2014/05/03

النأي بالنفس أو الحياد في الوطن خيانة الأب جورج صغبيني


النأي بالنفس أو الحياد في الوطن خيانة
 

إن النأي بالنفس والحياد

يعني مساواة الأعداء بالأصدقاء

ويعني عدم مقاومة العدو

ويعني عدم شكر الصديق

...

والحياد في الوطن هو عدم الإنتماء للوطن

...

كما حياد المؤمن من الله والشيطان

وهذا يساوي علاقتنا بالله كما مع الشيطان

والمسيح بقول من ليس معي فهو ضدّي

وبطرس الرسول يؤكد أن صداقتنا للشيطان هي عداوة لله

...

البعض ينكر وجود الشيطان

يقيناً منه باكفر

وهذا يؤدي إلى نكران وجود الله

وبهذا يجعل الإنسان ذاته إلها وشيطانا معا

...

ومقولة ليس من خير وليس من شرّ

هذه مقولة تنقض الأدبان

...

وللأسف أن بعض رجال الدين الذين بروّجون مثل هذه التعاليم ينقضون بذلك الكتب السماوية لاسترضاء بعض الرعاع

...

فنكران الخير هو نكران لوجود القديسين وسيرتهم الصالحة

كما هو نكران لوجود العدالة والقضاء

...

وهذا يستدعي للتساؤل عن مدى وجود الإنسان خارج نطاق الوجود المادي كالجماد وخارج الوجود البهيمي كالحيوان وما يميّزه عنهما

...

ففي الورد يعبق الطيب والجمال والشوك أيضا

وفي النحل جنيَ شهد العسل الطيّب وعقصها أيضا

...

أيها الجاهل

بحيادك هذه ورأيك هذا تساوي بين النور والظلمة

وتساوي بين محييك وقاتلك

وتساوي بين الجندي الذي يستشهد من أجلك وبين العدو الذي يجعلك أسيرا وعميلا وقتيلا

...

أيها الجاهل

أخبرني

لماذا حارب ميخائيل عزرائيل

ولماذا ضرب الله الأرض بالطوفان أيام نوح

ولماذا بلبل الله شعب نمرود

ولماذا أحرق الله سادوم وعامورة

ولماذا صُلب المسيح من أجلك وتألّم ومات وقام منتصرا على الموتّ

ولماذا أنزل الملاك جبرائيل القرآن الكريم على نبيّ المسلمين

ولماذا كانت وصايا الله لموسى

ولماذا كانت شرائع حمورابي من قبلُ

وإلا لكان الناس كما في البحر يأكل السمك الكبير الصغير منها

وكان الناس كما في الغاب يفترس المتوحّش من الحيوان الضعيف منه

...

أيها الجاهل

لا تُعمّم جهلك غلى الناس

...

فإن كنت تريد التحرّر

فتحرّر من وسوسة إبليس لك بأن ليس إله

...

ومن أنت أيها الجاهل

حتى تساوي بين الله والشيطان

...

ومن أنت أيها الجاهل

حتى تدّعي الحياد بين الخير وبين الشرّ

وحتى تدّعي النأي بالنفس بين الصديق والعدوّ

...

عُد إلى رشدك أيها الغبيّ

لأنّ من يدّعي الحياد في الوطن

لا يستحق العيش في هذا الوطن

...

والسلام.

 
 





ليست هناك تعليقات: