2014/05/03

من مكياڤللي إلى زعماء لبنان الأب جورج صغبيني


من مكياڤللي إلى زعماء لبنان

إلى المرشّحين لمقام رئاسة الجمهورية أو الحكومة أو أي منصب آخر في لبنان إتّبعوا نصائح مكياڤلي حتى تصلوا إلى الحكم وتحكموا شعب هذا الوطن الكادح والمحروم والمظلوم...

نصائح مكياڤلي للحكّام في لبنان

في كتاب ألفه لاسترضاء الحاكم، يطرح الفيلسوف السياسي الإيطالي مكياڤلي أهم النصائح التي يتوجب على الحاكم اتباعها في أول صورة لما أطلق عليه فيما بعد بمبدأ النفعية السياسية.

أهم صفات الحاكم بنظر مكياڤلي:

من ناحية الأخلاق: عليه التخلص من الأخلاق والتقاليد والبدع والقيم المسيحية وخاصة التواضع والرضوخ للحكام، واستعمال الدين كوسيلة لكسب الشعب فقط ...

من ناحية السياسة الداخلية: عليه أن يجمع بين حب الناس وخوفهم منه ، وإن تعسّر ذلك فعليه أن يتأكد من كونه مخيفا وسفّاحا ومهابا.

من ناحية السياسة الاقتصادية: عليه أن يسعى لتحقيق العدالة الاقتصادية وتوزيع الدخل بشكل عادل لأن وجود طبقة فقيرة تشكل أغلبية سيكون سببا فيما بعد لقيام ثورة ضدّه كحاكم.

من ناحية السياسة الخارجية: عليه أن يتعلم أن يتخلص من عهوده ووعوده إن كانت عبئاً عليه، وعدم التردد في استعمال القوة عند الضرورة.

من ناحية الحروب : ركز ميكافيللي على وجوب إقامة جيش قوي، وأن الجيش المكون من المرتزقة لا يجدي نفعا، فالمرتزقة لا ولاء لهم إلا للنقود.

كتاب "الأمير" أو الحاكم

ألفه ميكافيللي عام 1513 ، وقد تضمن الكتاب أفكار ميكافيللي وتجاربه السياسية مع مجموعة من النصائح للحاكم ، وقد كان راجيا أن ينال رضا الحاكم عن طريق هذا الكتاب ولكنه فشل في ذلك ...

يقول ميكافيللي في كتابه عن الحاكم:

السؤال هو عمّا إذا كان من الأفضل أن تكون محبوبا أكثر من أن تكون مهابا أو أن يخافك الناس أكثر من أن يحبوك . ويتلخص الرد على هذا السؤال في أن من الواجب أن يخافك الناس وأن يحبوك ولكن لما كان من العسير الجمع بين الأمرين ، فإن من الأفضل أن يخافوك على أن يحبوك ، هذا إذا توجب عليك الاختيار بينهما.

ويقول عن الناس أتباع الحاكم:

أنهم ناكرون للجميل ، متقلبون ، مراؤون ميالون إلى تجنب الأخطار شديدو الطمع وهم إلى جانبه طالما أنه يفيدهم فيبذلون له دمائهم وحياتهم وأطفالهم وكل ما يملكون طالما أن الحاجة بعيدة نائية ولكنها عندما تدنو يثورون ومصير الحاكم الذي يركن إلى وعودهم دون اتخاذ أي استعدادات أخرى إلى الدمار والخراب إذ أن الصداقة التي تقوم على أساس الشراء لا على أساس نبل الروح وعظمتها هي صداقة زائفة تشرى بالمال ولا تكون أمينة موثوق بها وهي عرضة لأن لا يجدها في خدمته في أول مناسبة ولا يتردد الناس في الإساءة إلى ذلك الذي يجعل نفسه محبوبا ، بقدر ترددهم في الإساءة إلى من يخافونه... إن الحب يرتبط بسلسلة من الالتزام التي قد تتحطم بالنظر إلى أنانية الناس عندما يخدم تحطيمها مصالحهم بينما يرتكز الخوف على الخشية من العقاب وهي خشية دائما تمنى بالفشل".

مقولات ونصائح مكيافيلي للحكّام

"حبّك لنفسك أهمّ من حبّك لبلاديك

"من الأفضل أن يخشاك الناس على أن يحبوك"

"الغاية تُبرر الوسيلة"

"أثبتت الأيام أن الأنبياء المسلحين احتلوا وانتصروا، بينما فشل الأنبياء غير المسلحين في ذلك"

كلّ من أصيب في معركة قام بها للسيطرة على الحكم يتحوّل هو عدوّ لك، ولن تستطيع الحفاظ على صداقة من ساعدوك على الحصول على هذا الجزء من الدولة كما لن تستطيع تحقيق ما يتمنونه ولا أن تطبق عليهم قوانين صارمة حيث ستكون معترفًا لهم بجميل مساعدتهم لك. ولهذا السبب على أي حال، فإنك أيها الحاكم ستكون في حالة دائمة لا إلى حبّ الناس لك بل خوف الناس منك حتى تستطيع السيطرة على الدولة.

من المعروف أن الأقاليم التي تتمرد على حكامها يصعب فقدانها مرة أخرى بعد استعادتها، حيث يصبح الحاكم أكثر حرصًا على دعم موقفه ومعاقبة المتمردين وكشف المتآرين وإظها نقاط ضعفهم.

الحاكم الذي يحكم إقليمًا أجنبيًا كما أوضحت، يجب أن يجعل من نفسه قائدًا وحاميًا لجيمرانه الأقل قوة منه ويسعى جاهدًا لإضعاف الأقوياء منهم. وأن يحذر أن يغزوهم أجنبي أقوى منه، فمن لا يرضى بذلك سيدعوه للتدخل إما خوفًا أو طمعًا.

أي أجنبي قوي يدخل إلى بلد فإن كل المستضعفين من سكانها سيؤيدون هذا الأجنبي مدفوعين في ذلك بحقدهم على حكامهم. ولا يتكبد الحاكم أي عناء في ضمّهم إليه لأنهم ينضمّون بإرادتهم إلى قواته الغازية. ويجب على الحاكم فقط أن يحذر من أن ينالوا سلطانًا كبيرًا أو قوة، حيث يتمكن من سحقهم، والسيطرة على الإقليم باستخدام قواته والموالين له. ومن لا يستطيع تحقيق ذلك سيواجه صعوبات ومشكلات لا حصر لها.

الذين لا ينظرون إلى اضطرابات الحاضر فقط، ولكن أيضًا على ما سيقع منها في المستقبل، ويتأهبون له قبل وقوعه. فما يمكن التنبؤ به يمكن علاجه بسهولة. إما إذا انتظرنا إلى أن تداهمنا المخاطر، فسيصبح العلاج متأخرًا عن موعده وتستعصي العلة.

الحرب إذا بدأت فلا مفر منها ولا يمكن تأجيلها إلى لما هو في صالح الطرف الآخر.

أن كل من يتسبب في أن يقوي غيره يهلك نفسه، لأنه إنما يفعل ذلك إما بالحيلة، أو بالقوة. وهاتان الصفتان هما موضع شك ممن يصل إلى السلطة.

المدينة التي اعتادت الحياة بحرية يمكن السيطرة عليها من خلال مواطنيها أكثر من أي طريقة أخرى، وذلك إذا أردت أن تستثمر هذه السيطرة.

ومن يصبح حاكمًا لمدينة حرّة ولا يدمرها، فليتوقع أن تقضي هي عليه، لأنها ستجد دائمًا الدافع للتمرد باسم الحرية وباسم أحوالها القديمة. وهي أشياء لا تنسى لا بمرور الزمن ولا بما يناله أهلها من مزايا. ومهما فعل الحاكم ومهما احتاط للأمر فإن أهل المدينة سيستجيبون لندائها فورًا عند حدوث أي طارئ.

إن من يستفيدون من قدراتهم حتى يصبحوا أمراء يحصلون على الإمارة بصعوبة، إلا أنهم يحافظون عليها بسهولة. والصعوبات التي تواجههم في ذلك ترجع إلى حد ما إلى القواعد والتعديلات الجديدة التي يضطرون إلى إدخالها حتى يستتب السلام في ولايام ويجب أن ندرك أنه لا يوجد أصعب من بدء نظام جديد لتسيير الأمور وتنفيذه. فنجاحه مشكوك في أمره وليس هناك ما هو أخطر من التعرض لهذا الأمر. لأن من يريد الإصلاح لابد له من أعداء وهم جميع من كانوا يستفيدون من النظام القديم، وهناك أيضًا من يؤيده بفتور رغم استفادتهم من النظام الجديد. ويرجع هذا الفتور –من ناحية- إلى خوفهم من خصومهم الذين يساندهم القانون، ومن ناحية أخرى إلى أن الناس لا تؤمن بالجيد إلا بعد أن تجربه فعلا. وعلى هذا فإن المصلح يهاجمه خصومه بحماس شديد في كل فرصة، بينما يدافع عنه الآخرين دفاعًا فاترًا.

طبيعة البشر متقلبة ومن السهل تحفيزهم لشيء، ما ولكن من الصعب استمرار هذا الحافز ولذلك يجب أن نرتب أمورنا حتى يمكننا أن نستخدم القوة معهم لنردهم إلى الإيمان بما ارتدوا عنه.

إن من ارتفع من مكانة المواطن العادي إلى منصب الحاكم بمحض الصدفة لا يواجه سوى متاعب قليلة حتى يصل لهذه المكانة، إلا أنه يواجه كثيرًا من الصعاب عندما يريد الحفاظ على هذا المنصب. وهم لا يجدون أي صعاب في طريق المناصب لأنهم يطيرون إليها. أما ما يجدونه من صعاب فإنها تحدث بعدما يستقرون فيها.

قتل المواطنين لا يعتبر من الفضائل، كما أن التغرير بالأصدقاء، وفقدان العقيدة، والرحمة، والدين، هذه يمكن أن تصل بنا إلى القوة وليس إلى المجد.

عندما يستولي الحاكم على ولاية، فإنه يجب على المنتصر أن يخطط لجميع جرائمه مرة واحدة حتى لا يضطر للعودة إليها في وقت آخر.

ولا بدّ للحاكم أن تكون له قدرة على اتخاذ تغييرات جديدة تؤكد للعامة الحرص على مصلحتهم ليكسبهم إلى صفه ومن يفعل غير ذلك عن جبن أو بناءً على نصيحة من حوله سيظل من المفروض عليه أن يقف وفي يده الخنجر.

والحاكم لن يتمكن أبدًا من الاعتماد على رعاياه، لأنهم لن يثقوا به، بسبب كثرة مشكلاته وأخطائه وإذا كانت الأخطاء لا بد واقعة فيحسن أن تكون دفعة واحدة حتى تكون أقل تأثيرًا من واقعات متعددة تبقى آثارها لاحقا.

المزايا الكاذبة يجب إعطاؤها للشعب جرعة جرعة حتى يستمتعوا بها ويشعروا بفائدتها ولو إلى حين.

نيكول مكيافيلي (Niccol Machiavelli)

ولد في فلورنسا، 3 مايو، 1469 - تُوفي في فلورنسا، 21 يونيو، 1527

هو فيلسوف سياسي إيطالي إبان عصر النهضة.

أشهر كتبه على الإطلاق، كتاب "الأمير" أو الحاكم.

نُشرَ الكتاب بعد موته، وأيد فيه فكرة أن ما هو مفيدٌ فهو ضروري، والكتاب كان عبارة عن صورة للنفعية والمصلحة السياسية.

اختار موسليني كتاب الحاكم دستورا لسياسته، وكان هتلر يقرأ هذا الكتاب كل ليلة قبل أن ينام. وكذلك من سبقهم من الملوك والأباطرة مثل بسمارك وكريستينا وكل من كان ينشد السلطة ويريد أن يصل إلى سدّة الحكم.
 

 

ليست هناك تعليقات: