2014/05/17

أحد ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس الأب جورج صغبيني


أحد ظهور يسوع لتلميذي عمّاوس
 

إنجيل هذا الأحد هو من سلسلة أناجيل الآحاد التي تتحدّث عن ظهورات يسوع لتلاميذه بعد القيامة.

يدعونا مار بولس في رسالة اليوم، إلى تذكّر الرب يسوع المسيح الذي تجسّد ومات وقام "من أجلنا ومن أجل خلاصنا".

رسالة القديس بولس الرسول الثانية إلى تلميذه طيموتاوس 2/ 8- 13

8 تَذَكَّرْ يَسُوعَ الـمَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات، وهُوَ مِنْ نَسْلِ دَاوُد، بِحَسَبِ إِنْجِيلِي،

9 الَّذي فِيهِ أَحْتَمِلُ الـمَشَقَّاتِ حَتَّى القُيُودَ كَمُجْرِم، لـكِنَّ كَلِمَةَ اللهِ لا تُقَيَّد.

10 لِذلِكَ أَصْبِرُ على كُلِّ شَيْءٍ مِنْ أَجْلِ الـمُخْتَارِين، لِيَحْصَلُوا هُم أَيْضًا على الـخَلاصِ في الـمَسِيحِ يَسُوعَ مَعَ الـمَجْدِ الأَبَدِيّ.

11 صَادِقَةٌ هِيَ الكَلِمَة: إِنْ مُتْنَا مَعَهُ نَحْيَا مَعَهُ،

12 وإِنْ صَبَرْنَا نَمْلِكْ مَعَهُ، وإِنْ أَنْكَرْنَاهُ يُنْكِرْنَا،

13 وإِنْ كُنَّا غَيرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لأَنَّهُ لا يَقْدِرُ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ!

لنتذكّر "يَسُوعَ الـمَسِيحَ الَّذي قَامَ مِنْ بَينِ الأَمْوَات". كما في صلاة القداس بعد الكلام الجوهري نذكر موتك يا رب ونعترف بقيامتك وننتظر مجيئك...

وفي إنجيل تلميذي عمّاوس، يرسم لنا الإنجيليّ لوقا طريق الهرب من الصعاب كما يرسم لنا طريق العودة إلى الشهادة بقيامة الرب الذي يرافقنا في القربان كما رافق تلميذيّ عمّاوس حتى انفتحت أعينهما حين كسر الخبز.

إنجيل لوقا 24/ 13- 35

13 وَفي اليَوْمِ عَينِهِ، (أي يوم الأحد) كانَ إثْنَانِ مِنْهُم ذَاهِبَيْنِ إِلَى قَرْيَةٍ تُدْعَى عِمَّاوُس، تَبْعُدُ نَحْوَ سَبْعَةِ أَمْيَالٍ عَنْ أُورَشَلِيم.

14 وَكانَا يَتَحَادَثَانِ بِكُلِّ تِلْكَ الأُمُورِ الَّتِي حَدَثَتْ.

15 وفيمَا هُمَا يَتَحَادَثَانِ وَيَتَسَاءَلان، إِذَا يَسُوعُ نَفْسُهُ قَدِ إقْتَرَبَ مِنْهُمَا، وَرَاحَ يَسِيرُ مَعَهُمَا.

16 ولـكِنَّ أَعْيُنَهُمَا أُمْسِكَتْ عَنْ مَعْرِفَتِهِ.

17 أَمَّا هُوَ فَقَالَ لَهُمَا: "مَا هـذَا الكَلامُ الَّذي تَتَحَادَثَانِ بِهِ، وَأَنْتُمَا تَسِيرَان؟". فَوَقَفَا عَابِسَين.

18 وَأَجَابَ أَحَدُهُمَا، وأسْمُهُ كِلْيُوبَاس، فَقَالَ لَهُ: "هَلْ أَنْتَ وَحْدَكَ غَرِيبٌ عَنْ أُورَشَلِيم، فَلا تَعْلَمَ مَا حَدَثَ فِيهَا هـذِهِ الأَيَّام؟".

19 فَقَالَ لَهُمَا: "ومَا هِيَ؟". فَقَالا لَهُ: "مَا يَتَعَلَّقُ بِيَسُوعَ النَّاصِرِيّ، الَّذي كَانَ رَجُلاً نَبِيًّا قَوِيًّا بِالقَوْلِ وَالفِعْل، قُدَّامَ اللهِ وَالشَّعْبِ كُلِّهِ.

20 وكَيْفَ أَسْلَمَهُ أَحْبَارُنا وَرُؤَسَاؤُنَا لِيُحْكَمَ عَلَيْهِ بِالـمَوْت، وَكَيْفَ صَلَبُوه!

21 وكُنَّا نَحْنُ نَرْجُو أَنْ يَكُونَ هُوَ الَّذي سَيَفْدِي إِسْرَائِيل. وَلـكِنْ مَعَ هـذَا كُلِّهِ، فَهذَا هُوَ اليَوْمُ الثَّالِثُ بَعْدَ تِلْكَ الأَحْدَاث.

22 لـكِنَّ بَعْضَ النِّسَاءِ مِنْ جَمَاعَتِنَا أَدْهَشْنَنَا، لأَنَّهُنَّ ذَهَبْنَ إِلَى القَبْرِ عِنْدَ الفَجْر،

23 وَلَمْ يَجِدْنَ جَسَدَ يَسُوع، فَرَجَعْنَ وَقُلْنَ إِنَّهُنَّ شَاهَدْنَ مَلائِكَةً تَرَاءَوْا لَهُنَّ وَقَالُوا إِنَّهُ حَيّ!

24 ومَضَى قَوْمٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَنَا إِلى القَبْر، فَوَجَدُوهُ هـكذَا كَمَا قَالَتِ النِّسَاء، وَأَمَّا يَسُوعُ فَلَمْ يَرَوْه".

25 فقَالَ لَهُمَا يَسُوع: "يَا عَدِيمَيِ الفَهْم، وَبَطِيئَيِ القَلْبِ في الإِيْمَانِ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاء!

26 أَمَا كَانَ يَجِبُ عَلَى الـمَسِيحِ أَنْ يُعَانِيَ تِلْكَ الآلام، ثُمَّ يَدْخُلَ في مَجْدِهِ؟".

27 وَفَسَّرَ لَهُمَا مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ في كُلِّ الكُتُبِ الـمُقَدَّسَة، مُبْتَدِئًا بِمُوسَى وَجَمِيعِ الأَنْبِيَاء.

28 وإقْتَرَبَا مِنَ القَرْيَةِ الَّتي كَانَا ذَاهِبَيْنِ إِلَيْهَا، فتَظَاهَرَ يَسُوعُ بِأَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلى مَكَانٍ أَبْعَد.

29 فَتَمَسَّكَا بِهِ قَائِلَين: "أُمْكُثْ مَعَنَا، فَقَدْ حَانَ الـمَسَاء، وَمَالَ النَّهَار". فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا.

30 وفِيمَا كَانَ مُتَّكِئًا مَعَهُمَا، أَخَذَ الـخُبْزَ، وبَارَكَ، وَكَسَرَ، ونَاوَلَهُمَا.

31 فإنْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا، وَعَرَفَاهُ، فَإِذَا هُوَ قَدْ تَوَارَى عَنْهُمَا.

32 فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِلآخَر: "أَمَا كَانَ قَلْبُنَا مُضْطَرِمًا فِينَا، حِينَ كَانَ يُكَلِّمُنَا في الطَّرِيق، وَيَشْرَحُ لَنَا الكُتُب؟".

33 وقَامَا في تِلْكَ السَّاعَةِ عَيْنِهَا، وَرَجَعَا إلَى أُورَشَلِيم، فَوَجَدَا الأَحَدَ عَشَرَ وَالَّذِينَ مَعَهُم مُجْتَمِعِين،

34 وَهُم يَقُولُون: "حَقًّا إِنَّ الرَّبَّ قَام، وتَرَاءَى لِسِمْعَان!".

35 أَمَّا هُمَا فَكانَا يُخْبِرانِ بِمَا حَدَثَ في الطَّرِيق، وَكَيْفَ عَرَفَا يَسُوعَ عِنْدَ كَسْرِ الـخُبْز.

ترك التلميذان أورشليم بعد أن شهدا موت المعلم وغمرهما اليأس لدرجة أنّهما سردا لرفيق الدرب الغريب كلّ الرواية وحتى أخبار قيامة الربّ مما دفع الرب إلى لومهما قائلًا: "يَا عَدِيـمَيِ الفَهْم، وَبَطِيئَيِ القَلْبِ في الإِيْمَانِ بِكُلِّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الأَنْبِيَاء".

فلنعد من عماوس الهروب إلى أورشليم القيامة

فلنعد إلى كنيستنا التي فرّقتنا عنها السياسة

فلنعد إلى وطننا الذي خطفتنا منه الأحزاب

فلنعد إلى ذاتنا العديمة الفهم وبطيئة القلب

ليرشدنا يسوع كما للتلميذين على طريق هربهما لنفهم الحقيقة وكلّ ما كُتِب عنه؟

"أمكث معنا"

"فدخل ليقيم معهما"، ثمّ "جلس على الطعام"

بقي حاضرًا ليكسر الخبز

ليكشف السرّ

لقد إنفتحت أعينهما

وووقعت الغشاوة عن قلبيهما

وزال الخوف من اليهود

وعادا إلى أورشليم ليبشّرا بقيامة الرب

ربي وإلهي... قالها توما حين عاين جنب المسيح المطعون بالحربة وآثار المسامير.

وتلميذا عمّاوس عَرَفَا يَسُوعَ عِنْدَ كَسْرِ الـخُبْز.

ونحن الذين أصابنا التهجير والهرب من قرية إلى قرية وكأن نهاية العالم قَرُبَتْ وامتلكنا الخَوفِ على وجودنا في لبنان وعلى بقاء مَسيحِيَّتِنا، وعلى وُجودِنا في الشَرقِ...

أُمكُث معَنا،

كما معَ تِلميذَي عَمَّاوُس،

وافتح عيوننا فنفهَم معنى وجودنا في هذا الوطن الرسالة.

 
1

ليست هناك تعليقات: