2014/05/03

حياة النبي ايليا الأب جورج صغبيني


حياة النبي ايليا

كان ايليا النبي من قرية تِشبَه في ارض جلعاد. مجهول القبيلة والوالدَ ين ، في عهد آسا ملك يهوذا ، وآحاب ملك السامرة ، في منتصف القرن التاسع عشر قبل المسيح . كان المُدافعَ عن الايمان باللَّه الواحد الأَوحد ، وهذا هو معنى "إيلياهُو" في اللغة العبرية ايل هو الهي: عاش بتولا ناسكا ، مُتمنطقا بمِنطقةٍ من جلد على حقوية ، متَّصفا بغيرة متوقِّدة على قيام ناموس الرب ، لا يهاب الملوك ولا زوجاتهم.

اضطهدته ايزابل الكافرة ، فهرب مُوغِلاً في البريَّة أربعين يوما وأربعين ليلة ، الى جبل اللَّه حوريب ، حيث تراءى الله له، وعزّاه وقوّاه، وأمره بأن يعود الى أرضِه، ليمسح حزائيلَ ملكاً جديداً مكان أحاب، واليشاع نبياً بدلاً منه.

حبس غيث السماء ثلاث سنين وستَّة اشهر ، وأقام عند نهر كَرِيت ، تجاه الاردن ، يشرب من النهر ، وقد أمر الربُ الغربان بأن تقوته هناك ، الى أن جفَّ النهر . فأمره الربُّ ، فمضى الى فينيقيا ملجأ المضطهدين والمظلومين ، الى امرأة أرملة ، لها ابن وحيد ، فأقام عندها زمنا طويلا ، يقتاتون معا من جَرَّه دقيق لم تفرغ ، وقارورة زيت لم تنقص ، ومرض ابن الارملة مرضا شديدا أماتَهُ ، فصلّى ايليا وأقام الغلام حيّا .

ويومَ ارسل الربُ مطراً على وجه الارض بصلاة ايليا النبي . قدّم للرب ذبيحةً على جبل الكرمل ، أمام الملك أحاب وزوجته إيزابَل ، وجميع انبياء البعل وأنبياء عشتاروت ، وجميع الشعب. فإستجاب اللّه صلاته وقبل قربانَه بنار هبطت وأكلت المحرقة والحطب والحجارة والتراب حتى لحست الماء الذي حول المذبح ، فصرخ الشعب مؤمنا :"إيل هو اللّه !إيل هو اللّه!

تنبأ بموت الملك والملكة، لأنّهما سفكا دماً زكيّاً، بقتلهما "نابوتَ إيِزْرَع إيلي" ليَرِثا كرمه.

وبعد حياة جهاد وشهادة لله ، رفعه الله اليه على مركبةٍ نارية، وطلع ايليا في العاصفة نحو السماء، وقد أعطى تلميذَهُ اليشاع رداءه، فحلّت روحُ ايليا على أليشاع.

كان إيليا بعد موسى، أعظم أنبياء العهد القديم. وفي المعتقد اليهودي أنَّ إيليا محفوظ عند الله حيّاً، لكي يعيده في نهاية الزمن، فيبشِّر بمجيء المسيح. ولكن الربّ يسوع، والرسُل من بعده، والإنجيليين والكنيسة، يعتبرون أنَّ يوحنا المعمدان قد قامَ هو نفسه بدور إيليا، حين بشَّر بمجيء المسيح يسوع، وهيأ له بعماد الماء، وبشهادة الكلمة والدمّ (متى 17/10 - 13). ويجعل الإنجيليون يسوعَ في علاقة خاصة بإيليا، منذ بدء بشارتِه في الناصرة (لوقا 4/25)، الى تجلّيه على الجبل (متى 17/1 - 8)، الى إحياء ابن الأرملة في قرية نائين (لوقا 7/11 - 16)، الى صعوده بالمجد (لوقا 24/51).

لقد بلغت غيرة إيليا النبي على خلاص شعبه، بصفاء ايمانه ومحبّته لشريعة إلهه، حدَّ أنّ الكتاب المقدّس يذكر رسالةً بعث بها النبّيُّ إيليا بعد موته إلى الملك يورام، يهدّد فيها بضربة عظيمة، لأنّه ترك الربَّ إله آبائه (2 أخبار 21/12). ولهذا انتشر اكرامه وعبادته انتشاراً عجيباً. صلاته معنا. آمين.

والذين يرغبون بالاطلاع اكثر على حياة مار الياس نضع بين ايديهم هذه المراجع للعودة اليها :

1- العهد القديم :

سفر الملوك الثالث ( 17/1 - 21/25)

سفر الملوك الرابع ( 1/2 - 2/18)

نبؤة ميخا (4/1 - 6 )

سفرر يشوع بن سيراخ (47/26- 48/13)

2- العهد الجديد:

متى (17/1-13 و11/7-15)

لوقا (4/22-30)

يوحنا (1/19 -28)

ألرسالة إلى الرومانين (11/1-12)

رسالة يعقوب (5/7-20)

3- القران الكريم : سورة الانعام (85/6)

سورة الصافات (123 /37)

4- السنكسار الماروني: 20 تموز.


صورة مار الياس يطعمه غراب رسم الفنانة ريمي طوني توفيق في كنيسة الدير
 
6

ليست هناك تعليقات: