2014/05/03

القديسة ماري فوستينا كوفالسكا 1905- 1938 والرحمة الإلهية الأب جورج صغبيني


القديسة ماري فوستينا كوفالسكا 1905- 1938 والرحمة الإلهية

تُعرف أيضا باسم إيلينا كوفالسكا، وفوستينا كوفالسكا، والأخت ماريا فوستينا كوفالسكا. ويوم عيدها في 5 تشرين الأول/ أكتوبر

وُلدت إيلينا كوفالسكا وهي الإبنة الثالثة بين عشرة أطفال، في 25 آب / أغسطس عام 1905 في قرية بولونية صغيرة تدعى غلوكويس. والداها هما ستانسلاس وماريان كوفالسكا. بدأت دراستها وهي في الثانية عشرة من عمرها وعندما كانت في سن السابعةعشرة كانت تُفضّل أن تقضي كل وقت فراغها أمام القربان المقدس بدلا من قضائه مع أصدقائها. كانت تذهب إلى الاعتراف بانتظام كل أسبوع. وقد شعر والداها بالإنزعاج من حديثها عن الرؤى والأنوار الساطعة واعتبرا ذلك أوهاماً وهلوسة وحاولا إيقاف صلواتها الليلية ولكنهما كانا عاجزين عن رؤية الضوء الغريب الذي يسطع في غرفتها وبيقيها مستيقظة.

كانت العائلة بحاجة ماسة لعمل إيلينا، وفي عام 1921 عندما كانت في السادسة عشرة من عمرها، بدأت العمل كخادمة لمساعدة والديها مادياً. وعندما كانت في الثامنة عشرة أرادت أن تصبح راهبة، لكنّ والديها لم يملكا سوى القليل جدا من المال، فكان عليها أن تعمل جاهدة للحصول على المال من أجل دفع ما يتوجب عليها عند دخولها الرهبانية.

دخلت إيلينا دير جمعية سيدة الرحمة للراهبات المجدليات التي أسستها تريزا بوتاكا عام 1862 في بولندا، وفي عام 1928 أبرزت إيلينا نذورها الأولية وبعد خمس سنوات أبرزت نذورها المؤبدة وأصبحت تُعرف باسم الأخت ماريا فوستينا.

عملت في عدة أديرة كمساعدة في المطبخ، والبستان، وناطورة المدخل...

في عيد الحبل بلا دنس ظهرت السيدة العذراء لفوستينا وأخبرتها بأنها تريد أن تكون أمّاً لها بطريقة مختلفة جداً و تريها طريق الكمال في كل شيء. قالت لها القديسة مريم:" التواضع، التواضع، التواضع".

كثيراً ما تمتعت بصحبة الملائكة وظهر لها الطفل يسوع أيضاً. وقد عاشت آلام المسيح كما لو أنها كانت موجودة حينها، ونالت معرفة أسرارٍ عظيمة عن الثالوث الأقدس. صلّت كثيرا من أجل النفوس المعذبة في المطهر، وكثيرأً ما سمح الله لهذه النفوس بأن تطلب صلاة فوستينا لتخفيف آلامها وعذاباتها المطهريّة.

وكانت مهتمة أيضا أكثر بالمشرفين على الموت، وقد كتبت:"اليوم، رأيتُ يسوع يحارب الموت وهمس لي: يا ابنتي، ساعديني لأربح نفوس كل الخطأة. فهمتُ كيف لي أن أخلّص معظمهم، واستعديتُ لأقاسي حتى أشدَ الآلام. ازدادت معاناتي وشعرت بالجروح في يديّ، قدميّ، وجنبي. شعرتُ بكره عدوّ النفس لي، لكنّه لم يكن قادراً على إلحاق أي أذى بي. وكثيراً ما كتبت عن كونها على اتصال مع الأشخاص المشرفين على الموت، غالباً من مسافة بعيدة. مِن خلال الصلاة كانت قادرة أن تحصل على توبتهم وارتدادهم إلى الرب.

رأت الأخت فوستينا يسوع لأول مرة في بلوك، بولندا في 22 شباط / فبراير عام 1931، وتخبر عن ذلك بقولها: "عندما كنتُ في غرفتي في المساء، رأيتُ يسوع مرتديا رداء أبيض. كانت يده اليمنى مرفوعة تبارك ويده اليسرى تلامس رداءه من مستوى قلبه. من ردائه الذي كان مفتوحاً قليلاً يسطع شعاعان جميلان من قلبه، أحدهما أحمر والآخر أبيض. كنتُ أحدّق بصمت بسيّدي يسوع، ونفسي يعتريها الخوف والفرح معاً، بعد وقت قصير جداً، قال لي: "أرسمي لوحة لي، تماماً كما ترينني الآن، وتحت هذه اللوحة يجب أن تضعي الكلمات التالية: "يا يسوع أنا أثق بك" وأرغب في أن تُكرّم هذه الصورة في كنيستك أولاً ومن ثَمّ في العالم أجمع."

كانت مهمتها أن تجعل حبّ يسوع الرحيم معروفاً في العالم. على كلّ الكهنة أن يُعلّموا كم هي عظيمة ورائعة رحمة يسوع. يطلب يسوع أيضاً ارتداد كل الخطأة حتى يتمكنوا من القدوم إليه دون خوف.

في 25 أيار/ مايو عام 1933 غادرت الأخت فوستينا كراكوفيا لتذهب إلى فيلنوس. وعندما وصلت إلى هناك، قابلت الأب سوبوكو الذي سيصبح كاهن الإعتراف لها. بعد مناقشة و تشاور طويلين حول رسم لوحة المسيح "الرحمة الإلهية" وافق الأب سوبوكو، لكنّه أراد ان يعرف معنى الشعاعين الأبيض و الأحمر المنبثقين قلب يسوع. سألت الأخت فوستينا يسوع وشرح لها: " هما الماء والدم. الأبيض هو الماء الذي يطهّر نفوس الخطأة، والأحمر هو الدم الذي هو حياة النفوس".

في الأحد الذي يلي عيد الفصح (ضمن ثمانيّة الفصح) عام 1935، عُرضت الأيقونة بشكل علني لأول مرة في كنيسة القديسة العذراء في أوسترا براما، وعلى الفور ظهرت الرحمة الإلهية جليّة من خلال بركات وحالات توبة عديدة.

ويوم الجمعة 8 كانون الأول/ ديسمبر 1937 شعرت الأخت فوستينا بشكل قوي بقرب الرب منها خلال القداس الإلهي، وبعد المناولة، نظرت إليه وهي ممتلئة إيماناً وثقة وطلبت منه: " يا يسوع أتوسل إليك بحق رحمتك العظيمة، أرجوك أن تنجي نفوس كل الذين سيموتون اليوم من نيران الجحيم، حتى وإن كانوا أعظم الخطأة. اليوم هو الجمعة، هو يوم عذابك المرير على الصليب، لأنّ رحمتك بدون حدود، حتى الملائكة سيندهشون مما سيرونه". ضمّها السيد السيح بعطف إلى قلبه الإلهي وقال:"يا ابنتي التي أحبها كثيراً أنتِ تفهمين جيداً عمق رحمتي. اعلمي أنّ ما تطلبينه هو علامة عظيمة على رحمتي، لكنني سأفعل كما تطلبين". طلب منها الأب المُعرّف أن تحتفظ بمذكرات روحية، وقد كتبتها في ستة أجزاء.

في شباط / فبراير عام 1938، قبل وفاتها بعدة أشهر، رأت الأخت فوستينا في رؤيا، القديسة مريم العذراء. ظهرت العذراء لفوستينا في نور عظيم، مرتدية ثوباً أبيضاً وحزاماً ذهبياً. ارتدت على رأسها وشاحاً وفوقه تاج ذهبي، حملت في يديها الطفل يسوع. نظرت القديسة العذراء إلى فوستينا وقالت: "أنا أمّ الكهنوت"

ثم وضعت طفلها على الأرض، رفعت يدها اليمنى إلى السماء، نظرت إلى فوستينا وقالت: "يا إلهي ، بارك بولندا، بارك الكهنة ". ثم نظرت إلى الأخت فوستينا مرة أخرى وقالت: " أخبري الكاهن ما رأيتِه للتوّ ".

قامت الأخت فوستينا بالكثير من أعمال الرحمة تجاه الآخرين من أخواتها الراهبات، الأطفال الأيتام والأشخاص الذين يأتون إلى الدير حتى وفاتها.

ومنذ عام 1933، عانت الأخت فوستينا من السلّ الذي تعذّبت بسببه بصمت.

وفي كانون الأول / ديسمبر 1936 ذهبت إلى مصحة مدة أربعة أشهر وعادت إليها ثانية عام 1938 لخمسة أشهر أخرى. خلال مكوثها هناك، صلّت بحرارة وبشدة من أجل المنازعين، حتى عندما كانت حالتها لا تُطاق، وكانت نتيجة ذلك حالات توبة عديدة. قامت بذلك من خلال تلاوة " مسبحة الرحمة الإلهية" على نياتهم، وهي الصلاة التي اعطيت لها في 13- 14 كانون الأول / ديسمبر عام 1935.

توفيت الأخت فوستينا بعطر القداسة يوم الخامس من تشرين الأول /أكتوبر 1938 في الدير الأم في لاغيفنيكي قرب كراكوفيا وكانت في الثالثة والثلاثين من عمرها. واستمرت عملية جمع المعلومات عنها بين عامي 1965 وَ 1967 وكانت كلها عن حياتها وأعمالها وقد أنهاها الكاردينال فويتيلا.

وفي 25 تشرين الثاني/ نوفمبر 1966، نُقل رفاتها إلى كنيسة راهبات الرحمة الإلهية في لاغيفنيكي قرب كراكوفيا. وفُتحت دعوى تطويبها في كانون الثاني / يناير عام 1968،

وفي الأحد الذي يلي عيد الفصح، 18 نيسان / أبريل 1993، يوم الرحمة الإلهية لقلب يسوع الأقدس، أعلِنت فوستينا طوباوية في روما.

وأصبحت قديسة في 30 نيسان / أبريل عام 2000. وقد أعلن البابا يوحنا بولس الثاني الأحد الذي يلي عيد الفصح عيد الرحمة الإلهية.

كانت الأحداث التالية أشدّ إثارة للدهشة، فقد انتشرت العبادة للرحمة الإلهية بسرعة كبيرة، حيث أصبحت بطاقات الصلاة التي تُظهر صورة يسوع مع شعاعي النور المُنبثقين من صدره معروفة جدا. وقد زارت جموع غفيرة من الناس الدير في لاغيفنيكي حيث يوجد قبر فوستينا في الكنيسة الملاصقة للدير. أخبرت الراهبات الحجاج عن حب فوستينا واهتمامها الكبيرين ببولندا ، وأخبروهم أيضاً عن نبوءات فوستينا بأنّ حرباً ستحدث. أقيمت القداديس في كل مكان ، وتمّ الاحتفال بعيد الرحمة الإلهية في الأحد الذي يلي عيد الفصح. أعطى الأساقفة الإذن بطباعة بطاقات الصلاة ونشر الصورة. وبحلول عام 1951 كان هناك 130 مركزاً مكرّساً للرحمة الإلهية في بولندا.

إعلان تطويبها تمّ في 18 نيسان/ أبريل 1993 من قِبل البابا يوحنا بولس الثاني ، وكانت معجزة تطويبها شفاء مورين ديغان التي عانت من مرض ميلروي، وهو نوع مرض وراثي من الوذمة اللمفية، والذي كلفها خسارة ساقها.

وإعلان قداستها تمّ في 30 نيسان/ أبريل 2000 من قِبل البابا يوحنا بولس الثاني، وكانت معجزة إعلان قداستها شفاء الأب رونالد بايتِل من مرض في القلب كان يعاني منه.

 
 
 
3

ليست هناك تعليقات: