2014/05/05

دير الكحلونية رهبانية برسم البيع الأب جورج صغبيني


رهبانية برسم البيع

بعد أحداث الجبل عام 1983 وعودة الرهبان إلى دير الكحلونية وجد الرهبان أن اوتيل الغرين هاوس قد سرقت ونهبت محتوياته ونوافذه وادواته الصحية والكهربائية واحرق ما تبقى فيه وقد هدم جزء منه وقد تبلغ تكاليف اصلاحه اكثر من مئة الف دولار اميركي. وتسعى الرهبانية بشخص الأب يوسف موّنس مدير عام مدارس الرهبانية الى فتح مدرسة مار الياس الكحلونية في بناء أوتيل الغرين هاوس في بلدة بعلشمية بدلاً من المدرسة في بلدة الكحلونية التي تهدمت كليّا. على أن تتحوّل المدرسة في الدير بعد الترميم الى مدرسة مهنيّة تتمكن من استيعاب أكبر عدد من التلامذة أبناء المنطقة، رغبة من الرهبانية بالإبقاء على عنصر الشباب في المنطقة والعمل فيها بدلاً من هجرتهم نحو المدينة.

اما اوتيل الاسبلانادا فقد تمّ بيعه بعد أن هجّر الرهبان إلى دير القمر بمبلغ مليون ومئتين الف دولار اميركي على يد رئيس الدير بالوكالة اذ تمّ تعيينه وكيلاً على الدير في حالة استثنائية والتي قيل عنها في منشور مجهول الإمضاء والتاريخ تحت عنوان (رهبانية برسم للبيع ) نقتطف منه:
"ان الملكية في الرهبانية اللبنانية المارونية مردها الى مرجعين عرق جبين الرهبان من عملهم الدؤوب في الأرض وهبات المؤمنين تحت شعار أموال الأوجاع والأيتام والأرامل.
وقد حافظت الرهبانية عبر تاريخها على هذه الملكية فحفظت به المسيحية في هذا الوطن منذ وجودها وكانت لا تزال تحافظ على لبنان عبر وقفة المرحوم الأباتي يوسف طربيه الذي حمل لواء "منع تملك الأجانب في لبنان" في عهد الرئيس شارل حلو.
لكن الأيدي الخفية العاملة على اندثار المسيحية من الشرق باتت اليوم تحارب المؤسسة الرهبانية ليس من الخارج بل ومن الداخل أيضاً على أيدي المسؤولين الرهبانيين بالذات الذين باتت الأديار في عهدهم مشاعا والرهبان في شتات ليس من يجمع وليس من يقول لا.

مختصر القول وعنوانه هو أوتيل اسبلانادا الذي باتت أخباره منتشرة على السطوح. فمن هو وراء بيع هذا الأوتيل؟ ومن المستفيد من الشراء والبيع معاً؟

ان أوتيل الاسبلانادا هو من أملاك دير مار الياس الكحلونية التابع للرهبانية المارونية تحت رقم العقار 1165 ويتألف من سبع طوابق: الأرضي مطبخ، الأول مطاعم، ومن الثاني وحتى السابع غرف منامة وعددها 72 غرفة.

تمّ بيع الأوتيل كبناء مع عقاره ومساحته 5300 م2 بحسب التخمين القديم أي منذ 3 أعوام بـ 15$ للمتر الواحد في حين ان سعر المتر الواحد هو ما بين 150$ و 170$ وهذا هو ثمن متر الأرض دون البناء القائم. في حين ان البيع قد تمّ بمبلغ 650 ألف دولار للأرض والبناء معاً وهذه القيمة هي ما عرض كثمن لشراء حجارة الأوتيل فقط.

وبجانب هذا العقار عقاران رقم 1164 ورقم 1166 يحتوي الأول على أوتيل غرين هاوس والعقار الثاني كاراجات ومواقف للسيارات. وعلى العقارات الثلاث أبنية متعدّية على بعضها وهذا ما يمنع الفرز والضمّ. وضمت هذه العقارات. مع العلم ان الإفادات العقارية الرسمية المؤرخة في 31/10/1991 لا تثبت قيام الأوتيل لأنه لم يسجل عليها حتى تاريخه. والانشاءات قائمة منذ عام 1950 مما يدلّ ان البيع يتم على أرض سليخ وليس على بناء قائم وهنا تكمن لعبة السمسار الكبير الذي تمّ البيع على يده. مع العلم ان الدير مهدوم ولا وجود رهباني فيه منذ سنة 1983 نظراً للأحداث التي عصفت بالمنطقة هناك وليس للدير وكيل شرعي حتى الآن من قبل السلطة الرهبانية مع العلم انه في ايلول 1991 كان اعلان في جريدة النهار بان وكيلة رئيس دير الكحلونية (اي الرئيس البديل رقم 2) تطلب يتفويض خاص من رئيس الدير سند ملكية بدل عن ضائع عن العقار 1164.
ان العقار 1164 المذكور عليه اشارة من قبل التنظيم المدني لوجود مخالفة بناء عليه بتاريخ 18/1/1980. ولكن امين السجل العقاري وضع ملاحظة هذا نصها: "اشارة بعدم اجراء اي معاملة على هذا العقار (1164) الا بعد الاطلاع على سند الملكية المعطى والافادة العقارية للتأكد من وجود المخالفة عليها.".
لقد تمّ بيع العقار 1164 القائم بمبلغ 650 الف دولار بموجب عقد بيع لدى كاتب العدل.
... إن أملاك الرهبنة هي أملاك الأوجاع والفقراء واليتامى فكيف يحق للمسؤولين في الرهبنة بالمتاجرة والسرقة والسمسرة.
المطلوب استرجاع أملاك الرهبنة وملاحقة المسؤول عن هذه الصفقة ومحاكمته لأن الصفقة هي غبن بمسيحيي منطقة بحمدون المهجرين وهي بادرة خطيرة لتثبيت التهجير في تلك المنطقة حين تبيع الرهبنة أملاكها.
... إن بيع أوتيل الاسبلانادا الذي هو صورة مصغرة لعقارات كثيرة في الرهبانية هي محاولة للقضاء على المؤسسة الرهبانية التي وقفت سابقاً في وجه بيع الأراضي للغرباء. فما بالها اليوم تقوم بدور السمسار لبيع لبنان الى الشيطان.

وكلّ أوتيل والرهبنة بخير.

ليست هناك تعليقات: