2014/05/03

الصوم الكبير الأب جورج صغبيني


الصوم الكبير

الصوم ليس زمن احتمال التجربة وحسب بل هو زمن الجهاد ومحاربة المجرّب الذي منذ أبوينا الأوّلين ولا يزال يجول من حولنا يريد الإيقاع بنا ليخرجنا من حضن الكنيسة كما اخرج آدم وحواء من الجنّة.

كلّ يوم يجرّبنا الشيطان في أجسادنا وأفكارنا وبالبدائل عن الله وبما يملكه الآخرون وبالتعدّي على الشرائع والقوانين…

والذين يسيرون تحت أمرة وقيادة إبليس لأنهم خاسرون دائما ولو ربحوا العالم كله لأنهم سيكونون مثله أصحاب فتنة وشقاق وخلاف وكذب وخداع وجشع ومآلهم النار التي لا تطفأ ولا تشبع.

أما المسيحيون الذين بالمسيح اعتمدوا ولبسوا البر وثوب الصلاح ودرع الإيمان وخوذة الخلاص فالصيام بالنسبة إليهم هو زمن توبة ومسامحة وغفران.

إخوتي: إن فماً عن الخبز يصوم ويستفيض باللعنات لباطل صيامه ومرفوضة طلبته.

لا نصم صوما كاذبا قاطعين الخبز عن فمنا تاركين الشرّ في ضميرنا

بل فليكن صيامنا كصيام المسيح المنتصر على تجارب إبليس على الجوع إلى كلمة الله وعلى مجد هذا العالم بلبس الفضائل الإلهية والأخلاق الحميدة والثياب المحتشمة والكلام المفيد وتجنّب السجود لغير الله.

مع المسيح وبه ننتصر على كلّ تجربة وعلى ما هو ليس من الله فينا.

مدخل الصوم

نبدأ مسيرة الصوم بوداع عرس وولائم وحفلات لهوٍ وزينة وتبرّج لندخل في يوم زمن التوبة وذرّ الرماد على الرؤوس والجباه في مسيرة كما في الصحراء بعيدا عمّا يغوينا من رفاهية العيش ورغده حيث نعيش الزهد والتقشّف.

نلبس المسوح بدل ثياب الأرجوان ونغسل وجوهنا حتى لا نظهر للناس صيامنا.

ونمنع أفواهنا عن أطايب المأكولات مكتفين بما يحتاجه الجسد من كفاف عيش كما ونمنع أفواهنا عن المسكرات وجميع أنواع الكحول والخمور.

ونمنع أفواهنا عن الكلام إلا ما نتوجّه به إلى الله من صلوات وأدعية وأناشيد.

الصوم الذي أريده هو هذا يقول الرب:

أن تحلّ قيود المظلوم وتفكّ أسره.

أن يُطلق المسجونون أحراراً ويُنـزع كلّ ظلم عنهم.

أن تقاسم الجائع خبزك وتدخل البائس المهجّر إلى بيتك.

أن ترى العريان فتكسوه ولا تتهرّب من مساعدة قريبك.

بذلك يشرق كالصبح نورك.

فتسير في طريق الاستقامة ويجمع الرب شملك. إشعيا:58/5-8

في الصيام تجب الصدقة ونقاوة القلب ونزع الحقد

لأن من يحقد على قريبه فصومه يغضب الله

إن فما عن الخبز يوم ويستفيض باللعنات

لباطل صيامه ومرفوضة طلبته.

صوم مقبول

 
 

ليست هناك تعليقات: