2014/05/03

الخدمة الزراعية الاجتماعية في دير الكحلونية الأب جورج صغبيني


الخدمة الزراعية الاجتماعية في دير الكحلونية

كان دير مار الياس الكحلونية عامل جذب للقرى المسيحية المحيطة به كالكحلونية وحارة حمزة وراس الحرف وقتاله وعين موفق والعباديه وسواها من القرى والمزارع الصغيرة وقد بدأت هذه المنطقة تزدهر منذ تأسيس دير مار الياس مما شجع المسيحين على السكن بجواره.

وفي مزرعة دير مار الياس ولدت قرية الكحلونية من شركاء الدير الذين أتوا على يد بعض اقربائهم من الرهبان المقيمين في دير مار الياس ليعملوا في اراضيه الى جانب الرهبان فازداد عدد البيوت في البلدة بازدياد عدد الآتين للعمل في الدير بموجب عقود "شراكة الشلش" كما كان متعارف عليها في ذاك الزمان.

استملك هؤلأ الشركاء الارض حيث يقيمون وكان الدير محورهم الروحي والاجتماعي والثقافي والزراعي... يقدم لهم الخدمات الروحية .ويفتح لهم معاجنه ايام الضيق والعوز 0ويخصص راهبا أو اكثر لتعليم اولادهم الصلوات والقراءة والكتابة.ويشاركهم بخيرات مواسم ما تنتجه الارض. فعاشوا رهبانا وعلمانيين عائلة واحدة يجمعهم شفيع ديرهم ورعيتهم النبي ايليا.

كان الرهبان يوفرون العمل لشركاء الدير في المدرسة والجنائن ولسواهم من أبناء القرى المجاورة بحسب مواسم الكروم والصنوبر لإعالة عائلاتهم كما ورد ذلك في تقرير غرَّة كانون الثاني 1943:

الإسم راتب شهري المهنة ملاحظات

قزحيا كساب 36000 فلاّح مع طعام ومنامة

جوزف عبدو سلامة 6000 عامل في الدير مع منامة وطعام

نجيب سليمان 6000 راعٍ مع مونة

إمرأة... 12000 خبز وغسيل مع طعام ومونة

عبدو أندريا 22500 ناطور مع طعام ومونة

الياس طانيوس 25000 عامل في الجنائن مع طعام ومونة

فيليب بطحا 15000 راعٍ مقيم في الدير مع منامة وطعام

ميشال بطحا 20000 عامل في الجنائن " " " "

حبيب صدقه 15000 عامل في الدير " " " "

جوزف صدقه 12500 " " " " " " "

الياس أسعد 10000 " " " " " " "

مساعدات مالية

نكتفي بذكر بعض المساعدات بحسب ما وردت في تقارير دفاتر حسابات دير مار الياس لنشير الى أن المساعدات لم تكن مقتصرة على المساعدات المدرسية أو الزراعية بل وإلى احسانات توزع على الفقراء وبأوقات مختلفة بقيمة 8600 قرشاً في عهد الأب اجناديوس سركيس. ومساعدات على فقراء أيضاً ومساعدات بمشاريع خيرة 22985 قرشاً فضلاً عن الفقراء الذين يأكلون على مائدة الدير يومياً ومعدل ضيوف شهري نحو 60 نفساً.

ومن تقرير عن المساعدات والاحسان لعام 1970 ورد:

"يساعد الدير بعض العيال المستورة والمشاريع الخيرية ويحسن على الفقراء الذين يؤمون الدير بمبلغ سنوي قدره 400 ليرة لبنانية".

الزراعة في دير الكحلونية

إنّ معظم أراضي دير مار الياس هي أراضٍ حرشيَّة وقد عمل الرهبان على تشجير بعضها بالأشجار المثمرة من التين والزيتون والتوت والصنوبر... وتجليل الأرض لزراعة الخضار والحبوب على أنواعها وقد اهتم الدير بالإنتاج الحيواني فعمد الى تربية الماعز للإستفادة من سمادها وألبانها والبقر لفلاحة الأرض ودبغ جلودها لصناعة الأحذية وتجليد الكتب بالأضافة الى مزرعة الخنازير والدواجن اتي كانت تكفي الاستهلاك المكاني في الدير وفي المدرسة التي كانت تحتوي على مئة وخمسين تلميذاً داخلياً.

عمد الرهبان الى تطوير الانتاج الزراعي فتوقف بعضها وازداد بعضها الآخر بحسب الحاجة اليها فتوقفت زراعة التوت وازدادت مساحات الكرمة والزيتون والتفاح والإجاص والدراق والخوخ، وتمّ بناء مزرعة للدواجن والخنازير وتوقفت تربية الأبقار مع انتشار الآلات الزراعية الحديثة وكذلك الماعز لما تسببه من أضرار في المزروعات.

ولكثرة الينابيع في أرض الدير ازدادت مساحات الأرض الزراعية وتوقف مبدأ الشراكة الذي كان متبعاً قديماً ليحلّ مكانه مبدأ العمل اليومي فازداد بذلك عدد العائلات المستفيدة من العمل في الدير.

إلاّ انّ أحداث عام 1983 أتت على جميع هذه النهضة الزراعية فبارت الأرض حتى عام 1992 واحترقت الأشجار الصنوبرية وقطع معظمها مع كافة الأشجار المثمرة. ومع عودة الرهبان تلقى أرضه الديرنهضة زراعية في إعادة تشجير نحو ألف نصبة من الزيتون والتفاح والإجاص والدراق والخروب بالإضافة الى مشروع تشجير أكثر من 4 آلاف نصبة صنوبرية. أمّا العمل في الأرض فقد تحول الى ضمانات موسمية لعدم توفر اليد العاملة.

ولا بد من ذكر مساعدة البعثة البابوية لدير الكحلونية في المجال الزراعي باصلاح برك الجنائن وشراء قساطل بطول 750 متراً 2 إنش وموتور لضخ المياه من النبع الى البرك لريّ الجنائن والمزروعات التي يستفيد منها أبناء الجوار في عملهم في أرض الدير وقد عمل أبناء البلدة على مدّ قساطل المياه وتركيبها كمساعدة لأنهاض جنائن الدير البائرة منذ عام 1983. وبلغت مساعدة البعثة البابوية عشرة آلاف دولار أميركي عام 1996.

أبنية زراعية تضررت من جراء الأحداث

1- بناء من طابقين شمال الدير للماشية والدواجن وسكن الرعاة.

2- بناءان في المغاريق لأشتاء الرعيان مع قطعانهم.

جنائن بارت يغياب الرهبان عنها طيلة 10 سنوات وأشجار الصنوبر قُطعت من حول الدير ما بين عام 1983 و1993.

 

ليست هناك تعليقات: