة قبّان” ثانية، إلى جانب “بيضة”جنبلاط، لأن “لبنان يحتاج بيضتين.


ووزيرة المهجّرين أليس شبطيني أطلقت على شيخ العقل نعيم حسن اسم نعيم قاسم! لذا أصر الرئيس على زلّة لسانٍ من العيار الثقيل، فأكد “...


والبطريرك الراعي قال “مصالحة 7 آب” بدلا من “5 آب”.


فمهما كانت المصالحات “شكلية”، تبقى أفضل حالاً من بقاء الاغتراب القسري قائماً منذ عام 1977. ففي بريح، لم يعد المسيحيون بعد، رغم المصالحة. هؤلاء يحتاجون إلى إعادة بناء بيوتهم، بعد أكثر من ثلاثة عقود من التهجير.


والتعويضات للمهجّرين، من أصل المليارات  التي تم صرفها حتى الآن، أقل بكثير من نسبة الإخلاءات التي دُفعت ليترك المصادرون بقايا البيوت التي صادروها. وستبقى عودة المهجّرين بحاجة إلى أكثر من احتفال.


كما وغياب زعماء الدروز الذين وُجّهت الدعوة إليهم فتغيّبوا لأسباب يعرفها البعض، ولأنهم لم يشاركوا في التهجير فلم يشاركوا في العودة غير المكتملة.


لقد تلقّى النائب الدرزي طلال أرسلان دعوة من النائب وليد جنبلاط لحضور الاحتفال في اتصال هاتفي قبل أسبوع. أرسلان رحّب بالمصالحة، وقال في بيان: “اليوم بريح، ونأمل أن تكون غداً كفرمتى”.


والوزير السابق وئام وهاب، تلقى الدعوة نفسها برسالة نصيّة من جنبلاط ولم يشارك في الإحتفال، فيما حضرت الاحتفال غالبية نوّاب بعبدا وعاليه والشوف.


وغاب نائب حزب الله في بعبدا بلال فرحات.


ولبّى ثمانية وزراء الدعوة إلى الغداء التي تكفّل الوزير أكرم شهيب بتبليغها، من بينهم الوزيران جبران باسيل والياس بو صعب.


مع الإشارة إلى غياب رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة عن الإحتفال. تويتر firasshoufi@الإثنين ١٩ أيار ٢٠١٤ http://www.al-akhbar.com/

ليست هناك تعليقات: