2014/05/05

التعاونية السكنية الكحلونية- قرية نموذجية الأب جورج صغبيني


التعاونية السكنية الكحلونية- قرية نموذجية

أول لقاءات شباب الكحلونية المهجرين من بلدتهم كانت تعقد في دير مار موسى. وبمساع، من الأب اغوسطين الهاشم رئيس دير مار موسى الدوار وإبن بلدة الكحلونية، والأب جورج صقر مدير الصندوق الماروني، لعودة شباب وأبناء بلدة الكحلونية إلى قريتهم فكانت ولادة الجمعية التعاونية السكنية- الكحلونية التي تقدم فيها بعض شباب قرى الكحلونية وحارة حمزة طالبين قطعة ارض لبناء مساكن عليها فقدمت لهم الرهبانية عقارا مساحة 17 الف مترا مربعا هبة لبناء نحو ثمانين مسكناً...

رسالة من شباب تجمع الكحلونية الى رئيس الدير :

نحن الموقعين أدناه أبناء بلدة الكحلونية الذي ارتبط مصيرنا بمصير دير مار الياس وقد هجّرتنا الحرب ودمّرت ممتلكاتنا وديرنا،

بعد سنين من تركنا البلدة نمت عائلاتنا وكبرت وها نحن اليوم نواجه ضيقاً في مساحة الأرض التي كانت البلدة قائمة عليها حتى أطلال البيوت المتبقية ضاقت على أبنائها مما يعيق عودتنا اليها.

هذا وقد ساهمت من قبل الرهبانية اللبنانية المارونية ودير مار الياس ذاته أجدادنا وآباءنا باقتطاع قطعة أرض خصصت لهم ولسكنهم في جوار الدير.

واذ نحن متمسكون بهذه العلاقة الوثيقة بين الرهبانية التي تمثلون والدير الذي ترأسون ورغبة منا في العودة الى بلدتنا الكحلونية لاعادة بنائها وللسكن فيها وفي جوار الدير الذي ربينا في حماه،وتماشياً مع تقاليد الأجداد والآباء الذين عاشوا حياتهم كلّها في مشاركة الرهبان والرهبانية في عيش القيم المسيحية الحقّة والمساهمة في انماء مقدرات الدير الاقتصادية والاجتماعية والتربوية،

جئنا ملتمسين من حضرتكم ومن الرهبانية الجليلة، وضع قطعة أرض في تصرفنا تتسع لبناء مساكن لنتمكن من بناء مستقبل لنا ولأبنائنا.

واذ نشكر لكم سلفاً التفاتتكم الكريمة نحونا خاصة نحن أبناء الكحلونية ونحو أبناء الجوار عامة نأمل أن تلقى رغبتنا هذه تجاوباً طيباً لديكم. ونعدكم بأنّنا سنلتزم بالشروط التي تضعونها والترتيبات التي تقترحونها بهذا الشأن.هذا وقد انتدبنا السيد جورج الياس معّز للتوقيع باسمنا جميعاً، لتمثيلنا لديكم ولدى المراجع المختصة ولمتابعة الاتصالات.

وتفضلوا بقبول فائق شكرنا وتقديرنا. تاريخ 25 آذار 1994 عن تجمع شباب الكحلونية الامضاء جورج الياس معّز

كتاب من رئيس الدير الى مجمع الرئاسة العامة بخصوص طلب تجمع شباب الكحلونية :

"قدس الأب العام السامي الاحترام ومجمع المدبرين العامين الموقر،

بعد التشرف بلثم راحتكم الطاهرة والتماس بركتكم الأبوية أعرض لقدسكم ولمجمع المدبرين العامين الموقر، أنّنا نحن أبناءكم رئيس وجمهور دير مار الياس الكحلونية عقدنا مجمعاً ديرياً بتاريخ 31 من شهر أيار سنة 1994 وتدارسنا ما يلي:

أولاً: لقد وجّه اليَّ بعضٌ من أهالي الكحلونية وحارة حمزة كتاباً يتضمن إعطائهم قطعة أرض لبناء مساكن عليها حتى يتمكنوا من العودة الى بلدتهم.

طيّه الكتاب الموجه اليّ عنهم بامضاء السيد جورج الياس معّز.

ثانياً: وجّه اليّ أيضاً الدكتور الياس عبدو الأسمر من شبّان الحدث-بيروت كتاباً يطلب فيه امكانية ضمان قطع أرض بقصد زراعتها أشجار مثمرة (إجاص-ودراقن) ولأطول مدّة ممكنة تبلغ مساحة الأرض التقريبية خمسة عشر ألف متر مربّع.

وحضرة المدير العام باسيل ناصيف الجزيل الاحترام على علم بالموضوع لأنّه كان حاضراً في الدير عندما تقدّموا منّي بهذا الطلب.

طيّه الكتاب المرفوع اليّ. وتفضلوا بقبول طاعتنا واحترامنا.

الأب لويس أبي يونس

رئيس الدير

جواب مجمع الرئاسة العامة لرئيس الدير بخصوص تجمع شباب الكحلونية تحت رقم 4799/13 بتاريخ 21/6/1994.

"حضرة الفاضل الأب لويس أبي يونس رئيس دير مار الياس - الكحلونية المحترم،

بعد البركة والسلام بالربّ نبدي،

بناء على ما جاء في مجمعكم الديّري المؤرّخ في الحادي والثلاثين من شهر أيار سنة 1994، المتضمّن طلب السماح لكم توقيع عقد استثمار لخمسة عشر ألف متر مربّع مع السيد الياس عبدو الأسمر؛ إعطاء أهالي الكحلونية وحارة حمزة بعض العقارات ليبنوا عليها بيوتهم ليتمكّنوا من العودة الى المناطق التي تركوها بسبب الحرب، وبعد مراجعة الوكالة العامّة،وبناء على قرار مجمع الرئاسة العامّة المنعقد برئاستنا في الرابع عشر من شهر حزيران سنة 1994، تحت الرقم :23/94/1 نعلمكم بموافقة المجمع على تخصيص مساحة عشرة آلاف متر مربّع ليبنى عليها ثمانون مسكناً.على أن تدرس لاحقاً كلّ التفاصيل القانونية والماليّة.

أمّا بخصوص توقيع عقد استثمار مع السيد الياس عبدو الأسمر، فتبيّن لنا، بعد دراسة الموضوع، أن ذلك لا يتناسب ومصلحة الدير.

أخذ الله بيدكم وشملكم وجمهور ديركم المبارك بوافر نعمه وبركاته الإلهيّة. خادمكم

يوحنا تابت أب عام لبناني

الرهبانية تقدّم أرضا في الكحلونية

دير مار الياس الكحلونية يقدم أرضا لبناء مشروع سكني.

كلمة الأباتي يوحنا تابت بمناسبة وضع حجر الأساس للمشروع السكني في دير مار الياس الكحلونية بتاريخ 14/12/1997. - مجلة أوراق رهبانية

كلمة الأب جورج صغبيني

صاحبَ الرعايةِ قدسَ الأبِ العامِ يوحنا تابت رئيسَ عامِ الرهبانيةِ اللبنانيةِ الساميَ الإحترام

معالي الوزير الياس حبيقه والسادة النواب الكرام

حضرات الأباء المدبرين الجزيل احترامهم

حضرات المدعوين الكرام رؤساءَ ورئيساتِ أديارٍ ومدارسَ ورؤساءَ بلدياتٍ ومخاتيرَ وفعالياتٍ.

شعراً قرأتُ يومَ أمسٍ يصلحُ لأن يكونَ في مناسبةِ اليومْ:

إن لم تَزُرْ هَذي البلادَ فقد أتَتْ منكَ مكارمُكَ العظامُ تَزُوْرُها

وحضورُكُم ما بيننا أحلَّ مكارمَكُم مضاعفةً

أَعِيْدٌ هُوَ؟ أَنْسَانَا الخطوبَ التي حلَّتْ،

لنبنيَ على يدِكُم الكريمة صروحاً بدلاً من بيوتٍ مندرسة.

لنجمعَ شملَ الأهلِ أيامَ الأُنسِ الخوالي بعدَ شتاتٍ في المجهول وبكاءٍ راحيليٍّ لا تعزيةَ فيه تُرتَجى،

ودماءٍ شهداءٍ ثَبَّتَتْ جغرافيةَ الأرضِ والوطنِ،

ودموعٍ طَمَتْ كالسيلِ المدرارِ على أحبّةٍ رحلوا ولم يعودوا معنا في مشروعِ العودةِ وإن لم يَغِبْ حضورُهُم من الذاكرة.

فإذا بيدِكُم الكريمةُ تنزعُ عن الجباهِ المعفَّرَِة بالتسآلِ غبارَالذلِّ، وتزرعُ مع البناءِ، رجاءَ الإرشادِ الرسوليِّ الجديدِ للبنانَ، في تجمُّعِ العائلةِ والعيشِ المشترك. لتنكشِفَ، كما ليوسفَ البارِ في ذكرى البيانِ له اليومَ، للذينَ تنحجبُ عنهم رؤيةُ حقيقةِ الرهبانيةِ في مجالاتِ الخدماتِ على أنواعها التي تقدِّمُها على صعيدِ الكنيسةِ والوطنِ .

لستُمْ هنا لننتحبَ بمراثيَ إرميا ولا وقوفاً لنبكيَ على طللٍ ذكرى حبيبٍ ومنزلِ، ولا للتباهي بمنجزاتِ الرهبانيةِ.

بل إنَّ حلولَكُم ما بيننا يا صاحبَ الرعايةِ معَ بَدْءِ حلولَ زمنِ الميلادِ هوَ لتنهضَ بكُمُ الهِمَمُ، وتشتدُّ الأفكارُ الواهنةُ والعزائمُ تتكاتفُ، في شبابٍ هو المستقبلُ المرتجى يعملُ كاجدادهِ الذين رموا السيفَ من يدِ النبيِّ التشبيِّ، الهروبِ من ظلامةِ آحابِ، العائدِ لا حاملاً مترسةً بل توحيدَ الرايةِ بعباءَةِ الراهبِ، وتوحيدَ القلوبِ حولَ الإلهِ الواحدِ الأحدِ، بهمَّةِ رؤساءٍ توالَوا على الرهبانيةِ وعلى خدمةِ أبناءِ جوارِ الديرِ القابعِ في زمنِ الذكرياتِ الحسانِ، ضارباً صفحاً على الماضي برؤيةِ الغدِ في هذا الجبلِ الأشمِّ، في تلاقي الأحبَّةِ لا على بناءِ حجارةٍ صروحاً بل على بناءِ الودِّ في صروحِ القلوبِ.

بهمّةٍ جَمَعَتْ من لهُم اليدُ الطولى لا بتقديمِ الأرضٍ وحسبُ، بل بوضعِ حجرِ الأساسِ في مشروعِ هذا البناءِ، كما منذُ مئتينِ وثلاثينَ سنةً خَلَتْ .

وبهمّةِ من لهُ الأمرُ في قيامِ البُنَى التحتيَّةِ والفوقيَّةِ، معالي الوزير إلي حبيقه، والحاجةُ هيَ أكثرُ من كفافِ يومٍ .

وحضورُكُم للشروعِ في هذا البناءِ، هو بمقدارِ تأكيدِكُم على تثبيتِ أواصرِ المحبةِ، والتماهي على الجهلِ. من أجلِ غدٍ أفضلَ لبلدةٍ، هي على شبه صورةِ الوطنِ. تنهضُ، من تحتِ الركامِ من تحتِ الردمِ، أغنيةً على الشفاهِ، كصلاةِ العابدينَ، على إيقاعِ آلاتِ البناءِ.

تجمعونَ أبناءَكُم من حولِ شخصِكُم في ديرٍ رسالتُهُ كما الوطنُ في عائلاتِهِ الذي هو قيمةٌ ورسالةٌ في محيطِهِ .

أهلاً بكُم يا صاحِبَ الدارِ والرعاية

وأهلاً بجميعِ الحاضرينَ في ديرِكُم مار الياس الكحلونية

وعاشتِ الرهبانية وعاشَ لبنان .


صورة ماكيت للتعاونية السكنية وبعض ما تحقق منها
 

ليست هناك تعليقات: